Menu

تقريرالإمارات تدفع والكيان يتسلح: ماذا تريد تل أبيب مقابل صفقة التسلح الإماراتية –الأمريكية

بوابة الهدف - خاص بالهدف

إحدى المكافآت التي ستقدمها واشنطن للإمارات المتحدة، لتطبيعها المتسارع مع الكيان الصهيوني، الموافقة على صفقات تسلح متقدمة، ما زالت تثير الجدل في الأوساط الأمريكية والصهيونية، وبينما يعمل الصهاينة أصدقاء الإماراتين الجدد، على تفريغ هذه الصفقات من أي معنى، فإن المسؤولين الإماراتيين يعتقدون أنه يمكن شراء السمك في البحر، وهم لايعلمون، أو يعلمون ويرضون أن الصياد لن يبيعهم سوى سمك فاسد، وينامون في عسل الوعود وقد دفعوا مسبقًا بانتظار وصول البضاعة.

وراء أبواب الغرف المغلقة، تعمل فرق عمل عسكرية وأمنية من الكيان الصهيوني، لتلافي ما يقال إنه نتائج الصفقة المزمع توقيعها خلال شهر على التفوق النوعي الصهيوني، هذه الصفقة التي تحاول "إسرائيل" وعلى الأغلب ستنجح في "خفض" مستواها، رغم أن سؤال التفوق الصهيوني على الإمارات المتحدة يبدو ساخرا بمعنى عكسي.

هل ستكون طائرات F-35 جزءًا من سلاح "دولة" أي في سياق تطوير الإمارات لمقدرتها العسكرية كما تفعل أي دولة طبيعية، أم في ظل وضع الإمارات الجغرافي والديمغرافي والسياسي، ستكون هذه الطائرات بمثابة أسطول الدراجات النارية المرافق لموكب الأمير.

الجواب يمكن التوصل إليه عبر طريقين، الأول أن هذا السلاح الأمريكي سيظل أمريكيًا أصلاً، وهو سيكون مخصصاً بالباطن لمهاجمة إيران عندما تسمح الظروف، وبالتالي فإن ما يتم عمليًا هو تمويل إماراتي للجيشين الأمريكي والصهيوني "باعتبار جيش الكيان سيكون شريكا في أي هجوم على إيران".

الثاني أن الإمارات تريد تعزيز قوتها العسكرية، لأسباب خليجية خاصة، تتعلق ربما بسباق محموم بين عيال زايد ومحمد بن سلمان، فعندما يصل هذا إلى العرش السعودي، سيكون هناك من هو أقوى منه في المنطقة لتزعمها، ورغم أن هذا التحليل يبدو مبسطًا إلا إنه لايمكن تجاهل واقعيته في تفكير شيوخ وأمراء الخليج.

بالموازاة مع هذا، ورغمًا عن طبيعة وحقيقة الصفقة، فإن "إسرائيل" لن تخرج خالية الوفاض، وتستغل تسلح الإمارات لتعزيز قدرتها العسكرية، كالفيل الذي يزعم إنه يتمرن ليل نهار خشية من خطر النملة، ولكن هذا السعي الصهيوني في حقيقته لاينفصل عن إدراك الكيان الدائم لطبيعة وهشاشة حلفائه الجدد من ناحية، وإنه مهما حصل سيبقى كيانا غريبا بحاجة إلى المزيد من الأبراج والأسوار، وإلا كيف يمكن تفسير هذا الجنوح الصهيوني المتسارع مؤخرا نحو مزيد من التسلح في زمن "انتصارات السلام" التي يحققها نتنياهو؟

في هذا السياق يعكف خبراء الأمن الصهاينة في مركز القرار على إعداد ما يسمونه "قائمة التعويضات" التي ينبغي الحصول عليها من الأمريكيين مقابل الموافقة وغض النظر عن الصفقة الإماراتية، وكان وزير الحرب غانتز قد أنهى مؤخرًا زيارة لواشنطن هدفها هو تخفيض نوعية الصفقة الإماراتية تحديدًا، تحت شعار المحافظة على "تفوق إسرائيل النوعي"، حيث هناك محاولة من قبل "إسرائيل" للتأثير على الاتفاق بين الأمريكيين والإماراتيين، وفهم ما الذي سيباع لهم بالضبط، وما هي الأنظمة والمكونات التي ستكون في الطائرات المتقدمة - ومتى ستنضم فعليًا لسلاح الجو الإماراتي وتشير التقديرات في الكيان إلى أن نفس الطائرة لن تصل إلى الإمارات العربية المتحدة إلا في غضون 5 سنوات على الأقل، بعبارة أخرى، تعمل "إسرائيل" لصالح أبو ظبي لبيع طائرة "أقل شأناً" بالنسبة لطائرة لوكهيد مارتن إف -35 المباعة " لإسرائيل".

في هذا المسعى تقوم "إسرائيل" بتذكير الولايات المتحدة بالتزامها بالحفاظ على الميزة العسكرية النوعية "لإسرائيل"، وهذا الالتزام مكرس في القانون الأمريكي - . المعنى العملي هو أن الولايات المتحدة تمتنع كسياسة ملزمة بها قانونًا عن بيع أنظمة أسلحة متطورة لدول عربية حتى لتلك التي تقيم علاقات سلام مع كيان الاحتلال، وفي مجال ما يتخوف الكيان من تغيير هذه المعادلة حسب ما نقل صحفيون صهاينة عن مسؤولين أمنيين.

وضد الاتفاقية التي سيتم توقيعها بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، قام هؤلاء المسؤولون بتجميع "قائمة الرغبات" أو التعويضات التي ستطلبها تل أبيب من الأمريكيين وهي حزمة ستضمن تفوقًا نوعيًا إضافيًا تصل قيمتها لعشرة مليارات دولار.

حيث ترغب "إسرائيل" في دفع عملية شراء سرب شبح آخر من طراز F-35 وسرب هجوم وتفوق جوي من طراز F-15 X. هذه طائرة في بداية الإنتاج ولديها قدرة حمل أعلى بكثير من القنابل والصواريخ من طرزها السابقة ولديها مدى طيران كبير. وفقًا لذلك، فإن سعرها أيضًا - 20 مليون دولار أغلى من F35. أي حوالي 100 مليون دولار لكل وحدة، حيث تريد "إسرائيل" تقديم موعد وصول الطائرات في غضون عامين.

وينطبق الشيء نفسه على شراء طائرة التزود بالوقود الجديدة من قبل Boeing KC46 - والتي يهتم بها سلاح الجو الصهيوني أيضًا في غضون عامين. وسيأتي التسليم السريع حتى على حساب القوات الجوية الأمريكية التي تنتظر أولاً في الطابور .

بالإضافة إلى ذلك، تهتم تل أبيب بـ 12 طائرة هليكوبتر من طراز V-22 - مروحية ذات دوار متغير يمكنها الطيران بسرعة ومسافات بعيدة، وهي مهتمة بها بشكل أساسي كبديل لطائرات الهليكوبتر التي تعمل خارج خطوط العدو كجزء من العمليات الخاصة التي تزايدت في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى ذلك، ووسائل إضافية أخرى تركز على الوصل إلى إيران مثل ناقلات الجنود شينوك وكاي.

أيض ضمن "قائمة التعويضات" تطلب "إسرائيل" الآلاف من القنابل الذكية، والأسلحة الموجهة الدقيقة التي تشمل أيضًا "المتسللين المحصنين". في السنوات الثلاث الماضية، هاجمت القوات الصهيونية سوريا مئات المرات و "ألقت" آلاف القنابل. هذا الجرد يحتاج إلى استكماله. وتريد "إسرائيل" أيضا اتصالات بأنظمة الأقمار الصناعية الأمريكية "دون أن تحدد علنا ​​ماهيتها.

يتمثل الجهد الأخير في توسيع وزيادة المساعدة الأمنية. وكان الكيان الصهيوني قد وقع مع واشنطن اتفاقيات مساعدات مدتها عشر سنوات خلال عهد أوباما وتسعى الآن إلى التخطيط للسنوات العشر القادمة بعد عام 2026. الاتفاقات التي بموجبها ستتلقى "إسرائيل" 38 مليار دولار كمساعدات خلال تلك الفترة.