Menu

طابِعها سلمي ديمقراطي..

حوارماهر مزهر للهدف: الهيئة الوطنية تأسّست لمواجهة التغوّل الصهيوني بحق شعبنا في الداخل المحتل

أحلام عيد

ماهر مزهر

غزة _ خاص بوابة الهدف

* يوماً تلو الآخر يتنامى الإرهاب الصهيوني بحق أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجده، كما يتزايد التغوّل الاستيطاني وتتوسّع رقعته، في منتصف الشهر الجاري جاء إعلان تشكيل الهيئة الوطنيّة لدعم وإسناد شعبنا في الدّاخل المحتل، ما الذي يرمز إليه تشكيل هذه الهيئة ونحن على مشارف ذكرى يوم الأرض الخالد؟  

** لا شكّ أن يوم الأرض يوماً وطنياً بامتياز في كافة أماكن تواجد شعبنا الفلسطيني، نؤكّد خلاله على وحدة الأرض ووحدة شعبنا الفلسطيني والتمسّك بالثوابت الوطنية ورفضنا لبقاء هذا الكيان الصهيوني الغاشم على أراضينا الفلسطينيّة التاريخيّة، التي تمتد من الشمال إلى الجنوب ومن البحر إلى النهر.

إنّ شعبنا وأهلنا في الداخل المحتل وأراضي عام 1948 جزء أصيل من نضال وكفاح شعبنا وهم المخزون الاستراتيجي لقضيتنا الفلسطينية، وضربوا أروع ملامح التضحية والفداء التي تجلّت بأعظم صورها في ذكرى يوم الأرض الخالد الذي ارتبط بأحداث عام 1976 حينما هبّ فلسطينيو الداخل المحتل في وجه العدو واشتبكوا معه ضد استيلائه على نحو 21 ألف دونم من أراضي القرى الفلسطينيّة بمنطقة الجليل، لصالح التوسّع الاستيطاني ما أكّد أن الجماهير الفلسطينيّة في الداخل المحتل متمسكة بأرضها وهويتها وثوابتها الوطنيّة، كما لن تسلم لهذا لكيان بأن يكون كياناً طبيعياً يعيش على الأرض الفلسطينيّة.

إنّ أحد تجليات صمود وكفاح وعطاء أهلنا في الداخل المحتل، كان أثناء العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة عندما هبّت جماهير شعبنا في اللّد والرملة والناصرة والمثلث وفي كل بقاع أراضينا المحتلة واشتبكوا بشكلٍ مباشر مع المستوطنين وجنود العدو، ما دفع "الكابينيت الإسرائيلي" قبل عدة أسابيع إلى اتخاذ قرار بإنشاء خط سير جديد لنقل مدرعات وأسلحة الاحتلال عند أي اجتياح لقطاع غزة دون أن تمر بمناطق التواجد الفلسطيني في الداخل المحتل.

نحن نرى أنّ أبناء شعبنا في أراضي 48 عبارة عن قنبلة موقوتة ستنفجر عاجلاً أم آجلاً في وجه العدو، ودحضوا مقولة "يموت الكبار وينسى الصغار"، حيث أنّ الصغار اليوم هم الأكثر تمسكاً بالنضال والأرض والهوية الفلسطينية والأهداف الوطنية باتجاه زوال وكنس الاحتلال.

** جاء تأسيس هذه الهيئة في ظروف حالِكة تمر بها القضية الفلسطينيّة، ما هي الدوافع التي قادت إلى تأسيس الهيئة، وما هو الطابع الذي تحمله؟

ينتهج العدو الصهيوني عدداً من السياسات الإجرامية بحق أبناء شعبنا في الداخل المحتل ومن بينها نشر السّلاح في مناطق التواجد الفلسطيني، التي يسعى من خلالها لنشر الجريمة في صفوف أبناء شعبنا، وإدخال الشبان في متاهات تشغلهم عن قضيتهم المركزية، إضافةً إلى الاعتداء على أراضي النّقب.

وفي الآونة الأخيرة شكّل العدو الصهيوني، ميليشيا مسلّحة يهدف من خلالها إلى التنكيل بحق فلسطينيي الداخل المحتل، وهو ليس سلوكاً غريباً على العدو المتعطش للدماء، حيث سبق له وأن أنشأ قبل 74 عاماً عصابات الهاجاناه وشتيرن، التي ارتكبت أبشع المجازر وقتلت النساء والأطفال في دير ياسين وكفر قاسم، وغيرها من القرى المحتلة.

جاءت فكرة تأسيس هذه الهيئة لمواجهة التغوّل على أهلنا في الداخل المحتل، كان يجب أن يكون هناك موقف لغزة التي تشكل رأس رمح في مواجهة العدوان، والتي تشكل عنواناً للصمود والمقاومة، فبعد تداول الفكرة في لجنة متابعة القوى الوطنية والإسلاميّة في غزة، المكوّنة من أربعة عشر فصيلاً أصبح هناك إجماعًا وطنيًا في لجنة المتابعة بضرورة تشكيل هيئة وطنية تكون مهمتها الأساسيّة دعم وإسناد أهلنا في الداخل المحتل.

وتم الاتفاق على أن تكون الهيئة ذات طابع نضالي سلمي ديمقراطي شعبي -بحيث لا ترفع الكلفة على شعبنا الفلسطيني- وتشارك فيها كل قطاعات شعبنا، من قوى وطنيّة وحزبيّة ومؤسّسات المجتمع المدني، إضافة إلى تمثيل قطاعي الشباب والمرأة، والوجهاء والمخاتير بالإضافة للشخصيات الوطنيّة والقطاعات الأخرى، لتكون جسماً جامعاً تمثل الكل الوطني الفلسطيني في قطاع غزّة.

*برأيكم ما الذي يمكن أن تضيفه هذه الهيئة إلى أهلنا في الداخل المحتل عام 48، وما هي أهم وأبرز الأهداف التي ستعمل على تحقيقها، وما هي آلية العمل التي تنتهجها؟

**أهم أهداف اللّجنة تتمثل في دعم وإسناد أهلنا من خلال تنفيذ فعاليات شعبيّة احتجاجيّة دون أن يسقط شهداء، مع التأكيد على عدم التدخّل في شئونهم الداخليّة، وعدم إدخالهم في مزيدٍ من الإشكاليّات المرتبطة بالوضع الأمني المتفجّر ارتباطاً بملاحقة الاحتلال لهم.

كما يؤكّد تشكيل الهيئة، على وحدة ساحات شعبنا الفلسطيني في غزّة والضفة و القدس والأراضي المحتلة عام 48 وفي الشتات، وعلى أنّ شعبنا موحّد أمام عدوٍ مجرم يجب أن نستمر بنضالنا ضده حتى كنسه وزواله عن أراضينا المحتلة.

تعدّ لجنة المتابعة للقوى الوطنيّة والإسلاميّة المرجعيّة التنظيميّة لها، كما سيتم التنسيق المباشر مع لجنة المتابعة العليا في الداخل المحتل، بالإضافة للتنسيق مع كل الجهات الوطنيّة والشعبيّة والرسميّة التي تؤكّد على مقاومة الاحتلال، وتتكوّن الهيئة من عدّة لجان من بينها اللجنة القانونيّة التي ستعمل على توثيق كافة الجرائم التي يرتكبها العدو بحق أبناء الداخل وتقديمها في ملف إلى محكمة الجنايات الدوليّة، لتشكيل ضغط دولي على العدو يدفعه لإيقاف بربريّته بحق أبناء شعبنا.

*في ظل هذه الحالة من الجمود السياسي على صعيد القضية الفلسطينيّة، إضافة لغياب دورٍ فاعل لمؤسّسات النظام السياسي، هل يمكن القول أنّ تأسيس الهيئة يهدف لسد القصور لدى بعض الجهات الرسميّة الفلسطينيّة؟

**لا أعتقد أنّ تأسيس هذه الهيئة يشكّل بديلاً عن أي جهةٍ فلسطينيّة رسميّة، حيث أنّ المخاطر المحدقة بقضيتنا الفلسطينيّة تستدعي تظافر كافة الجهود الوطنيّة، سواء منظمة التحرير أو القوى الوطنية أو غيرها من الجهات، في سبيل دعم شعبنا في الداخل الذي يعد المخزون الاستراتيجي لقضيتنا الفلسطينيّة والقوة التي نراهن عليها في تحقيق الانتصار، حيث لا تستطيع جهة واحدة أن تواجه العدو وأدواته.

نحن بحاجة لكل الجهود في كافة الساحات إضافةً للجهود القوميّة والعربيّة والأمميّة وكل أحرار العالم لاقتلاع هذا الكيان وسياساته المرتبطة بالأبارتهايد عن كل شبر من أرضنا.

هذا التكامل والانتفاض مع شعبنا سيؤدي لمزيدٍ من القوّة لإحياء الكفاح ومزيدٍ من ضخ الطاقة الإيجابيّة من أجل أن نستمر في كفاحنا المشروع ضد الاحتلال، يجب أن نسعى دائمًا لتكامل الساحات فلا تستطيع جهة منفردة أن تواجه العدو وتحقق انتصار، مطلوب توحيد وتكامل كل الأدوار في مختلف الساحات، لذلك بالتأكيد سيكون.

* أيّام قليلة تفصلنا عن ذكرى يوم الأرض الخالد التي توافق الثلاثين من الشهر الجاري، ما هي أهم الفعاليات التي تعتزم الهيئة تنظيمها في هذه المناسبة؟

**هناك سلسلة من الفعاليات التي ستنظمها الهيئة في ذكرى يوم الأرض الخالد والتي ستبدأ في 26/3 في موقع ملكة شرق غزّة، تزامنًا مع فعالية في النقب تم التنسيق لها من قبل لجنة المتابعة العليا في الداخل المحتل، كما سيكون هناك فعالية يوم 30/3 في ميناء غزّة تزامنًا مع فعالية أخرى أقرّتها لجنة المتابعة العليا في الداخل المحتل ستكون في منطقة عرّابة البطوف.

وقبل التوجّه لمنطقة الميناء سيتم التوجّه إلى موقع ملكة لزراعة الأشجار في هذا المكان الذي روي بدماء الشهداء والجرحى وعذابات أهلنا وأمهاتنا، وفي ذات اليوم في تمام الثانية عشر مساءً سيكون هناك توقف لحركة المرور مع إطلاق زمامير السيارات، علاوةً على تحديد موعدٍ محدّد للتكبير داخل المساجد، ناهيك عن فعاليات مختلفة من الممكن أن يتم إقرارها، وكل هذه الفعاليات تصب في بوتقةٍ واحدة وهي دعم وإسناد أهلنا في الداخل المحتل.