يدخل يوم غدٍ الثلاثاء ثاني أقدم أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الصهيوني، ماهر عبد اللطيف عبد القادر يونس (64 عامًا) من قرية عارة في الداخل المحتل، عامه (40) والأخير في معتقلات الاحتلال، حيث يقبع حاليًا في معتقل "النقب" الصحراوي.
والأسير ماهر يونس ولد بتاريخ 9/1/1958 في قرية عارة/ المثلث الشمالي في الداخل الفلسطيني المحتل، وهو شقيق واحد لخمس شقيقات، أنهى دراسته الابتدائية في مدارس القرية، ثم التحق بالمدرسة الزراعية في مدينة الخضيرة، وفي يوم 18/1/1983 اعتقله جيش الاحتلال وذلك بعد اعتقال ابن عمه عميد الأسرى كريم يونس بأسبوعين، وبعد التحقيق معه وجهت له النيابة العسكرية التابعة للاحتلال تهمة الانتماء إلى حركة فتح، وحيازة أسلحة بطريقة غير قانونية، وقتل جندي "إسرائيلي".
وأصدرت محاكم الاحتلال في بداية اعتقاله حكمًا بحقه بالإعدام شنقًا برفقة الأسيرين كريم وسامي يونس بدعوى "خيانة المواطنة"، حيث أنهم يحملون الهوية "الإسرائيلية" الزرقاء ويعتبرهم الاحتلال مواطنين "إسرائيليين"، وبعد شهر عادت محكمة الاحتلال وأصدرت حكمًا بتخفيض العقوبة من الإعدام إلى السجن المؤبد مدى الحياة، وبعد جهود قانونية حثيثة، حددت سلطات الاحتلال في أيلول من العام 2012 حكم المؤبد 40 عامًا، لعدد من أسرى الداخل من بينهم الأسير ماهر يونس.
وجرى اعتقال الأسير يونس قبل أن يتزوّج، وهو بذلك أمضى سنين شبابه في المعتقل دون أن يؤسس عائلة، واليوم هو محروم حتى من التعرف على أبناء وبنات أشقائه، بقرار من المحكمة المركزية في الناصرة بحرمانه من زيارة ذويه من الدرجة الثانية، كما تم رفض التماس تقدم به الأسير عام 2008 لرؤية والده وهو على فراش الموت، ليتوفى دون أن يراه أو يقوم بوداعه بعد سنوات من الانقطاع.
وكان الأسير يونس قد خاض إضرابًا مفتوحًا عن الطعام لمدة 10 أيام، في 25 شباط/ فبراير عام 2013 خلال تواجده في معتقل "الجلبوع"، وذلك لتسليط الضوء على معاناة الأسرى في السجون، خصوصًا أسرى الداخل الفلسطيني الذين يحرمون من صفقات التبادل.
والأسير يونس هو ثاني أقدم أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، بعد ابن عمه كريم يونس الذي يسبقه في الاعتقال بأيام محدودة، وهو أيضًا أحد الأسرى القدامى المعتقلين ما قبل اتفاقية أوسلو، وممن تم الاتفاق مع بدء المفاوضات السياسية أواخر تموز/ يوليو من العام 2013 على إطلاق سراحهم على أربع دفعات، حيث التزمت سلطات الاحتلال بإطلاق سراح ثلاث دفعات بواقع (26) أسيرًا في كل دفعة، ونكثت بالاتفاق ولم تلتزم بإطلاق سراح الدفعة الرابعة، والتي كان من المفترض أن يتم أواخر آذار/ مارس من العام 2013، وأبقت عليهم في سجونها لغاية اليوم، وعددهم (25) أسيرًا نصفهم من أراضي الداخل المحتل عام 1948، وهم كل من كريم يونس، وماهر يونس، وإبراهيم أبو مخ، ووليد دقة، وإبراهيم بيادسة، وأحمد أبو جابر، وبشير الخطيب، وابراهيم اغبارية، ومحمد اغبارية، ويحيى اغبارية، ومحمد جبارين.