Menu

إيران: امتناع واشنطن عن رفع العقوبات العائق الرئيسي أمام التوصل لاتفاق بفيينا

طهران - بوابة الهدف

اعتبرت إيران، اليوم الأحد، أنّ إحجام الولايات المتحدة عن رفع العقوبات هو العائق الرئيسي أمام التوصل لاتفاق عبر المحادثات الجارية في فيينا.

وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الإيرانية إن الأطراف الغربية توقعت الحصول على الكثير من الامتيازات ومنح إيران القليل منها، "ولذا لم يكونوا راضين عن المقترح الإيراني".

وأضاف، في مقابلة مع وسائل إعلام محلية حول آخر مستجدات محادثات فيينا: "بالنظر إلى الطرق المسدودة التي واجهتها الجولات السابقة (في فيينا) كان من الواضح أن الجولة السابعة لن تقدم النتيجة النهائية للمحادثات".

وأكد أن وفد بلاده "قدّم بوضوح وجدية مقتراحته في هذه الجولة تجنباً لاتهامات الأطراف الأخرى، واعتبر أن المقترح الإيراني مبني على أساس مسوّدة الجولات الستة السابقة، ويتطابق تماماً مع الاتفاق النووي".

ولفت إلى أنّ الأطراف الأوروبية وأميركا أيضاً لم يتوقعوا أن تقدم إيران مقترحاً متكاملاً يتوافق مع الاتفاق النووي والقرار الأممي 2231، مشيراً إلى أن الوفد الإيراني كان مرناً بالتعامل منذ اليوم الأول في فيينا، "ولكن للأسف وفود الترويكا الأوروبي لم تتمتع بالقدر الكافي من الصلاحيات اللازمة، وهمهم كان إرضاء الوفد الأميركي في حين أن هذه المحادثات بين إيران ومجموعة دول 4 1".

وكشف أنّ أي دولة من الأطراف الأوروبية لم تتمكن من العثور على خلل قانوني في المقترح الإيراني أو مضمون يتعارض والاتفاق النووي، واعتبر في المقابل أن "الأطراف الأوروبية لم تكن مستعدة لمنح إيران امتيازاتها وفق الاتفاق النووي، ولم ترغب أن تناقش المواضيع المطروحة في المسوّدات في حين أن ما تم التوصل إليه في الجولات السابقة لم يكن سوى مسوّدة ولن يصبح الاتفاق نهائي اذا لم يتم الاتفاق على كل شيء".

وفي سياق متصل، قال المندوب الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف، أمس السبت، إنّ إيران "ترغب بإحداث تغيير جذري بمسودة الاتفاق الخاص بالمفاوضات الجارية حول الاتفاق النووي في فيينا". 

وأشار إلى أنّ رغبة إيران في الحصول على ضمان بعدم انهيار الاتفاق "لها ما يبررها" مضيفًا: "وبحسب ما فهمت، كان لدى شركائنا الغربيين انطباع قوي بأنّ الجانب الإيراني اقترح تغييراً جوهرياً، وإجراء تعديلات جذرية على مسودة الوثيقة النووية، والتي تمّ الاتفاق عليها خلال الجولات الست السابقة. وبدا لهم هذا النهج راديكالي للغاية، ولهذا ظهر رد الفعل الحاد".

وكشف أوليانوف أنّ هناك قاعدة في المحادثات النووية في فيينا مفادها أن "لا اتفاق حتى يتم الاتفاق على كل شيء، بمعنى أنّ التعديلات والتغييرات في الموقف ممكنة دائماً، لكن من المستحسن أن تكون هذه التعديلات محسوبة ولا تتحول إلى عقبة في طريق التقدم. لذلك نحن لا نجعل الموقف دراماتيكياً".

وأضاف أوليانوف أنّ "كل المشاركين في اجتماع اللجنة المشتركة استمعوا لبعضهم البعض. المحادثات بدأت للتو، ما قلناه أو قاله الإيرانيون والأميركيون ليس آخر كلمة. لم يعد أحد بأنّ ذلك سيكون سهلاً".

وتابع أوليانوف: "مطلب الإيرانيين بالضمانات واضح ومبرر تماماً. يجب أن يكون هناك يقين بأنّ التجربة الخبيثة التي تمت في عهد دونالد ترامب مع سياسة الضغط الأقصى، والعقوبات الإضافية، لن تتكرر"، وفق تعبيره.

وقال المسؤول الروسي إنّه إذا كانت إيران بحاجة إلى أي ضمانات أخرى، فيمكن مناقشتها أيضاً، مؤكداً أنّ إيران "بصفتها الطرف الأكثر اهتماماً في ذلك الصدد، يجب أن تقدّم مقترحاتها. على الآخرين أن ينظروا فيها بعناية لأن السؤال الذي تطرحه إيران معقول ومبرر تماماً".

جدير بالذكر أنّ المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران توقفت حول إحياء الاتفاق النووي، أول أمس الجمعة، من دون التوصل إلى نتائج كبيرة، فيما عاد المبعوثون الدوليون إلى بلادهم للتشاور، على أن تستأنف المفاوضات الأسبوع المقبل.