Menu

ثروة الإبل في الرشايدة..

حملة شعواء في سياق التطهير العرقي في السفوح الشرقية غرب البحر الميت

نجيب فراج - الضفة المحتلة

لم تكتفي قوات الاحتلال “الإسرائيلي” وأذرعها المختلفة بإجراءاتها الجائرة للمواطنين وممتلكاتهم وأراضيهم في قرية الرشايدة البدوية إلى الشرق من بيت لحم لتطول الحملة الثروة الحيوانية من الإبل.

وبهذا الصدد نفذت قوات الاحتلال وبمشاركة ما يسمى بسلطة حماية الطبيعة التابعة لها حملة بهذا الصدد وتمثلت باستهداف رؤوس الجمال التي يملكها المواطنين التي تنتشر في السفوح الشرقية الممتدة غرب البحر الميت.

غرامات ومصادرة

وقال فواز الرشايدة رئيس المجلس القروي في الرشايدة إن هذه القوات اقدمت على مصادرة ثمانية من الرؤوس ونقلتها عبر شاحنات كبيرة إلى منطقة الحاجز في قرية الجفتلك بالأغوار وذلك لإجبار كل صاحب جمل جرى احتجازه دفع غرامة قيمتها خمسة آلاف شيقل إذا أراد استرجاعها وذلك بحجة أن الجمال يتم نشرها في منطقة تدريبات عسكرية وفي حالة عدم دفع هذه الغرامات يجري مصادرة الجمال لتتحول إلى ملك لسلطة حماية الطبيعة.

حالات إطلاق النار

وأوضح رشايدة أنه في حالات اخرى يقوم الجنود بإطلاق النيران على الجمال، مشيرًا إلى أن الحملة ازدادت على المواطنين في هذه المنطقة منذ إعلان نية "إسرائيل" ضم الأغوار ولا شك فان منطقة السفوح الشرقية في بيت لحم والتي تبلغ مساحتها نحو الفي دونم وهي تابعة لمناطق الرشايدة والسواحرة والتعامرة والعبيدية في راس هذا المخطط، وتنتشر في رحابه نحو 800 رأس من البعير اذ ان مالكيها ينشرونها في هذه المناطق كون ان الجمال لا يمكن ان تعيش في ساحة ضيقة او محدودة مع ملاحظة بان قوات الاحتلال تدعي بان كل هذه المنطقة تستخدمها للتدريبات العسكرية ولكن هذا الامر محض ادعاء بهدف ان يصبح حجة لوضع اليد على هذه المناطق.

قيمة البعير الرمزية

وقال إن ثروة البعير التي تشكل الاجواء الصحراوية بيئة لها في مختلف أنحاء العالم يتم تربيتها ليس فقط كمصدر هام للثروة الحيوانية وحسب وهي بلا شك مصدر اساسي اذ ان مربيها يعتمدون على تسويق لحومها وحليبها ولكنها ايضا تضيف لمسات جمالية على الطبيعة فبدون هذه الرؤوس لا يمكن ان تتخيل الصحراء اضافة الى انها رمز عربي للتراث والحضارة ونحن نعتز بها وعلى ما يبدو فان قوات الاحتلال تريد حرمان مواطنينا وبلادنا من هذه الميزة ولذا فهي تقوم بين الحين والاخر بحملات ضد انتشار هذه الظاهرة التي ورثناها عن ابائنا واجدادنا منذ مئات السنين وكانت تشكل ايضا وسيلة للسفر والترحال في ربوع الصحراء ذو المساحات الواسعة في الوقت الذي كانت هي الوسيلة الوحيدة لذلك وحتى يومنا الحاضر رغم وجود وسيلة المواصلات فان عدد من المواطنين يستخدمونها في المناطق الوعرة التي يحظر على المركبات الوصول إليها.

استهداف لكل شيء

وأضاف رشايدة أن ملاحقة المواطنين في هذه المناطق طبعا لا تقتصر على ملاحقة الابل بل تصل الى كل القطاعات والمستويات بما فيها ملاحقة الثروة الحيوانية ومناطق الرعي إذ أن عدد رؤوس الاغنام تقدر عددها في الرشايدة بنحو ثمانية آلاف راس وهي مصدر هام للثروة في بيت لحم والمواقع المجاورة لها وتتمثل الملاحقة في مصادرة رؤوس الاغنام وملاحقة الرعاة وفرض غرامات عليهم بحجة انهم يقومون برعاية اغنامهم في مناطق عسكرية وقد تضاعفت هذه الملاحقات اضافة الى سياسة هدم بركسات زراعية ومصادرة مركبات تستخدم لاغراض الرعاة وخيام ينصبونها في هذه المناطق ومحركات كهربائية وهدم اية حفر لآبار تجميع المياه، باختصار شديد هم يريدون مصادرة هذه المساحات الواسعة من الاراضي بل والاستراتيجية من خلال التضييق على المزارعين واجبارهم ترك أراضيهم التي بالفعل تشكل بعدا استراتيجيا للأراضي الفلسطينية وصيدا ثمينا للكيان “الإسرائيلي”، مناشدا الهيئات الحقوقية والامم المتحدة للتدخل من اجل وقف هذه الممارسات الخطيرة المتناقضة مع القوانين الدولية مع ملاحظة بان هذه الاراضي احتلت في العام 1967 ولكن قوات الاحتلال ومن خلال ممارساتها من جهة واحيانا تأتي على لسان ضباط في جيش الاحتلال بان هذه الاراضي تابعة لـ "إسرائيل" وعليكم الرحيل عنها.

المصدر: مدونه الصحفي نجيب فراج