أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الاثنين، أن خمسة أسرى يقبعون بمعتقل "النقب" الصحرواي، يواجهون أوضاعا صحية مقلقة وسيئة، فمنهم من يعاني أمراضا مزمنة وبحاجة لعلاج فوري، ومنهم مرت عليه سنوات وهو ينتظر تحديد موعد لإجراء عملية جراحية له.
وأوضحت "هيئة الأسرى" في بيان لها، وصل بوابة الهدف نسخة عنه، أن إدارة المعتقل تمعن بإهمالهم طبيا ولا تتعامل مع أمراضهم وآلامهم بشكل جدي، كما تتبع أسلوب المماطلة والتسويف بتقديم العلاج لهم.
وقالت الهيئة، إن الأسير فؤاد الشوبكي (شيخ الأسرى) والبالغ من العمر 81 عاماً من سكان مدينة رام الله، يعاني من عدة مشاكل صحية نتيجة لتقدمه في السن، حيث يشتكي من سرطان البروستات ومن عدة أمراض في القلب والمعدة والعيون، وبحاجة رعاية خاصة لحالته، وطوال سنوات اعتقاله تعرض لإهمال ممنهج لحالته.
وأضافت أنه "خلال عام 2013 اكتشف أطباء الاحتلال وجود كيس أسفل الكلى، وكان من المقرر إجراء عملية له عبر الليزر لإزالته، لكنم أجروا حينها عملية جراحية خاطئة له وقطعوا جزءا من عضلة البطن".
وأشارت إلى أن الأسير الشوبكي يعاني من مياه بيضاء في عينيه ومن خلل في الشبكية، وهو بحاجة ماسة لإجراء عملية في عينيه، لكن إدارة المعتقل تماطل بتحويله منذ فترة، كما جاء.
وتابعت "ويتعرض الأسير ماهر القواسمي (42 عاما) من مدينة الخليل، قبل حوالي شهرين للدغة ذبابة في رجله، ما أدى إلى حدوث تسمم وتورم وتآكل في الجلد، ونزيف وخروج للقيح، وقد تم نقله لعيادة المعتقل، لكن العاملين في العيادة اكتفوا بإعطائه مضادا حيويا دون إجراء فحوصات طبية له".
وأردفت "وبعد فترة تم نقله إلى مستشفى سوروكا وأجريت له فحوصات للأوردة، وتبين أن اللدغة سببت له التهابات حادة، وقد تم تزويده فقط بمرهم خارجي، ولا يزال يعاني من وضع صحي سيئ مع تواصل النزيف في رجله وخروج القيح".
وجاء في البيان، "أما عن الأسير طارق صلاح (42 عاما) من مخيم جنين، فهو يعاني من فقدان للتوازن نتيجة لتعرضه للتزحلق داخل المعتقل، ما أدى لإصابته بجرح عميق في رأسه من الجهة الخلفية، ولم يتم تقديم العلاج اللازم له من قبل إدارة السجن، فقط اكتفوا بإجراء خياطة للجرح دون أي تعقيم مكان الاصابة، ودون تحويله لاجراء صور أشعة مكان الاصابة، علما أن الأسير يشتكي من ارتفاع ضغط الدم ولا يتلقى أي دواء، لأن إدارة المعتقل قامت بتزويده قبل فترة بدواء للضغط منتهي الصلاحية وبعدها أعطي دواء آخر لا يتناسب مع وضعه الصحي ما سبب له إشكالات صحية".
كما ويعاني الأسير هشام عواد (20 عاما) من مخيم عسكر في مدينة نابلس، والمعتقل إداريا، من تشنجات عصبية ونفسية ويصاب بنوبات بين الحين والآخر، وتقوم إدارة المعتقل بتزويده بالمسكنات القوية التي تبقيه نائما طوال الوقت دون علاجه، كما ترفض إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لتشخيص حالته بالشكل الصحيح، وتكتفي بإعطائه الأدوية المنومة فقط، وفق البيان.
وأفادت الهيئة، بأن الأسير فاروق عيسى (28 عاما) من قرية أبو شخيدم في رام الله، يعاني من تسارع بدقات القلب، وقد تراجعت حالته الصحية بعد اعتقاله وزجه بمراكز التحقيق لفترة طويلة، ما أدى إلى إصابته بخلل في عمل الغدة الدرقية التي سببت بحدوث مشاكل بعضلة القلب، كما يعاني الأسير من وجود حصى بالكلى وارتفاع في ضغط الدم، وبحاجة لمتابعة طبية لحالته.
وكان الخبير بالقانون الدولي حنا عيسى، قال في وقت سابق، إن سلطات الاحتلال لا توفر الحد الأدنى من العلاج اللازم للأسرى خاصة المرضى، ما يشكل خرقاً واضحاً للمادتين (91) و(92) من اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949.
وأضاف عيسى، إن سلطات الاحتلال تحتجز الأسرى الفلسطينيين بعيدا عن مناطق سكناهم في معتقلات تقع خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967، مخالفة بذلك المادة (49) من اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949، والتي تنص على أنه "يحظر النقل الجبري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين أو نفيهم من الأراضي المحتلة إلى أراضي دولة الاحتلال"، كما المادة 76 التي تنص على أنه "يحتجز الأشخاص المحميون المتهمون في البلد المحتل، ويقضون فيه عقوبتهم إذا أدينوا.
وأوضح أن سياسة تعذيب المعتقلين التي تتبعها سلطات الاحتلال بحق الأسرى تخالف أحكام اتفاقية مناهضة التعذيب وغيرها من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية، والمادة (32) من اتفاقية جنيف الرابعة التي تمنع تعذيب الأشخاص المدنيين في زمن الحرب.
وتابع "تخالف أيضا المبدأ 21 من مجموعة المبادئ الخاصة بحماية جميع الأشخاص الخاضعين لأي شكل من إشكال الاعتقال أو السجن، والمادة 40 من اتفاقية حقوق الطفل التي تحظر الاستغلال غير المناسب لوضع المعتقلين بغية إجبارهم على الاعتراف وتوريط أنفسهم في تهم جنائية أو تقديم معلومات ضد أشخاص آخرين".
ولفت إلى أن التقارير القانونية تشير إلى "أن ما نسبته 95% من مجمل المعتقلين تعرضوا للتعذيب القاسي والإساءة من قبل المحققين وجيش الاحتلال الاسرائيلي، مثل الضرب والاعتداء بشكل وحشي وهمجي على الأسرى أثناء اعتقالهم وقبل نقلهم إلى مراكز التحقيق والتوقيف، وإجبارهم على خلع ملابسهم وتركهم لساعات طويلة في البرد القارص، وتركهم مكبلي الأيدي والأرجل، وحرمانهم من استعمال المراحيض".
وبيّن أن هناك انتهاكات أخرى بحق الأسرى من قبل الاحتلال، كانتهاج اعتقالهم إداريا، ومهاجمة غرفهم والاعتداء عليهم بالضرب، وتنوع أشكال الإهمال وسوء الرعاية الصحية، وسياسة عزل العديد منهم وفرض القيود على عائلاتهم أثناء زيارة.