Menu

صهاينة فرنسيون يُطالبون بحل منظمة تدعو إلى مقاطعة "إسرائيل" ومُقربة من الجبهة الشعبية

باريس - بوابة الهدف

دعا صهاينة فرنسيون من اللوبي المؤيد "لإسرائيل" في فرنسا لحل رابطة فلسطين ستنتصر الناشطة في مدينة تولوز الفرنسية، لأنها تدعو إلى مقاطعة "إسرائيل"، وتدافع علناً عن المقاومة  الفلسطينية، واتهامات بعلاقتها مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

أحد أعضاء الرابطة الرفيق توم مارتن يقول في مقابلة مع موقع arbejderen اثناء زيارته للدنمارك "نحن لسنا معادين للسامية ولا نكره اليهود، بل أننا نعارض الصهيونية ونناهض جرائم الفصل العنصري التي يمارسها الصهاينة في فلسطين".

لا يحظى "توم مارتن" من مدينة تولوز جنوب فرنسيا بقبول وشعبية كبيرة لدى الصهاينة الفرنسيين، فهم يعتقدون أن من يحتج على سياسة الفصل العنصري التي تنتهجها "إسرائيل" ضد الفلسطينيين بأنه "معادٍ للسامية"!.

توم مارتن 35 عاماً يتابع قائلاً "نحن في مواجهة قوى متنفذة قوية تعتقد أنه لأنك ضد الصهيونية، فأنت تلقائياً في نظرهم معادٍ للسامية".

توم مارتن هو عضو في واحدة من أكثر مجموعات التضامن مع فلسطين نشاطاً وظهوراً في فرنسا، وهي "رابطة فلسطين ستنتصر"، والتي كان لها في مايو الماضي حضوراً قوياً في مظاهرات كبيرة جداً في تولوز ضد الحرب "الإسرائيلية" على غزة شارك بها الآلاف من الشباب.

Collectif Palestine vaincra تعني رابطة فلسطين ستنتصر .

معادون للسامية؟

اللوبي الصهيوني في فرنسا الذي يدعم سياسة الفصل العنصري "الإسرائيلي" يربط عمداً بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية، ويتهمنا بالعنصرية، رغم أن الحقيقة أننا مناهضون للعنصرية" كما يقول توم مارتن.

الصهيونية هي مصطلح يشير الى الأيديولوجية الأساسية لدولة "إسرائيل" بأن اليهود يشكلون شعباً يحق له إقامة دولته الدينية في فلسطين وعاصمتها القدس . في الممارسة العملية، يعني ذلك احتلال أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الفلسطينية وبوجود أقل عدد ممكن من الفلسطينيين".

تدعو رابطة فلسطين ستنتصر التي تأسست عام 2019، في قضايا أخرى إلى مقاطعة "إسرائيل" وتنظم فعاليات وانشطة لتعريف الفرنسيين  بتاريخ الفلسطينيين وحقوقهم.

غضب الصهاينة في فرنسا بشدة عندما قامت الرابطة في الأيام التي سبقت عيد الميلاد العام الماضي بوضع ملصقات على لوحات إعلانات JCDECAUS في محطات الحافلات والتقطوا الصور ومشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى شاهدها مئات الآلاف، وحملت اليافطات والشعارات، شعار "قاطعوا إسرائيل" وشعار "كهدية لعيد الميلاد أريد فلسطين حرة".

جاءت الاتهامات بمعاداة السامية بسرعة على سبيل المثال من بعض المجموعات المناهضة لمعاداة السامية مثل المجلس المركزي للجماعات اليهودية.

محاولة حل رابطة فلسطين ستنتصر

أدت الاتهامات المستمرة إلى مطالبة بعض من اللوبيات الصهيونية في فرنسا بحل رابطة فلسطين ستنتصر.

 ففي آذار/ مارس من هذا العام طالب السياسي باتريس بيرو من وزير الداخلية حظر وحل "رابطة فلسطين ستنتصر".

باتريس بيرو عضو في الجمعية الوطنية لحزب la republique en marche بقيادة الرئيس إيمانويل ماكرون. وهو سياسي مقرب من منظمة NGO monitor الصهيونية اليمينية والتي تهدف إلى قمع حركة التضامن الفلسطينية حول العالم.

جمعت رابطة فلسطين ستنتصر 1000 متظاهرة في 23 أكتوبر/ تشرين الأول أمام سجن لانيميزان للمطالبة بالإفراج الفوري عن جورج عبدالله الشيوعي اللبناني والمقاوم من أجل فلسطين المعتقل في السجون الفرنسية منذ عام 1984.

جاء طلب حظر المجموعة الفرنسية النشطة للغاية في أعقاب وصف الحكومة الإسرائيلية رسمياً عدداً من المنظمات غير الحكومية الفلسطينية بالمنظمات "الإرهابية".

يحاول اللوبي المتنفذ المؤيد للصهيونية استخدام العلاقات السياسية مع الفرنسيين حتى يمكن التدخل ضدنا من خلال النظام القضائي والقوانين. يعتقد توم مارتن "أن الهدف هو اسكات صوت القوى التي تدعم الشعب الفلسطيني، ويعتقد أن اللوبي الفرنسي المؤيد للصهيونية لم يتحالف مع الحكومة الفرنسية فحسب، بل أنه ينسجم أيضاً مع سياسة الولايات المتحدة مع الفلسطينيين و"إسرائيل".

يقول توم مارتن " اللوبي الصهيوني الفرنسي والحكومة الفرنسية يتحالفون بشكل متزايد مع الامبريالية الامريكية".

هل مقاطعة "إسرائيل" في فرنسا غير قانونية؟

لا، لكن الصهاينة وأصدقائهم يحاولون اقناع الناس بذلك.
الصهاينة بطرق مختلفة يحاولون إقناع الناس العاديين بأن مقاطعة "إسرائيل" غير قانونية، وهو ليس كذلك، نحن نقف مع الحركة هنا في فرنسا الداعية إلى المقاطعة بما في ذلك حملة  bds.

متابعة حملة المقاطعة

يؤكد توم مارتن "أن رابطة فلسطين ستنتصر تؤيد مقاطعة "إسرائيل" باعتبارها احدى الوسائل التي يمكن للناس العاديين من خلالها محاربة دولة "إسرائيل" الاستعمارية".

إنهم يتعاونون مع حركة المقاطعة bds في جنوب فرنسا ونشطاء فلسطينيين آخرين.

"نحن ندعم حملات المقاطعة الاقتصادية والثقافية والرياضية والأكاديمية" كما يقول توم مارتن".

من بين أمور أخرى كانت هناك احتجاجات ضد فريق ركوب الدراسات الإسرائيلي Start -up Nation خلال سباق Tour de France هذا الصيف.

يقول توم مارتن " أنه في السنوات الأخيرة كانت هناك الكثير من الاتهامات والدعوي القضائية المختلفة ضد نشطاء يدعمون مقاطعة إسرائيل في فرنسا. وفي الآونة الأخيرة، ضد زعيمة مجموعة التضامن Euro Palestine ( يورو فلسطين) أوليفيا فريمور المنحدرة من أصول يهودية فرنسية. ولكن برأتها محكمة مدينة ليون في مايو من هذا العام لدعوتها إلى مقاطعة شركة الأدوية "الإسرائيلية" ( تيفا Teva).

يأتي قرار التبرئة على الرغم من أن وزارة العدل الفرنسية أصدرت في تشرين الأول – أكتوبر الماضي تعميماً إلى النيابة العامة ورؤساء الدولة تدين خلاله دعوات مقاطعة المنتجات الإسرائيلية لأنها ستكون بمثابة " تحريض على التمييز ضد دولة إسرائيل". حسب ما ادعت.

ويضيف توم مارتن "المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان انتصرت لنشطاء المقاطعة في مدينة مولوز الذين يناضلون من أجل مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، واصفة قرار ادانة السلطات الفرنسية لهم بانتهاك لحرية التعبير، ويندرج في إطار التعبير السياسي والكفاحي".

فلسطين حرة وديمقراطية

يقول توم مارتن " أن العديد من الصهاينة في فرنسا من بين أسباب  دعوتهم لحظر الرابطة لأنها تدافع علانية عن الهدف الاستراتيجي للحل الفلسطيني، والمتمثل بإقامة دولة فلسطين حرة وديمقراطية يعيش مواطنوها في استقرار بدون الصهيونية والعنصرية والكراهية"

تؤكد الرابطة على موقفها المبدئي بأن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من أراضيهم، هو حق غير قابل للتصرف".

 لكن هذه ليست الأسباب الوحيدة التي دفعت العديد من الجماعات الصهيونية في فرنسا إلى محاولة حظر الرابطة، فهم غاضبون لأن الرابطة تدعم النضال الفلسطيني من أجل تحرير كل فلسطين التاريخية من البحر المتوسط إلى نهر الأردن.

تشير الرابطة إلى العدد المتزايد من المجموعات الفلسطينية وخاصة من الشباب الذين يشيرون في مواقفهم إلى جملة " من النهر إلى البحر" في إشارة إلى حدود فلسطين التاريخية الأصلية كهدف للنضال الاستراتيجي من أجل التحرير، تشمل كل فلسطين التاريخية.

يشير النهر إلى نهر الأردن الذي يجري شرقي فلسطين بينما يشير البحر إلى البحر الأبيض المتوسط من الغرب.

وقد حمل هذا الموقف عشرات الآلاف من الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وفي الداخل المحتل عام 1948، وحول العالم خلال الاحتجاجات الكبيرة التي مايو هذا العام ضد الهجوم "الإسرائيلي" على غزة.

خلال هذه الاحتجاجات شاركت مجموعات يهودية فيها "أدانت خلالها الصهيونية، وطالبت بإقامة دولة فلسطينية يعيش فيها الجميع بوئام واستقرار".  

نحن نؤيد فلسطين حرة ديمقراطية ومتعددة الثقافات وخالية من الامبريالية والصهيونية. نقصد بتعدد ثقافي بلداً تكون فيه التقاليد واللغات والأديان اختياراً شخصياً وهناك تعايش في حرية تامة كما يقول ( توم مارتن).

ويستدرك توم قائلاً: " نحن نعتبر " إسرائيل" كياناً استعمارياً وعنصرياً، وبؤرة متقدمة للامبريالية الغربية في المنطقة"، ويقول " أننا ندين ونحارب دعم فرنسا لهذا الكيان الصهيوني".

زيادة الوعي

يقول توم مارتن " أن رسالة فلسطين الموحدة والحرة للجميع تلقى استحسان العديد من سكان تولوز".

يلاحظنا الناس وأصبح المزيد منهم يدركون أن فكرة حل الدولتين كما تم تصورها في اتفاقيات أوسلو ومدريد، هي كذبة كبيرة، وأنه لا حل للمشكلة الفلسطينية إلا برحيل الاحتلال الاستعماري الاستيطاني عن فلسطين.

كانت اتفاقيات أوسلو التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة في عامي 1993 و1995 بمثابة خارطة طريق كان من المفترض أن تؤدي إلى اخلاء " إسرائيل" للمستوطنات وسحب قواتها المحتلة، وتؤدي في النهاية إلى قيام دولة فلسطين. ولكن "إسرائيل" واصلت بناء المستوطنات ولم تنسحب ولم تكن هناك دولة فلسطين. يقول توم.

في كل شهر تنظم مجموعات الرابطة في وسط تولوز فعاليات وتقيم كشك تعرض خلاله وثائق تستعرض فيه تاريخ فلسطين، وتؤكد على وجوب النضال من اجل حقوق وآمال الشعب الفلسطيني والدفاع عن قضية الاسرى والمقاومة. وهو أيضاً مكان لقاء حيث يمكننا مناقشة كل تفاصيل القضية الفلسطينية مع مئات الأشخاص، وهناك فرصة لرفع العلم الفلسطيني في الفضاء العام.

وهذه الفعالية تلقى ردود فعل قوية وغاضبة من مجموعات في المدينة تدعم " اليمين الصهيوني المتطرف" كما يعبر الفرنسي عن ذلك.

ضد الامبريالية

يوضح توم مارتن أن الصهاينة في فرنسا غاضبون جداً لأن رابطة فلسطين ستنتصر تعتقد أن النضال من أجل الشعب الفلسطيني جزءاً لا يتجزأ من المقاومة ضد الامبريالية في جميع أنحاء العالم.

النضال ضد الامبريالية أممي، مناهض للعنصرية ومعادٍ للاستعمار، وفي نفس الوقت في جنوب فرنسا، كانت الرابطة حاضرة في  التظاهرات الاجتماعية الحاشدة وشاركت مجموعة السترات الصفراء في عدة مظاهرات، كما ساهمت الرابطة في تنظيم مظاهرة شارك فيها 1000 مشارك تضامناً مع المناضل جورج عبدالله وهو الشيوعي اللبناني، المعتقل منذ 37 عاماً في سجن لانيميزان بالغرب من تولوز. كما شاركت الرابطة مع bds France Toulouse الفرع المحلي في فعالياتها.

"نحن نعمل مع النقابات وحملة bds وأعضاء السترات الصفراء". كما يقول توم مارتن.

الدولة الفرنسية هي دولة امبريالية واستعمارية وستظل كذلك. شاركت مجموعات السترات الصفراء في مظاهراتنا لانهم تمكنوا بسهولة من التعرف على القمع الذي تمارسه الدولة الفرنسية ضد جورج عبدالله . يوضح توم مارتن أنهم تعرضوا أنفسهم لقمع الشرطة والحاكم.

شعار الرعب

توم مارتن يقول أن وسائل الاعلام اليمينية المقربة من اللوبي الصهيوني من السهل أن تطلق على الرابطة شعار( collectif Palestine vaincra pflp ) أي أنهم "ذراع للجبهة الشعبية في أوروبا".

نحن نؤيد المقاومة وشرعيتها، نؤيد جورج عبدالله و أحمد سعدات وخالدة جرار، والجبهة جزء أصيل من حركة التحرر الفلسطينية.

ترمز الجبهة الشعبية إلى ثاني أكبر فصيل في منظمة التحرير، وهو فصيل مقاوم يدعو من أجل تحرير كل فلسطين، وإقامة فلسطين حرة خالية من الصهيونية، حيث أن هدف الجبهة هو إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية علمانية يعيش فيها أبناء الشعب الفلسطيني بغض النظر عن انتماءاتهم أو ايديولوجيتهم الدينية.

توم مارتن يبتسم عندما يقول له الصحافي أن الصهاينة يتهموه بأنه من الجبهة الشعبية.

نعم يحاولون تصنيفنا "بالإرهابيين" ومقاومتنا بما يسمونه "المنظمات الإرهابية"، لكننا نتعهد بدعم المقاومة الفلسطينية وشرعيتها، نحن نؤيد ونحترم جورج عبدالله واحمد سعدات وخالدة جرار وهم قادة سياسيون للجبهة الشعبية.

يعتبر توم الجبهة الشعبية إحدى أهم حركات التحرر الفلسطينية

الرابطة أيضاً لديها علاقات تعاون واسعة على الصعيد الدولي، خاصة مع المنتدى الدولي في الدنمارك، ومع شبكة صامدون للأسرى والرابطة عضواً فيها. 

توم مارتن والرابطة متفائلون بشباب فلسطين ونضال المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

"نعتقد بقوة أن المقاومة والصمود المتواصل للشعب الفلسطيني وحالة التضامن الدولية الواسعة للعدوان الذي شهدناه خلال هجوم "إسرائيل" الأخير على غزة، يؤكد أن جبهة مشتركة سوف تتوحد من أجل تحرير كل فلسطين التاريخية. وقال " أن عشرات الآلاف خرجوا إلى الشوارع في غزة والضفة ومخيمات اللاجئين خارج فلسطين وفي المنافي.

"أنا متفائل للغاية لأسباب ليس أقلها هذه الأنشطة الكثيرة التي ينظمها الشباب من أجل فلسطين" كما يختم توم مارتن.