Menu

في مناسبة الأول من أيار 2022... عن العمال والفقراء في الوطن العربي

غازي الصوراني

بوابة الهدف الإخبارية

يقدر إجمالي القوى العاملة في الوطن العربي عام  2020 بحوالي (139 مليون عامل، ونسبة العاطلين عن العمل منهم حوالي 12.7% أو ما يعادل 17.755مليون عامل X معدل الاعالة 4 أفراد للأسرة= 71 مليون نسمة، بالإضافة إلى حوالي 30 مليون عامل دخلهم الشهري أقل من 200$ للأسرة X 4 أفراد = 120 مليون نسمة، أكثر من 90% منهم داخل البلدان العربية غير النفطية (مصر/ السودان/ اليمن/ الأردن / فلسطين / المغرب / تونس/ الصومال)، وإذا أضفنا المشردين من العراق وسوريا، بسبب تفاقم الصراع الدموي الطائفي، الذين يزيد عددهم عن 15 مليون نسمة، يصبح مجموع الأفراد الذين يعيشون دون خط الفقر المدقع في البلدان العربية غير النفطية 135 مليون نسمة، بنسبة 31.3% من مجموع سكان الوطن العربي البالغ عام 2020 (431) مليون نسمة، في حين أن نصيب الفرد السنوي من الدخل في السعودية والخليج يتراوح بين 53 ألف دولار للفرد في قطر و 41 ألف دولار في إمارات الخليج، والبحرين والكويت 23 ألف دولار و  21 ألف دولار في السعودية، مقابل حوالي 2500 دولار سنوياً للفرد في الضفة الغربية وقطاع غزة وأقل من ثلاثة آلاف دولار للفرد في مصر وأقل من ألف دولار في السودان والصومال .

هذه الحقائق تستدعي تفعيل النضال السياسي الديموقراطي والطبقي الاجتماعي لتحقيق أهداف الثورة الوطنية الديمقراطي الكفيلة بإسقاط أنظمة الاستغلال والاستبداد والتبعية والتخلف عموماً، وفي ما يسمى بالسعودية والخليج العربي خصوصاً، حيث بلغ مجموع الناتج المحلي الإجمالي في السعودية والخليج لعام 2020 حوالي مليار دولار، بنسبة 40% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي العربي الذي يبلغ في نفس العام (2432) مليار دولار، حسب التقرير الاقتصادي العربي لعام 2021، تتوزع على 22 دولة عربية تضم 431 مليون نسمة.

أتوجه في هذه المناسبة بالتحية والتقدير إلى جماهير الفقراء من الكادحين وكل المضطهدين العرب الذين قدموا بتضحياتهم ونضالهم ضمانات حقيقية، تؤكد على استمرار عملية التغيير الديمقراطي، ولم يقطفوا ثمار تضحياتهم بسبب ضعف وتفكك أحزاب اليسار وغياب رؤيتها وآلياتها الوطنية التقدمية الديمقراطية... ولهذا السبب استطاعت الحركات اليمينية بكل أطيافها الرجعية والليبرالية الهابطة وكافة قوى الثورة المضادة أن تركب أمواج الحراك الثوري العفوي للجماهير الشعبية الفقيرة وتقطف ثماره... لذلك لا بد من استمرار معترك النضال الوطني والديمقراطي الطبقي من أجل استكمال مهمات الثورة الوطنية الديمقراطية، خاصة وأن أسباب ودوافع النضال الجماهيري التحرري السياسي المجتمعي لن تتلاشى أو تزول، بل ستتراكم مجدداً لتنتج حالة ثورية نوعية، تقودها جماهير العمال والفلاحين الفقراء وكل الكادحين والمضطهدين جنبا إلى جنب مع القوى الديمقراطية، المدنية، العلمانية واليسارية لكي تحقق الأهداف التي انطلقت من أجلها...

كل عام وعمال وفقراء وكادحي الوطن العربي بخير وقوة يسيرون بخطى واثقة على طريق نضالهم الثوري ضد كل قوى الاستغلال والاستبداد والفساد حتى تحقيق انتصارهم الحتمي... المجد لشهداء الحركات والقوى الثورية العربية من العمال والفقراء ولكل شهداء الثورة العربية في فلسطين وكل أرجاء الوطن العربي.