Menu

الداخل: مخطط صهيوني يستهدف تهجير رعاة المواشي بوادي عارة

فلسطين المحتلة - بوابة الهدف

أنذرت سلطات الاحتلال رعاة ماشية وأصحاب أراضي في منطقة "الروحة" بوادي عارة بالداخل المحتل عام 48، من دخول أراضيهم ورعي مواشيهم في تلك المنطقة باعتبارها "عسكرية" مغلقة.

وبسحب وكالة "وفا"، هذه ليست المرة الأولى التي يتلقى بها المزارعون إنذارات كهذه، اذ يواجهون التضييقيات "الإسرائيلية" منذ عام 1998، بعد أن استولت السلطات الإسرائيلية على آلاف الدونمات من أراضي كفر قرع، ومعاوية، وعين إبراهيم، واعتبرتها منطقة تدريبات للجيش، وتحظر زراعتها ورعي المواشي فيها.

وكما جاء، تتبع هذه الأراضي لمواطني منطقة وادي عارة منذ مئات السنين، كما تعتاش عشرات العائلات في المنطقة من قطاع رعاية المواشي فيها، إلا أن سلطات الاحتلال استولت عليها وقضت على مصدر معيشة المزارعين، بمنع المواشي من الرعي والاقتراب من الوديان المحاذية لمناطق الرعي.

وفي تصريحات له، قال راعي المواشي إبراهيم محاميد "منذ سنوات نعاني جراء هذه السياسات التي تهدف لاقتلاعنا من أرض أبائنا وأجدادنا، بالمقابل نحن نصر على التشبث بهذه الأراضي ونتحدى السلطات الإسرائيلية لحفظ مصدر المعيشة الوحيد الذي تبقى لنا، لكن السلطات تقوم بالاستيلاء على المواشي وتشترط في كل مرة دفع مبلغ 150 ألف شيقل لتحريرها، ولم يعد بمقدورنا تحمل هذه الأعباء، سيما وإننا نرعى المواشي داخل أراضٍ نمتلكها منذ مئات السنين".

وأضاف محاميد: "لم يُبقوا لنا سوى نسبة 1% من مجمل مساحات أراضينا الأصلية، ورغم ذلك يلاحقوننا لطردنا من آخر ما تبقى لنا، بالمقابل نرى المئات من المواشي التابعة للمستوطنين تجول أراضينا بكل أريحية، بالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية التي تسهل للمستوطنين عملية الرعي وتتيح لهم كافة الظروف الملائمة لتوسيع هذا القطاع".

وتحظر السلطات "الإسرائيلية" على رعاة المواشي الفلسطينيين، الرعي بأراضيهم الخاصة، تتيح للمستوطنين بالمستوطنات المجاورة رعي مواشيهم على الأراضي الفلسطينية، وتمنحهم كافة التسهيلات لتربية المواشي وتوسيع قطاع الرعي.

ولم تكتفِ بحرمان المواطنين الفلسطينيين من الرعي بأراضيهم، بل تجري تدريباتها العسكرية عليها وتلحق بها أضرارا جسيمة، إذ يجري الجيش تدريبات على إطلاق النيران وتفجير القنابل بهذه الأراضي، ما يشكل خطرا كبيرا على المواشي وأصحابها، ويحوّل مراعيهم إلى ساحة حرب.

وضمن مخططها لترحيل أصحاب الأرض الأصليين في منطقة الروحة، تضع سلطات الاحتلال شروطا تعجيزية أمامهم، فإما استصدار تراخيص للرعي تتضمن بنودا يستحيل على المزارعين تلبيتها، وإما نقل منطقة الرعي إلى أراضي النقب التي تبعد نحو 100 كيلو متر عن منطقة الروحة.

ويواجه أهالي منطقة الروحة هذه السياسات منذ نحو عقدين ونصف، حين أصدرت السلطات الإسرائيلية في أيار عام 1998 أمرا عسكريا بإغلاق آلاف الدونمات من أراضي الروحة باعتبارها منطقة عسكرية مغلقة.

واحتج أهالي منطقة وادي عارة في حينها على هذا الأمر التعسفي، وواجهوا سياسات السلطات الإسرائيلية بالصمود والاعتصام في أراضي الروحة، ما أدى لاندلاع مواجهات أصيب على أثرها أكثر من 600 مواطن من سكان منطقة وادي عارة، وأغلق شارع 65 المركزي لمدة ثلاثة أيام متتالية.