Menu

"ما خرجنا من فلسطين.. إلّا لنعود إليها"

ذاكرة التاريخ: استشهاد القيادي في المقاومة اللبنانيّة سمير القنطار

المناضل سمير القنطار

دمشق _ بوابة الهدف

تُصادف اليوم الذكرى السنوية لاستشهاد المناضل والقيادي في المقاومة اللبنانية سمير القنطار، وهو الأسير الذي أمضى 29 عاماً في سجون الاحتلال، وكان أقدم أسير لبناني في الزنازين الصهيونيّة، كما أنّه كان أصغر من قاد مجموعة فدائيّة في حينه، وكانت "جبهة التحرير العربيّة" التي نفّذت عملية بطولية في مدينة نهاريا بالجليل الأعلى المُحتل، أسفرت عن مقتل أربعة "إسرائيليين" وإصابة آخرين بالعام 1979م.

واغتالت "إسرائيل" القيادي في حزب الله اللبناني سمير القنطار بتاريخ 19 ديسمبر 2015، بقصف جويّ استهدف مبنى في ضاحية جرمانا، قرب مطار دمشق الدولي في حي الحِمصي، بالعاصمة السورية، بأربعة صواريخ مُوجّهة، من مُقاتلات تمركزت فوق أجواء طبريا المُحتلة، دون أن تخترق السيادة الجويّة السوريّة.

وأدّى القصف، الذي تبنّته "إسرائيل" رسميًا، بعد ساعاتٍ قليلة، إلى ارتقاء القنطار وعدد من الشهداء السوريين، وإصابة آخرين، وتدمير المبنى بشكلٍ كامل، وأضرار مادية كبيرة في الجوار.

وبعد نبأ القصف واستشهاد القنطار، قصف حزب الله اللبناني مدينة نهاريا بثلاثة صواريخ، في أول ردٍ منه على عملية الاغتيال.

بعد أسبوع بالضبط، وبتاريخ 27 ديسمبر، خرج الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله بخطابٍ تلفزيوني مُسجّل، لم يكن مخططًا له مُسبقًا، وقال بشكلٍ صريح "إنّ الرد على اغتيال سمير القنطار قادم لا محالة، وإنّ قرارنا حاسم وقاطع".

وأضاف "أيًا تكن التبعات والتهديدات- التي لا نخافها نحن- لا نستطيع ولا يمكن أن نتسامح مع سفك دماء مجاهدينا وإخواننا من قبل الصهاينة في أي مكان في العالم"، وشدّد على أنّ "المسألة أصبحت في يد المؤتَمَنين الحقيقيين على دم الشهداء ومن نصون بهم الأرض والعرض، والباقي يأتي".

وكان القنطار قاد مجموعة من 4 أفراد من جبهة التحرير الفلسطينية، في لبنان، بالعام 1979، حين كان في الـ 16 من عمره، ونفّذت المجموعة عمليّة مركّبة، بعد تسلّلها بحرًا بزورقٍ مطاطي، وصولاً إلى شاطئ "هدكاليم" في مدينة نهاريا الساحلية شمال دولة الاحتلال. وانتهت هذه العملية بمقتل 4 "إسرائيليّين"، واستشهاد اثنيْن من مجموعة جبهة التحرير، بالإضافة إلى اعتقال شرطة الاحتلال للقنطار والشخص الرابع في المجموعة الفدائية.

وحكمت المحكمة "الإسرائيلية" بتاريخ 28 يناير 1980 على سمير القنطار بـ5 مؤبدات، و47 عامًا، إذ اعتبرته مسؤولاً عن موت 5 أشخاص وإصابة آخرين.

وتم الإفراج عن القنطار في 16 يوليو2008 في إطار صفقة تبادل أسرى تمّت بين "إسرائيل" وحزب الله، تمّ بموجبها الإفراج عن 4 أسرى لبنانيين من حزب الله، وجثث 199 لبناني وفلسطيني وآخرين، مقابل تسليم حزب الله جثث 2 من الجنود "الإسرائيليين" الذين تم قتلهم في عملية عرفت بـ"الوعد الصادق" خلال حرب تمّوز بالعام 2006، والتي حرر حزب الله بها الجنوب اللبناني، ودحر جيش الكيان منه مُنهزمًا، فيما كانت أوّل كلمة قالها القنطار فور تحرّره: ""وما خرجنا من فلسطين.. إلّا لنعود إليها".