قال الرئيس اللبناني، ميشال عون، مساء اليوم الأربعاء، إن على رئيس الحكومة المكلف سعد الدين الحريري، الاختيار بين تشكيل حكومته فوراً أو إفساح المجال أمام الآخرين.
وجاء ذلك، خلال حديث متلفز للرئيس اللبناني، أكد فيه "بعدما تقدم الرئيس المكلف سعد الحريري بعناوين مسودة حكومية لا تلبي الحد الأدنى من التوازن الوطني والميثاقية ما أدخل البلاد في نفق التعطيل، أدعوه إلى قصر بعبدا من أجل التأليف الفوري للحكومة بالاتفاق معي، وفق الآلية والمعايير الدستورية المعتمدة في تأليف الحكومات من دون تحجج أو تأخير".
وأضاف "في حال وجد الرئيس المكلف نفسه في عجز عن التأليف وترؤس حكومة إنقاذ وطني تتصدّى للأوضاع الخطيرة التي تعاني منها البلاد والعباد، فعليه أن يفسح المجال أمام كل قادر على التأليف".
وتابع "دعوتي للرئيس المكلف تأتي من منطلق مسؤوليّته الدستوريّة وضميره الإنساني والوطني، ذلك أنّ مثل هذه المعاناة الشعبيّة لن ترحم المسؤول عن التعطيل والإقصاء وتأبيد تصريف الأعمال".
وأردف "دعوتي مصمّمة وصادقة للرئيس المكلّف إلى أن يبادر فورا إلى أحد الخيارين المتاحين، حيث لا ينفع بعد اليوم الصمت والتزام البيوت الحصينة، علّنا ننقذ لبنان".
وشدد عون على أنه لا فائدة من كلّ المناصب وتقاذف المسؤوليّات إن انهار الوطن وأصبح الشعب أسير اليأس والإحباط، حيث لا مفرّ له سوى الغضب.
ووجه رسالة إلى الشعب اللبناني قائلا: كلّ شيء يهون أمام معاناتكم، التي بلغت مستويات لا قدرة لشعب على تحمّلها، الوباء "كورونا" يتربص وأيضا العوز والبطالة والهجرة وزوال القدرة الشرائية.
ومنذ ثلاثة أسابيع، يشهد لبنان احتجاجات شعبية تندد بتردي الأوضاع المعيشية وباستمرار تدهور سعر صرف العملة المحليّة، وللمرة الأولى، تخطى الدولار الأمريكي الواحد، عتبة 14 ألف ليرة في السوق الموازية "السوداء"، مقابل 1510 ليرات رسمياً.
وجراء خلافات سياسية، بعضها بين عون والحريري، لم يتمكن الأخير حتى اليوم من تشكيل الحكومة المكلف بها منذ 22 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عقب اعتذار مصطفى أديب عن عدم تشكيلها لتعثر مهمته.
وعقب شهرين من تكليفه، أعلن الحريري أنه قدم إلى عون "تشكيلة حكومية تضم 18 وزيرا من الاختصاصيين غير الحزبيين"، لكن الأخير أعلن آنذاك اعتراضه على ما سماه بـ"تفرد الحريري بتسمية الوزراء، خصوصا المسيحيين، دون الاتفاق مع الرئاسة".
ومنذ أكثر من عام، يعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، وفاقمتها تداعيات جائحة "كورونا" وانفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت، في 4 أغسطس/آب الماضي.
وستخلف الحكومة المقبلة حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب، والتي استقالت بعد 6 أيام من انفجار المرفأ، حيث هدد دياب مطلع مارس/ آذار الجاري بالتوقف عن عمله للضغط نحو تشكيل حكومة جديدة.
بدوره، علق رئيس الحكومة اللبناني المكلف سعد الحريري، على كلام الرئيس اللبناني قائلاً: سأزور الرئيس للوصول الفوري إلى إعلان تشكيل الحكومة بعد نقاش التشكيلة الحكومية.
وأضاف "إن وجد الرئيس نفسه في عجز عن توقيع مراسيم تشكيل حكومة اختصاصيين فليصارح اللبنانيين بالسبب".
وتابع "إذا عجز الرئيس عن توقيع مراسيم الحكومة فليتح المجال أمام انتخابات رئاسية مبكرة".