Menu

بوتين لا يريد حرباً واسعة

الرئيس الأمريكي: احتمال انضمام أوكرانيا إلى "الناتو" ضئيل

فلسطين المحتلة - بوابة الهدف

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الأربعاء، أنّ غزو أوكرانيا من قبل روسيا سيترتب عليه عواقب وخيمة على موسكو على المدى القصير والمتوسط والطويل.

وقال بايدن، خلال مؤتمر صحافي، إنّ "روسيا ستتكبد خسائر بشرية كبيرة في حال غزت أوكرانيا بعد الدعم العسكري الذي قدم لكييف"، معرباً عن اعتقاده أنّ نظيره الروسي فلاديمير بوتين لا يريد حرباً واسعة النطاق".

وشدد على أنه "سيدفع ثمناً باهظاً في حال أراد اختبار الغرب وستكون كلفته باهضة"، مكرراً تأكيده قائلاً "لا اعتقد أنّ بوتين حدد ما سيفعله، وقال إنه يريد ضمانات بعدم ضم أوكرانيا للناتو، وعدم وضع أسلحة استراتيجية في أوكرانيا".

وأضاف "يمكننا الحديث عن الضمانة الثانية، وكذلك فإنّ أوكرانيا أمامها طريق طويل للانضمام"، محذراً من أنه "إذا مضى الرئيس بوتين في تهديداته، فإننا سنعزز وجودنا في دول حلف الناتو في شرق أوروبا".

ولفت إلى أن "الرئيس بوتين يحاول إيجاد مكان له في العالم بين الصين والغرب"، قائلاً إن "فكرة أن نقوم بأي شيء يقسم الناتو سيحقق أحد أهداف روسيا لإضعاف الناتو وهذا خطأ".

واعتبر أن "احتمال انضمام أوكرانيا إلى الناتو ضئيل حالياً لأن الكثير من العمل ينتظرها لتحقيق شروط الانضمام".

ورفضت موسكو، الثلاثاء، إجراء محادثات جديدة بشأن أوكرانيا، ما لم يستجب الغرب لمطالبها، حيث حمل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حلف "الناتو" المسؤولية عن محاولة جر أعضاء جدد منهم أوكرانيا إلى صفوفه بشكل اصطناعي، مؤكداً أنّ موسكو ستواصل العمل كي تكون مستعدة لأي سيناريو.

وأمس أيضاً، أثارت تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن استياء مسؤولين أوكران، وذلك بسبب إعلانه عن تقديره بأنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "سيقوم بغزو أوكرانيا، لكنه لا يريد حرباً واسعة النطاق".

ونقلت شبكة "سي أن أن" الأميركية عن مسؤول أوكراني استهجان كييف لتمييز الرئيس الأميركي بين الغزو والتوغّل، ولهذا، سارع البيت الأبيض إلى تفسير تصريحات بايدن، بحسب موقع الميادين.

وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية، جين ساكي، إنّ "أي غزو لأوكرانيا سيقابل بردٍ سريعٍ وصارمٍ وموحّدٍ من الولايات المتحدة وحلفائها".

وأضافت أنّ بايدن "يعرف أيضاً من خبرته الطويلة أنّ الروس لديهم قدر واسع من النيات العدوانية ما دون العمل العسكري، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية والتكتيكات شبه العسكرية".

وحذّر الرئيس الأميركي، في مؤتمره الصحافي أمس، من أنّ "غزو روسيا لأوكرانيا ستترتب عليه عواقب وخيمة"، مشيراً إلى أنّ روسيا ستتكبد "خسائر بشرية كبيرة" في حال حدوثه.

وفي الخطابِ نفسه الذي تناول فيه أبرز التحديات التي واجهتها إدارته، أعرب  بايدن عن خشيتِه من حرب نووية، قائلاً إنّ غزوَ روسْيا لأوكرانيا قدْ يخرج عنِ السيطرة بسهولة في المنطقة.

وزار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أوكرانيا أمس الأربعاء، والتقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وناقشا الأزمة بين موسكو وكييف.

وسيلتقي بلينكن يوم غد الجمعة نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف، لكنه لن يقدم له أي رد خطي على مطالب روسيا بشأن المفاوضات الجارية بين الطرفين.

وبشأن الملفِّ النوويِّ الإيرانيِّ، أكد بايدن أنه أُحرز بعض التقدم في مفاوضات فيينا، مضيفًا أنّ الولايات المتحدة لم تستسلم بعد لإبرام اتفاق.

وقال "الوقت لم يحن بعد للتخلي عن المفاوضات مع إيران، فقد تم إحراز بعض التقدم في مفاوضات جنيف بشأن الاتفاق النووي، ونحن لم نستسلم بعد، الولايات المتحدة تقرأ في الصفحة نفسها مع الدول الأخرى فيما يتعلق بمفاوضات فيينا".

كما تناول الرئيس الأميركي خلال المؤتمر، قضية انخفاض معدلات البطالة والفقر في الولايات المتحدة.

وقال: "نعمل على استحداث ملايين فرص العمل من خلال قانون تطوير البنى التحتية، وتوفير حزمة الانترنت لقطاع واسع"، مضيفاً "فيروس كورونا ومتحور أوميكرون يُعد عدّواً جديداً، ومصدر قلق لكنه لا يقود إلى الهلع والفزع".

وتابع "لدينا الأدوات لمواجهة هذا الوباء من اللقاحات والاختبارات، وسنواصل الالتزام بالعمل المتعلق باللقاحات"، داعياً الجميع إلى التطعيم ضد كورونا.

وأشار إلى أنّ "الوضع في الولايات المتحدة أفضل بكثير مما كنا عليه في مواجهة الوباء، ولن نعود للإغلاق، ووفرنا 130 مليار دولار للمدارس لإبقائها مفتوحة"، مشدداً على أنه "لن أسمح لكورونا بتغيير حياتنا"، بحسب قوله.

ولفت إلى أنه "لدينا ارتفاع في الأسعار في مختلف المنتجات"، واعداً أنه "سنعمل من خلال الاحتياطي الفيدرالي لخفض الأسعار، ودعم الانتاجية وتعزيز  البنى التحتية".

ورأى أنّ "أفضل وسيلة لوقف ارتفاع الأسعار من خلال دعم الاقتصاد، وتوفير فرص العمل"، قائلاً: "طرحت خطة لتحقيق ذلك، من خلال إصلاح سلسلة التوريد، لكن الوباء فاقم مشاكل سلاسل التوريد".

وأكد أنّ "خطتي ستقلّص كلفة رعاية الأطفال، وتخفيض أسعار الأدوية وتقليص كلفة الطاقة، ولن نفرض ضرائب على من تتجاوز مداخيلهم على 400 ألف دولار"، لافتاً إلى أنّ "التضخم يحدث منذ عقد من الزمن، وأدّى إلى إغلاق العديد من الشركات الصغيرة والرأسمالية من دون منافسة هي استغلال".

وتابع "لذا سأوقع على قرار يمنع المنافسة غير العادلة"، فيما سبق أن طرح بايدن في أوائل العام 2021،  خطته الإنقاذية، ووعد بمواجهة "أسوأ أزمة" اقتصادية جراء كورونا، في كلمة له في البيت الأبيض.

وأوضح أنّ إدارته "حققت في العام الأول أفضل مما يعتقد الآخرون، ومنها مواجهة وباء كورونا، مشيراً إلى أنه "لم ننجح في إقناع الجمهوريين في مساعدة الناس ورفع مستوى المعيشة".