نشرت مجموعة هاكرز "سايبر"، الليلة الماضية، ملفات تحمل معلومات لأسماء وأرقام هواتف وعناوين مئات الجنود "الإسرائيليين"، وتفاصيل كاملة عن حياتهم الاجتماعية والاقتصادية.
وبحسب موقع "واي نت" العبري، فإن هذه المجموعة نفسها نشرت أول أمس صورًا لوزير الجيش بيني غانتس لم تنشر من قبل، فيما أشار إلى أنّ "الملفات تحتوي على تفاصيل كاملة لجنود احتياط في وحدات عسكرية منها رتبهم ومواقعهم والتفسيرات التي قدمها كل منهم لعدم تمكنه من الالتحاق بخدمة الاحتياط عند استدعائهم، كما تحتوي الملفات على تفاصيل آلاف الإسرائيليين المرشحين للانضمام للجيش الإسرائيلي أو أولئك الذين يتم تجنيدهم إجباريًا".
ووصف أحد الجنود المسربة تفاصيل معلوماته الخاصة، ما جرى بـ "الجنون"، وأنّه "متفاجئ بما نشر من بيانات خاصة به"، بحسب الموقع، فيما قال جندي آخر إنّ ما جرى "مدهش ومفاجئ ومصدوم"، داعيًا إلى ضرورة وقف ما وصفه بـ "الإغفال" الذي يتكرر في الآونة الأخيرة.
ونقل الموقع أنّ التقديرات تُشير إلى أنّ "هذه مجموعة إيرانية تهدف إلى التأثير على الجنود الإسرائيليين، حيث وجه القراصنة الهاكرز رسائل مرفقة بتلك الملفات منها بالتوعد بمتابعة وملاحقة أولئك الجنود، كما أشاروا إلى غانتس بأنهم يعرفون جميع قراراته".
وفي وقتٍ سابق، قال رئيس ما يسمى مجلس الأمن القومي "الإسرائيلي" السابق، الجنرال غيورا آيلند، إن "هجوم السايبر على مستشفى في الخضيرة، يشكل تهديدًا جديدًا يضاف إلى مخاطر الحروب، والأوبئة والكوارث الطبيعية".
وقدّر آيلند في مقال نشره بصحيفة "يديعوت أحرنوت" الصهيونية أنّ "3 مستويات من الضرر كفيلة بأن تقع، وعلى المستوى الأول، يمكن أن ندرج سقوط مواقع إلكترونية، في إطار سرقة الأموال والأسرار، وأما المستوى الثاني، فيتضمن قرصنة مؤسسة كبيرة والاستعداد لتحريرها مقابل المال، والمستوى الثالث وهو الأخطر، التحكم الهادئ بمنظومة هامة وإيقاع ضرر متراكم، كمثال؛ بورصة الأوراق المالية؛ عندما نبلغ في نهاية النهار بأن سهمًا معينًا ارتفع بنسبة 2 في المئة وأخرى هبطت بـ 5 في المئة، نؤمن بأن هذه النتيجة تعكس بأمانة احتساب كل أوامر الشراء والبيع في ذاك النهار"، وتساءلت: "ماذا سيحصل إذا ما تحكمت جهة معادية سرا في حواسيب البورصة وتلاعبت بالنتائج؟".
وأضاف: "فضلاً عن حقيقة أنه سيكون بوسعها أن تجرف المليارات، فكروا ماذا سيحصل بعد أن يتبين متأخرًا أن نتائج البورصة هي في الواقع ملفقة"، منوهًا إلى أنّ "هجمة كهذه، من شأنها أن تؤدي إلى انهيار اقتصاد دولة، علمًا بأنه توجد في "إسرائيل" عشرات المؤسسات التي يؤدي التحكم السري بحواسيبها إلى كارثة".
كما أشارت الصحيفة إلى أنّ "إسرائيل قررت بشكلٍ مفاجئ عام 2003 إقامة منظومة رسمية للدفاع في وجه هجمات السايبر، لكنها تتوقف عند تشكيل لجنة تحقيق وإصلاح الوضع"، مُؤكدةً أنّ "نجاح الهجمة الإلكترونية ضد مستشفى "هيلل يافيه" الإسرائيلي في الخضيرة، يشعل ضوءًا أحمر بالنسبة لمتانة قسم من منظوماتنا الدفاعية، مثلما يبرز حقيقة، أن أولئك المهاجمين المجهولين غير مردوعين على ما يبدو من إمكانية الانكشاف أو الرد الإسرائيلي".
كما حذّرت "يديعوت" من أنّ "إسرائيل مهددة ليس فقط من القراصنة الإلكترونيين، بل وأيضًا من دول ومنظمات، والسيناريو الأخطر؛ هو ممارسة الكثير من هجمات السايبر بالتوازي مع مهاجمة إسرائيل بالصواريخ".