قال الناطق باسم الكرملين دميرتي بيسكوف، مساء اليوم الخميس، أن لدى موسكو حرية تحريك جنودها ضمن أراضيها، فيما لم يؤكد بشكل مباشرة تكدّس الجنود على الحدود مع أوكرانيا.
وقال بيسكوف، في تصريحات صحفية، إن روسيا تحرّك قواتها المسلّحة بحسب تقديرها لما هو مناسب، "ويجب ألا يقلق أحد وألا يمثّل الأمر تهديداً لأحد".
ودعا، أوكرانيا والغرب إلى عدم القلق حيال تحرّكات الجنود الروس عند الحدود الأوكرانية، في وقت أعربت كيف عن قلقها من احتمال حدوث تصعيد جديد في النزاع شرق البلاد.
ونفى مشاركة الجنود الروس في النزاع المسلح في أراضي أوكرانيا.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مساء اليوم، أكد أن بلاده سترد على أي أعمال عدوانية بحقها، موضحاً أن المواجهة ما بين روسيا والولايات المتحدة والغرب وصلت إلى القاع.
وأضاف لافروف، في كلمة له، "لا حاجة لروسيا والصين إلى تحالف عسكري شبيه بالناتو فالعلاقات بين البلدين مختلفة تماماً".
وأشار لافروف، حول الخطاب الأميركي تجاه بلاده إلى أن الوضع أكثر جدية من مجرد تصريحات، وصفاً تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن عن الرئيس بوتين بـ"خطاب شائن غير مسبوق".
كما وقال مسؤول في الحلف لـ"رويترز"، إن موسكو "تقوض جهود السلام في شرق أوكرانيا"، مضيفاً أنه "عبَر الحلفاء عن قلقهم إزاء الأنشطة العسكرية الروسية الأخيرة على نطاق واسع في أوكرانيا وحولها".
وتابع: كما يشعر الحلفاء بالقلق إزاء الانتهاكات الروسية لاتفاق وقف إطلاق النار، المبرم في يوليو 2020، والتي تسببت في مقتل أربعة جنود أوكرانيين الأسبوع الماضي.
وأضاف أن أعمال روسيا المزعزعة للاستقرار تقوض الجهود المبذولة لتخفيف حدة التوتر.
وتحدّثت أوكرانيا والولايات المتحدة هذا الأسبوع عن تحرّك للجنود الروس في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، وعلى الحدود الروسية-الأوكرانية.
وقال البنتاغون للصحافيين أمس الأربعاء إنّ القوات الأميركية في أوروبا رفعت حالة التأهب بعد "التصعيد الأخير للأعمال العدائية الروسية في شرق أوكرانيا".
وتحدّث رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارك ميلي، أمس، مع نظيره الروسي فاليري غيراسيموف، ورئيس هيئة الأركان العامة الأوكراني روسلان خومشاك.
وأفاد خومشاك أنه تم نشر 28 ألف مقاتل انفصالي وأكثر من ألفي مدرّب ومستشار عسكري روسي في شرق أوكرانيا.
واندلعت الحرب في شرق أوكرانيا عام 2014 عندما ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم، حيث أسفر النزاع عن مقتل 13 ألف شخص منذ 2014، بحسب الأمم المتحدة.
وكانت شبه جزيرة القرم قد عادت إلى روسيا، بعد تصويت الأغلبية الساحقة من سكانها لصالح هذه الخطوة في الاستفتاء الشعبي الذي نظم في آذار/مارس عام 2014، وذلك على خلفية إسقاط حكومة يانوكوفيتش واندلاع صراع مسلّح في جنوب شرقي أوكرانيا بين حكومة كييف وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد.
وبناء على هذا الضم فرضت دول أوربية عقوبات على روسيا، على الرغم من تأكيد موسكو أن إعادة انضمام القرم إلى الدولة الروسية جاءت بالتوافق الكامل مع القانون الدولي.