قدّم الناشط الفلسطيني حمدان الضميري، المقيم في بلجيكا، استقالته، اليوم السبت، من المكتب التنسيقي لمبادرة فلسطيني أوروبا للعمل الوطني.
وأكد الضميري عدم وجود أي تفاعل من جهته حول مع المبادرة، وهذا عائد لانقطاعه عن "الواتس أب" خلال فترة شهور بسبب وقف حسابه من قبل القائمين عليه.
وفي هذا السياق قال الضمري:"هذا جعلني خارج أي نقاشات جرت خلال فترة شهور، كذلك منذ أيام ولسبب عائلي توقفت أيضًا عن التفاعل مع مختلف المجموعات، لذلك لم أتفاعل مع هذه المبادرة وهناك من الأصدقاء من لاحظ ذلك"
وأضاف:"عندما بدأت أقرأ ما يكتب عبر مجموعة المكتب التنسيقي، وجدت أن هناك جو من المشاحنات، وأحيانا التهم وردات فعل مع وجود مصطلحات جارحة جعلني أتسائل حول ما يجري، ولماذا وصلت هذه المبادرة لهذه الدرجة من الحوارات السلبية".
وأكد الناشط الضميري على ايمانه العميق، منذ سنوات، بضرورة العمل لإخراج الحضور الفلسطيني في أوروبا من حالة فقدان ثقافة العمل التنسيقي والوحدوي، لافتًا إلى أنه "عندما تتواجد بعض المبادرات التي تتجاوز حدود البلد الواحد نجد طغيان المظهر الفصائلي عليها" مؤكدًا أن هذه الحقيقة المرة وهذا التقييم السلب دفعه إلى "الخروج من هذه الحالة"مشددًا على ذلك "يتطلب تغليب المشاركة المؤسساتية الجماعية وتجاوز الحدود والتخوم والحسابات الفصائلية الضيقة؛ لأن في ذلك مصلحة لقضيتنا الوطنية".
وتابع:"انطلاقا من مشاركتي في العمل التضامني الأوروبي مع قضية شعبنا وكذلك معرفتي بتطور هذا المسار الهام والتي تعود جذوره لمرحلة نهاية الستينات من القرن العشرين , أرى ضرورة امتلاكنا لرؤية تكاملية مع مكونات حركة التضامن الأوربية مع فلسطين . وهذا يفرض علينا التواصل والتنسيق والتواجد داخل هذه المكونات, ألأمر الذي يحتاج لخطة عمل واضحة تجيب على سؤال كيف وبأي اليات نحقق هذا التكامل الضروري".
وأكد على أنّ أي مسار مؤسساتي في الساحة الأوروبية عليه أن يأخذ بقواعد العمل الديمقراطي الأمر الذي يحتم مسار من الأسفل للأعلى أي وجود مسار انتخابي يصل من خلاله البعض لمواقع المسؤولية وهذه البديهية تنطبق على أي مبادرة يتم مأسستها أي تحويلها لكيان له طابع قانوني.
وشدد على أنّ "هناك حاجة ملحة لبروز مبادرة جماعية تتوجه الى مختلف المؤسسات الفلسطينية الناشطة في الساحة الأوروبية بدون فرض فيتو على أحد , تكون نتيجة لحوار ونقاشات يشارك فيها مجموعة من النشطاء فيهم المنتمي والمستقل ومن يمثل مؤسسة موجودة وبعض الطاقات ألأكاديمية مبادرة تتجاوز التخوم والحدود الفصائلية تعمل على طرح رؤية شاملة تهدف الى ترسيخ التنسيق والعمل الجماعي في أوساط الوجود الفلسطيني في أوروبا وهذا يتطلب ايجاد اليات يتم التوافق عليها جماعيا وديمقراطيا".
وختم:"أي مبادرة عليها أن تجيب على مجموعة من التساؤلات من نحن وماذا نريد وما هو دورنا هنا في اوروبا وبأي اليات نقوم به وما هي علاقاتنا بالواقع الرسمي الفلسطيني الذي يعرف حالة من الشلل المؤسساتي تضاف للتراجع السياسي الذي عرفته قضيتنا الوطنية بسبب خيارات سياسية أثبتت فشلها التام".