في إرساء رسمي للخيانة.. وقّع وزير خارجية البحرين عبد اللطيف بن راشد الزياني، ومندوبون صهاينة برئاسة ما يسمى "مستشار الأمن القومي الاسرائيلي" مئير بن شبات، اليوم الأحد، في المنامة، على بيان مشترك "بشأن إرساء العلاقات" بحضور وزير الخزانة الأميريكي ستيف منوشين.
وأعرب الزياني، في وقت سابق من اليوم، عن أمله في أن يجلب ما وصفه بـ"اتفاق السلام مع إسرائيل"، الاستقرار والازدهار للمنطقة على حد تعبيره.
وقال الزياني، خلال استقباله الوفد الصهيوني-الأميركي الذي يزور المنامة:"نحن هنا لدعم اتفاقية إبراهام لاقتناعنا بأن هذا التعاون سيكون له أثر لإحلال سلام دائم يحمي حقوق شعوب الشرق الأوسط.. ومتفائلون بأن اتفاق السلام سيجلب استقراراً وازدهاراً للمنطقة".
وأضاف: "نتطلع لعقد مباحثات خلال هذه الزيارة التاريخية"، مؤكداً أن "هذه الزيارة ستكون خطوة جديدة نحو مستقبل آمن وشرق أوسط أكثر استقراراً وسلاماً"وفق قوله.
وأفادت وسائل الاعلام أنّ الإعلان المُوقع يشمل على 6 ملاحق تتعلق بالعلاقات بين البحرين والكيان الصهيوني في مجالات مختلفة مثل الرحلات الجوية وتأشيرات السفر.
وجاءت تصريحات وزير الخارجية البحريني، تزامناً مع وصول الوفد الصهيوني-الأميركي في أول رحلة تجارية رسمية بين تل أبيب والمنامة، منذ إعلان تطبيع العلاقات.
وتحمل الرحلة رقم (973) في إشارة إلى "رمز الاتصال الدولي بالبحرين".
ووصلت الطائرة الصهيونية التي اقلعت من فلسطين المحتلة عابرةً الأجواء السعودية إلى العاصمة البحرينية المنامة.
ونشرت صفحة "اسرائيل بالعربية" على حسابها في تويتر، صورًا لأولى لحظات وصول الطائرة الصهيونية.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركيّة، في وقت سابق، أن وزير الخزانة ستيفن منوتشين سيرأس وفداً أميركياً لزيارة "إسرائيل" والبحرين والإمارات في الفترة ما بين 17 و20 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
وقالت وزارة الخزانة الأميركيّة في بيان لها إن الزيارة تأتي "دعماً لاتفاق أبراهام، الذي وقعته الدول الثلاث، في البيت الأبيض لتطبيع العلاقات برعاية أميركيّة".
وأفاد "موقع والاه" العبري بأنّ مسؤولين من "إسرائيل" والبحرين، برعاية وزير المالية للولايات المتحدة الأميركية ستيف منوتشين، ومبعوث البيت الأبيض آفي بركوفيتش، سيوقعون على إعلان في المنامة، ومن بين ما سيتناوله الإعلان "إقامة علاقات دبلوماسية كاملة وفتح سفارات".
وأشار مسؤولون صهاينة إلى أن "الإعلان المشترك يقع ضمن صفحتين وسيكون نوع من الاتفاق المؤقت، ومرحلة إلى الطريق بين إعلان التطبيع الذي وقع في البيت الأبيض في 15 أيلول/سبتمبر على يد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني، وبين التوقيع على اتفاق شامل".
وبحسب الموقع العبري "سيكتب في الإعلان المشترك أن الطرفين لن ينفذا أعمالاً عدائية ضد بعضهما البعض، وسيعملان على منع أعمال عدائية لطرف ثالث"، وسيشدد الإعلان على أن "كلا الطرفين ملتزمين بالتعايش وثقافة السلام"، و"سيحدد الإعلان قائمة لحوالي 10 تواقيع من بينها يوقعان على اتفاقات بمجالات: الاستثمارات، الطيران المدني، السياحة، التجارة، العلوم والتكنولوجيا، جودة البيئة، الاتصالات والبريد، الصحة، الزراعة، المياه، الطاقة والتعاون القضائي".
وأضاف الموقع:"ممثلي البحرين هم من طلبوا أن يوقع في هذه المرحلة على اتفاق مؤقت بشاكلة إعلان مشترك، لا على اتفاق كامل. وسبب ذلك هو الانتقادات الداخلية في المملكة ضدّ التطبيع مع "إسرائيل" والرغبة بالتقدم بشكلٍ تدريجي أكثر من الإمارات. وأكّد الموقع أن "إسرائيل" وافقت على الطلب البحريني.
من ناحيتها، طالبت جمعية الوفاق البحرينية، اليوم، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بحثّ الحكومة على إفساح المجال للبحرينيين "ليقولوا كلمتهم الفصل حول الاتفاق مع حكومة الاحتلال الصهيوني" مستنكرةً انفراد الحكومة باتخاذ قرارات سيادية في عقد اتفاقات وصفقات تتعارض مع الدستور والإجماع البحريني والقيم الوطنية والقومية.
وأضافت الجمعية، في بيان صحفي:"حيال هذا الاتفاق غير الشرعي وذلك كون السلطة ذهبت في الاتفاق في وقتٍ تمارس فيه أقصى صور القمع والتكميم ومنع المواطنين من التعبير عن رفضهم لهذا الاتفاق".
يشار إلى أنّ رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو، قال إن "الكثير من الدول العربية تغير نهجها تجاهنا". وصادق الكنيست الصهيوني، قبل أيام، على على اتفاق التطبيع بين "إسرائيل" والإمارات والبحرين.
وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، في وقت سابق، إنّ نتنياهو، رضخ لطلبات المثول أمام الكنيست لشرح الأجزاء السرية لاتفاقية التطبيع مع الإمارات العربية المتحدة.
ووقعت الإمارات والبحرين على اتفاق تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، في منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، وذلك برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب.