Menu

تقدّم فروض الطاعة لإدارة بايدن

تقرير"الأونروا" تفجّر أزمة جديدة.. تعديل على المناهج التعليمية التزامًا بـ"الحيادية"

فلسطين المحتلة _ بوابة الهدف

أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، اليوم الخميس، عن قيامها بمراجعة مواد التعلم الذاتي لضمان ما وصفته "التقيّد التام بأرفع مبادئ الأمم المتحدة"، في أكثر من 700 مدرسة تابعة لها تقوم فيها بتعليم أكثر من 500,000 طفل لاجئ، في خطوةٍ خطيرةٍ للغاية ورضوخًا لكل الضغوطات "الإسرائيلية" والأمريكيّة التي تعرّضت لها الوكالة الأممية على مدار السنوات الماضية.

وكالة "الأونروا" قالت في بيانها الذي وصل "بوابة الهدف" نسخة عنه، إنّها "تعمل على تدريس مناهج تركز على قيم الأمم المتحدة للحيادية وحقوق الإنسان وحل النزاعات والمساواة وعدم التمييز فيما يخص العرق والنوع الاجتماعي واللغة والدين، وبشكلٍ مستمر نراجع المواد التربوية والكتب المدرسية مقابل هذه القيم، وفي الحالات النادرة التي يتم العثور فيها على تناقضات، نقوم بتوفير مواد إثراءيه للمعلمين لتمكينهم من الدخول في مناقشات تفكير ناقد مع طلبتهم لمعالجة أية قضايا تم تحديدها".

"سنطلق قريبًا منصة تعلّم عن بعد تلتزم بالحياديّة" 

ولفتت إلى أنّه "ومع بداية جائحة كوفيد-19، قام معلمو الأونروا ومدراء المدارس وغالبيتهم العظمى من اللاجئين أنفسهم بنقل النظام التعليمي ليصبح تعليمًا عن بعد في غضون أيام، وللمساعدة في التغييرات المفاجئة والكبيرة المفروضة على الطلبة، وبسبب أن سبل الوصول إلى الانترنت والكهرباء لا يعتمد عليها في العديد من منازل الطلبة، قام المعلمون في الضفة الغربية و غزة وبشكل سريع بتوزيع مواد تربوية مطبوعة، لكن ولسوء الحظ، وفي غمرة الاندفاع نحو مواصلة تعليم الطلبة بلا انقطاع، تم عن طريق الخطأ تضمين بعض المواد التي اعتبرتها الوكالة سابقًا لا تتفق مع قيم الأمم المتحدة، وفي اللحظة التي تم فيها تحديد هذه المسألة، قامت الوكالة بإجراء مراجعة شاملة لكافة مواد التعلم الذاتي التي قامت بتطويرها واتخذت خطوات من أجل معالجتها، ومن أجل التأكيد على أن جميع المواد التعليمية المقدمة للطلاب هي تلك التي تمت الموافقة عليها من قبل الوكالة بما يتماشى مع مبادئ الأمم المتحدة وقيمها، طورت منصة تعلم ذاتي مبتكرة وآمنة على مستوى الوكالة ستحتوي على كافة المواد التعليمية لجميع طلاب الأونروا، وهي حاليًا في عملية المراجعة النهائية، وسيتم إطلاق المنصة في الأيام المقبلة".

ويرى مراقبون أنّ إدارة وكالة الغوث الدوليّة الحاليّة برئاسة المفوّض العام فيليب لازاريني ومن خلال إقدامها على هذه الخطوة الخطيرة تقدّم فروض الطاعة إلى الإدارة الأمريكيّة الجديدة برئاسة جوزيف بايدن من أجل إعادة التمويل المقطوع منذ أغسطس 2018، حيث اتخذت واشنطن قرارًا بوقف تمويل وكالة "الأونروا" بالكامل، بعد سلسلة تقليصات متتاليّة لمساهمتها المالية للوكالة، إلى جانب تجميد تمويل مشاريع إنسانيّة وإغاثيّة وتنمويّة في الأراضي الفلسطينيّة المحتلة.

وتأكيدًا على ذلك، قال لازاريني خلال مؤتمرٍ صحفي اليوم الخميس في قطاع غزّة، أنّ الوكالة تتطلّع لإنهاء القطيعة مع الولايات المتحدة الأمريكيّة، من خلال تعاونٍ مشترك مع الإدارة الجديدة تحت إدارة بايدن، مُشددًا على ضرورة "عودة التعاون كما كان عليه قبل سنوات، لأن الوكالة شهدت خلال العام الماضي أزمة مالية غير مسبوقة".

وقبل أيّام، حرّض معهد دراسات "إسرائيلي" على المناهج الفلسطينيّة التي تعتمدها وكالة "الأونروا" في المدارس، زاعمًا أنّها تهاجم الاحتلال وتمجد العمليات، وتدعو لمحو "إسرائيل" عن الخارطة.

وقال الكاتب "الإسرائيلي" إيتمار آيخنر، الذي اطلّع على دراسة لمعهد الأبحاث "الإسرائيلي" IMPACT-SE، إنّ "هذه الكتب التعليميّة تمجّد العمليات المسلّحة، وتدعو لمحو إسرائيل عن الخرائط، وتطالب التلاميذ بالدفاع عن الوطن الفلسطيني بدمائهم، وتتهم إسرائيل بمحاولة إشعال النار في المسجد الأقصى، وتسميم الفلسطينيين".

ولفت إلى أنّه "في أحد كتب الرياضيات، يُطلب من الطلاب الفلسطينيين تحديد العدد الصحيح للشهداء الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي، وهناك تمرين في المفردات حول رائحة المسك المنبعثة من الشهيد، كما تُظهر المواد اتهامات لإسرائيل بمحاولة حرق المسجد الأقصى، وتعمد إسرائيل إلقاء نفايات مشعة في الأراضي الفلسطينية تسبب الأمراض الفتاكة، وتقود عملية منسقة لسرقة الآثار الفلسطينية".

وفي وقتٍ سابق، أكَّدت القوى الوطنية والإسلاميّة في قطاع غزة، على رفضها الكامل والقاطع لسياسة وكالة الغوث بالمقايضة ما بين الوظيفة والراتب والانتماء والمعتقدات الوطنيّة، مُعبرةً عن رفضها وبشكل قاطع للسياسة التي وصفتها "بالخبيثة" التي تنتهجها "الأونروا" في قضية تغيير المناهج التعليميّة، التي تستهدف المساس بالمقدسات الوطنيّة والهويّة الفلسطينيّة.

وفي العام 2017، نقلت مصادرٌ إعلامية أنّ الرئاسة العامة لوكالة الغوث في العاصمة الأردنية عمّان، أرسلت للمقر الإقليمي في قطاع غزّة، نشرات خاصة تحتوي على توجيهات بخصوص التعديلات الجديدة على المناهج؛ والتي تتضمّن حذف وتعديل بعض الموضوعات التي يتم تدريسها في مواد (التربية الإسلامية، الرياضيات، التنشئة الوطنيّة، واللغة العربيّة)، وذلك كمرحلةٍ أولى.

وذكرت المصادر، أن عمليات الحذف والتعديل تركّز على ثلاث قضايا ومواضيع رئيسية، هي؛ العنف، والجنس (أو الفصل على أساس الجنس)، إلى جانب إلغاء ذكر القضايا السياسية التي تتعلّق بالثوابت الفلسطينيّة؛ من قبيل عدم التركيز على إظهار رمزية مدينة القدس كعاصمة لدولة فلسطين، والاستعاضة عن ذلك بالتأكيد على كونها مدينة للديانات السماوية الثلاث "وتمييع الوجود الإسلامي فيها".

كما قرّرت -في حينه- وزارة التربية والتعليم العالي برام الله تعليق الاتصالات مع وكالة "الأونروا" حتى تصويب أوضاعها؛ وذلك على خلفية إدخال تعديلات على المناهج التعليميّة المعتمدة في المدارس التابعة للوكالة داخل مناطق عملياتها الخمس.

وقالت الوزارة "إنّ أي تحريف على المنهاج الفلسطيني يعتبر خرقًا فاضحًا لقوانين الدولة المضيفة، وأنّ تغيير أي حرف فيه استرضاء لأي جهة، يعتبر خيانة للرواية الفلسطينيّة، وحق الشعب الفلسطيني الذي يقع تحت الاحتلال أن يُحافظ على هويته ونضاله، ويضمن حماية مسيرته النضاليّة".

ووجّهت الوزارة تحذيرًا للوكالة من مغبّة "المساس بالمنهاج الفلسطيني"، غير أن "أونروا لم تلتزم بهذا التحذير"، وفقًا لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية.

كما قامت وكالة "أونروا" بتعميم نشرة توجيهات جديدة على المعلمين في مدارسها؛ تضمنت قرارات بإجراء عدّة تعديلات على المناهج الدراسيّة الفلسطينيّة الجديدة، طالت الصفوف الأربعة الأولى في المرحلة الابتدائيّة.

وبموجب التعديلات الجديدة؛ فسيتم حذف واستبدال أي نص يتعلق بممارسات الاحتلال القمعيّة ضد الشعب الفلسطيني، مثل جدار الفصل العنصري والاستيطان وهدم البيوت وعمليات القتل اليومي والاعتقالات والحواجز.

وكشفت النشرة التي أرسلتها الوكالة في حينه أنّ هناك ورش عمل عُقدت مع عشرات المعلمين التابعين لمدارس الوكالة بهدف تدريبهم واطلاعهم على مجمل التعديلات المطلوب الالتزام بها حرفيًا، خلال الحصة الدراسية والتي وصلت إلى 58 تعديلاً.