تسود حالة من الضبابية السياسية بشكلٍ كبير في لبنان، مما يمثل حالة اشتباكٍ سياسيٍ بين الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف بتأليف الحكومة سعد الحريري.
وبعد أن رفض عون تشكيلة الحريري الحكومية وتمسكه بصلاحياته الدستورية، أكّداً أنّه يريد التعاون معه لكن الرفض يأتي من الطرف المقابل.
في غضون ذلك اتهم الحريري الرئيس بتطييف المعركة، في بيان جاء عقب انتقادات لاذعة وجّهها للجيش، الأمر الي أجبر الرئيس على إرسال رد إضافي اتَهم فيه الحريري بالتفرّد.
وحذر رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي من اتساع رقعة العنف والتلويح بحمل السلاح.
وقال الكاتب السياسي جوني منيّر إن إحراق مقار رسمية حوله علامات استفهام، مؤكداً أن ذلك لا علاقة له بأسلوب الثوار.
وقال منيّر أن السعي إلى حرق المقار الرسمية عليه علامات استفهام مشدداً على ضرورة الوصول إلى معلومات جيدة من استجواب المعتقلين.
وأشار منير إلى أن هناك قراراً سياسياً لبقاء قوى الامن الداخلي داخل السراي وترك المواجهة لقوى أخرى، لافتاً إلى أن المعلومات الرسمية تؤكد أن المجموعات التي توجهت إلى الحرق معدودة ومعروفة وجرى القبض على بعضها.
وقال منير أن انتقاد الحريري للجيش هدفه التغطية على قصة السراي والتعبير عن عدم رضاه عن تشكيلات الجيش الأخيرة، مضيفاً "السفارتان الفرنسية والاميركية اهتمتا بما جرى في طرابلس وحاولتا معرفة إذا كان هناك رسائل خلفها".
وأعتبر أن تطرق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى لبنان اليوم وإعلانه عن زيارتها يعني أنه يحمل حلاً ويتسلح بدعم أميركي.
ويرى باحثون في الشؤون السياسية، أن الأزمات تتولد بسبب معاناة الناس.
وقال الباحث سمير الحسن أنه بغياب قوى سياسية حقيقية تتحوّل طرابلس إلى خاصرة رخوة وتزداد القدرة على الاستثمار، مشيراً إلى وجود قوى حديثة تتلقى دعماً إقليمياً وخصوصا من الخليج في طرابلس.
وأضاف الحسن أن الأمن في لبنان مرتبط بالسياسة ويفترض أن تكون هناك مسارعة لتأليف حكومة.
وقال رئيس تحرير صحيفة اللواء اللبنانية صلاح سلام إن الحركة الشعبية استُغلت من قبل أطراف السياسة والاجهزة الأمنية، لافتاً إلى أن الذين أحرقوا مبنى البلدية هم مجموعة دخلت إليها ومجموعة أخرى منعت سيارات الاطفاء من الوصول.
وأشار سلام إلى أن ما حصل جريمة موصوفة تتطلب تحقيقا ومعاقبة كل من تثبت مشاركته فيها سواء كان مدسوسا او في السلطة.
وأوضح أن السعودية ليس لها علاقة حالياً ببهاء الحريري وقد تكون هناك دول أخرى تدعمه، معتبراً أن مجموعة بهاء الحريري كان لها دور في ما حصل من أعمال شغب وحرائق في طرابلس.
وبين سلام أن سعد الحريري طلب من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تخفيف دعمه لشقيقه بهاء.
وتابع سلام قائلاً "يوماً بعد يوم يزداد الانشقاق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف ما يجعل تأليف الحكومة شبه مستحيل"
وتشهد طرابلس حالة من الانفلات الأمني، إثر مواجهات بين قوى الأمن ومتظاهرين رافضين للأوضاع المعيشية والاقتصادية، حيث أسفرت عن سقوط 200 جريحا.
وانطلقت تلك الاحتجاجات مطلع الأسبوع الماضي، وتخللتها مواجهات، أعنفها وقعت ليلة الأربعاء/الخميس، حيث تم إحراق مبنى بلدية طرابلس، وغيرها من أعمال الشغب.
ويمر لبنان بأسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 ـ 1990)، وهو ما تسبب في تراجع غير مسبوق في قيمة الليرة مقابل الدولار، وانهيار القدرة الشرائية لمعظم المواطنين.
وزاد من حدة الأزمة، تفشي فيروس كورونا، إضافةً إلى انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/ آب الماضي، ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة.