الكشف عن أسباب زيارة عباس لسويسرا ومخاوف من انفصال غزة

زيارة رئيس السلطة محمود عباس “أبو مازن” لسويسرا قبل فترة وجيزة ، جاءت بعد معرفة الرئيس ان حماس تسلمت مسودة اتفاق مقدمة من سويسرا والأمم المتحدة، وهو الأمر الذي شد الرحال الرئيس للوقوف على تفاصيله ، عدا عن انه يفزع السلطة كثيرا إذ أن الأمور تتم دون إشراكها في هذه المناقشات التي يتم فيها تبادل وجهات النظر عبر وسطاء دوليين، اضافة الى أن ما يجري مغاير تماما لمشروع منظمة التحرير الفلسطينية ، التي ترى فيه انفصالا عن باقي الوطن

الانقسام والحصاروالوضع المعقد الذي يعيشه القطاع هو ما دفع حماس للبحث عن مخرج ، والتي تعتبر قطاع غزة مكان نفوذها، وإن كان كذلك ، فإن الأمر في الضفة الغربية مكان نفوذ حركة فتح وزعيمها أبو مازن مغاير تماما، فهناك أبلغت السلطة رسميا بالأمر من قبل الطرف الإسرائيلي، حيث نقل جنرالات إسرائيليين لنظرائهم الفلسطينيين تطورات الملف، في المرحلة التي تلت نقل المبعوثين الدوليين المقترحات لحركة حماس.
هذا الأمر وقتها هو ما دفع الرئيس أبو مازن على عجالة إلى ترتيب زيارة إلى سويسرا، في الإطار العام ذكر أن هدفها بحث ملف السلام في المنطقة والعقبات الإسرائيلية، وتفعيل اتفاقيات حقوق الإنسان، لكن في الخفاء بحث أبو مازن بشكل جدي المبادرة، وهناك أعلن موافقته على "المبادرة السويسرية"لموظفي حماس في قطاع غزة، على خلاف موقفه السابق، في خطوة فهمت أن هدفها تقديم بادرة طيبة لحماس، في ظل اتصالات دولية أجريت معها بعيدا عن السلطة، من الممكن أن تؤسس لاتفاق تهدئة.

وفي الضفة الغربية لم يخف مسؤول رفيع في مؤسسة الرئاسة كان من بين من أبلغوا بالمبادرة بعد عرضها على حماس، وجود خشية لدى السلطة من أن هناك تحركات من دولة قطر تدعم هذا الاتجاه، وأن الشكوك لديهم تشير إلى أن قطر ربما تكون اللاعب الأساس للمبادرة لكن بعيدا عن الأضواء، في ظل علاقتها المميزة مع حماس، واتصالاتها مؤخرا بالجانب الإسرائيلي مباشرة بدون قناة السلطة، حيث نسقت لمشاريع إعمارها الخاصة في غزة

هذا ، ودخلت حركة حماس وقياداتها المتواجدة في قطر وفي قطاع غزة على حد سواء مع وسطاء دوليين (سويسريين) في نقاشات معمقة منذ أكثر من أسبوعين، لوضع بنود اتفاق لتهدئة تدوم عدة سنوات.

حتى اللحظة حركة حماس رسميا لم تعطي ردا على مبادرة التهدئة"طويلة الأمد"لكنها نقلت للوسطاء خاصة السويسريين الذين نقلوا لها بنود مبادرة يتم في هذه الأوقات تجهيزها.
المصادر تقول ان أول شيء طلبت فيه حركة حماس جهة دولية أو حتى جهات (أكثر من طرف) تكون موجودة في الاتفاق كـ "جهة إلزام" إن لم تقم إسرائيل بالتنفيذ، وبالتحديد النقاط التي تتعلق بتشييد ميناء لغزة.
هذه الدول التي تدفع حماس باتجاه أن تكون ضمن الاتفاق أبرزها تركيا ، التي تريد أن تكون جهة مشرفة على ملف الميناء، وكذلك دولة قطر التي ستكون على الأغلب الدولة الممولة لإنشاء ميناء غزة، أحد أهم بنود الاتفاق، وذلك إذا ما نقضت إسرائيل بوعودها في الاتفاق إذ ما أبرم.
كذلك تبحث حماس بشكل موسع بين أطر قيادتها العليا، مع عدة أطراف دولية كيفية تضمين بنود الاتفاق بأن لا تكون هذه التهدئة "طويلة الأمد" ركيزة تستند إليها إسرائيل في التخلي عن مسؤولياتها كـ "قوة احتلال"عن قطاع غزة مستقبلا.
ومن اهم بنود المبادرةك: وقف طويل لإطلاق النار ربما يستمر لـ 15 عاما، تتوقف بموجبه حماس وإسرائيل عن أي عمل عسكري، على أن يرفع الحصار عن غزة ويشيد ميناء للسكان.
الجدير بالذكر أن موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي، قال ان حركته تدفع ثمن رفضها لمبادرة تسلخ قطاع غزة عن الضفة الغربية.
“مصاد أكدت ان حماس تبحث المبادرة بعيدا عن الاعلام، وتلزم قياداتها عدم التصريح بشكل مفصل عن آخر الاتصالات والنتائج، وأن الحركة لم تكن ترغب بالحديث مطلقا عن الأمر ، لولا كشف من الجانب الإسرائيلي مؤخرا.