دعت لجنة فلسطين في اتحاد المحامين العرب، اليوم الأحد، إلى ضرورة العمل على تدويل قضية الأسرى في سجون الاحتلال إعلامياً والعمل على حماية حقوقهم، مطالبةً بضرورة إطلاق حركة تضامن دولي على الصعد كافة، من أجل تحرير الأسرى والأسيرات، ومحاسبة وعزل ومقاطعة الاحتلال.
وأكدت اللجنة في ختام أعمال ندوة لها عقدت، يوم أمس، بمقر اتحاد المحامين العرب بالقاهرة، بعنوان "نصرة الأسرى"، على ضرورة تفعيل قضايا الأسرى والأسيرات من خلال تبني إستراتيجية شاملة واضحة، ترتكز على عدة محاور، منها: وطنية، وسياسية، ودبلوماسية، وإعلامية، وقانونية، وشعبية جديدة، للتعامل مع قضاياهم، كالإضراب عن الطعام، ومعركة الأمعاء الخالية، وذلك في سبيل الضغط على "إسرائيل" لإبراز معاناتهم، والعمل على إطلاق سراحهم.
وشددت على ضرورة ترتيب البيت الداخلي، واستعادة الوحدة، والعمل على كافة المسارات، لتكثيف الجهود وتفعيلها لمؤازرة شعبنا الفلسطيني، في نضاله العادل من أجل إنهاء الاحتلال، بل ومحاسبته على جرائمه، وتمكينه من نيل حقوقه المشروعة، حتى يتسنى له العيش بحرية وكرامة على أرض وطنه مثل بقية شعوب الأرض.
وطالبت بالانضمام بشكل فوري إلى باقي الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، والتأكيد على مواصلة الحراك السياسي والدبلوماسي وحملات المقاطعة، لمحاسبة الاحتلال على جرائمه.
وكلفت اللجنة سفارات دولة فلسطين في مختلف دول العالم وبعثاتها لدى المنظمات الدولية بتوضيح عدالة قضايا الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، بهدف الحد من الآثار السلبية للدعاية "الإسرائيلية" التي تدمغ الكفاح العادل للشعب الفلسطيني بالإرهاب.
كما وطالبت اللجنة الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف بالقيام بواجباتها، من خلال ممارسة الضغوط على سلطات الاحتلال للوقف انتهاكاتها الجسيمة بحق الأسرى الفلسطينيين، باعتبارهم "أسرى حرب"، كما تنص اتفاقية جنيف الثالثة، بل وإجبارها على الالتزام بأحكام القانون الدولي الإنساني، وخاصة اتفاقية "جنيف" الثالثة، التي تنص على حماية المدنيين زمن الحرب، وتحت الاحتلال.
ودعت المنظمات التابعة للأمم المتحدة لممارسة دورها في حماية حقوق الأسرى الفلسطينيين، وحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على تشكيل هيئة مستقلة، يناط بها مهمة توثيق ممارسات سلطات الاحتلال تجاههم، واللجوء إلى مجلس الأمن لفرض عقوبات سياسية ودبلوماسية واقتصادية ضد الاحتلال.
وأكدت على ضرورة إرسال مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لجنة تحقيق في الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، والاستناد إليها في أي محكمة دولية أو غيرها من المؤسسات والمنظمات، وكذلك تعزيز اللجوء إلى الرأي العام العالمي لمقاطعة إسرائيل، وفرض عقوبات اقتصادية وثقافية عليها.
وشددت على ضرورة التأكيد على تعزيز دور القضاء الفلسطيني في ملاحقة ومعاقبة مرتكبي الجرائم "الإسرائيليين" بحق الأسرى، باستخدام "مبدأ الولاية القضائية" الوارد في اتفاقيات جنيف.
ويواصل سبعة أسرى، إضرابهم المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال الصهيوني، رفضا لاعتقالهم الإداري.
ويعد أقدم الأسرى المضربين الأسير كايد الفسفوس، المضرب منذ 81 يوما، بالإضافة إلى الأسير مقداد القواسمة مضرب منذ 74 يوما، وعلاء الأعرج منذ 56 يوما، وهشام أبو هواش منذ 48 يوما، ورايق بشارات منذ 43 يوما، وشادي أبو عكر منذ 40 يوما، وآخرهم الأسير حسن شوكة المضرب منذ 14 يوما.
ويقبع الأسير القواسمة في مستشفى "كابلان"، فيما يقبع كل من: الفسفوس، والأعرج، وأبو هواش، وبشارات في سجن "عيادة الرملة"، أما الأسيرين شادي أبو عكر، وحسن شوكة فيقبعان في زنازين سجن "عوفر".
يذكر أن الأسرى يعانون أوضاعا صحية صعبة، جراء نقص كمية الأملاح والسوائل بأجسادهم، وفيما يلي نبذة عن الأسرى المضربين:
الأسير الفسفوس (32 عاما)، من دورا في الخليل، أسير سابق اُعتقل عدة مرات، وكان آخر اعتقالاته في شهر تموز 2020، متزوج وأب لطفلة اسمها جوان، وله ثلاثة أشقاء آخرون رهن الاعتقال، وهم: أكرم، ومحمود وحافظ، خاض إضرابُا عن الطعام عام 2019، قبل اعتقاله كان يعمل موظفًا في بلدية مدينة دورا، واستأنف دراسته مؤخرًا في جامعة الخليل، والتحق بدراسة علم الحاسوب بعد سنوات تعثرت دراسته خلالها بسبب الاعتقالات المتكررة.
الأسير القواسمة (24 عاما) من الخليل، معتقل منذ شهر يناير العام الجاري، أسير سابق تعرض للاعتقال عدة مرات، وأمضى نحو أربعة أعوام في سجون الاحتلال بين أحكام واعتقال إداري، وبدأت مواجهته لعمليات الاعتقال منذ عام 2015، يُشار إلى أن الأسير القواسمة طالب جامعي، وله شقيق أسير معتقل منذ شهر آذار المنصرم.
الأسير علاء الأعرج (34 عاما) من طولكرم وهو مهندس مدني، تعرض للاعتقال عدة مرات منذ عام 2013، من بينها اعتقالات إداريّة، ووصلت مجموع سنوات اعتقاله بشكل متفرق أكثر من خمس سنوات، وخلال فترات اعتقاله السابقة فقد والده، كما أن طفله الوحيد أبصر النور وهو رهن الاعتقال، وأعادت سلطات الاحتلال اعتقاله في 30 حزيران 2021، وأصدرت بحقه أمر اعتقال إداريّ لمدة 6 شهور.
الأسير أبو هواش (39 عاما) من دورا في الخليل، معتقل منذ أكتوبر 2020، وصدر بحقه أمرا اعتقال إداري مدتهما 6 شهور، وهو أسير سابق أمضى ما مجموعه 8 سنوات في سجون الاحتلال، وهو متزوج وأب لأربعة أطفال، أصغر أبنائه يعاني من فشل كلوي.
الأسير بشارات (44 عاما) من طوباس، أسير سابق بُترت يداه عام 2002، واُستشهدت زوجته، وأصيب نجله، وتعرض للمطاردة واُعتقل عام 2003، وحكم عليه بالسّجن لمدة 9 سنوات، وأفرج عنه عام 2012. وفي الـ23 تموز/ يوليو 2021، أعاد الاحتلال اعتقاله إداريّا، وأصدر بحقّه أمر اعتقال إداري لمدة ثلاثة شهور، علمًا أنّه يعاني من مشاكل صحية عديدة.
الأسير أبو عكر (37 عامًا) من مخيم عايدة، أسير سابق، أعاد الاحتلال اعتقاله في شهر أكتوبر 2020، متزوج وأب لطفلين.