أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، صباح الثلاثاء 26 نوفمبر 2019، استشهاد الأسير المريض بالسرطان سامي أبو دياك، المعتقل لدى سلطات الاحتلال الصهيونية.
والأسير أبو دياك (36 عامًا)، من بلدة "سيلة الظهر" في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة. اعتُقل في تاريخ 17 يوليو2002، وفرض الاحتلال عليه حكمًا بالسجن المؤبد ثلاث مرات، إضافة إلى 30 عامًا. وله شقيق آخر أسير وهو سامر أبو دياك المحكوم كذلك بالسّجن مدى الحياة. وباستشهاد الأسير سامي يرتفع عدد شهداء الحركة الفلسطينية الأسيرة إلى 222 شهيدًا.
نادي الأسير الفلسطيني أصدر بيانًا تفصيليًا أوضح فيه كيف قتل الاحتلال الأسير سامي، بجريمةٍ مُبيّتته وممنهجة، وبسياسة القتل البطيء، التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق كل الأسرى الفلسطينيين في سجونها. لافتًا إلى أنّ الاحتلال بدأ بقتل الأسير سامي قبل إصابته بالسرطان، الذي نتج عن خطأ وإهمال طبي متعمد.
ووفق نادي الأسير، فمنذ عام 2015 تعرض أبو دياك لخطأ طبي عقب خضوعه لعملية جراحية في مستشفى "سوروكا الإسرائيلي"، حيث تم استئصال جزء من أمعائه، وأُصيب جرّاء نقله المتكرر عبر ما تسمى بعربة "البوسطة" - التي تُمثل للأسرى رحلة عذاب أخرى- بتسمم في جسده وفشل كلوي ورئوي، وعقب ذلك خضع لثلاث عمليات جراحية، وبقي تحت تأثير المخدر لمدة شهر موصولاً بأجهزة التنفس الاصطناعي، إلى أن ثبت لاحقاً إصابته بالسرطان، وبقي يقاوم السرطان والسّجان إلى أن ارتقى اليوم بعد (17) عامًا من الاعتقال.
وأكد نادي الأسير أنه رغم محاولات عديدة للإفراج عن الأسير، رفضت سلطات الاحتلال ذلك، رغم تيقّنها من أنه وصل إلى المرحلة الأخيرة من مرضه، وأبقت على احتجازه في معتقل "عيادة الرملة" التي يطلق عليها الأسرى "المسلخ"، وكانت قد عينت جلسة في تاريخ 2 ديسمبر المقبل للنظر في قضية الإفراج المبكر عنه.
وللأسير أبو دياك خمسة أشقاء من بينهم شقيقه الأسير سامر، إضافة إلى والديه الذين حرموا من وداعه.
وكانت آخر رسائله من المعتقل "إلى كل صاحب ضمير حي، أنا أعيش في ساعاتي وأيامي الأخيرة، أريد أن أكون في أيامي وساعاتي الأخيرة إلى جانب والدتي وبجانب أحبائي من أهلي، وأريد أن أفارق الحياة وأنا في أحضانها، ولا أريد أن أفارق الحياة وأنا مكبل اليدين والقدمين، وأمام سجان يعشق الموت ويتغذى، ويتلذذ على آلامنا ومعاناتنا."
يُشار إلى أن أبو دياك هو الأسير الثاني الذي قتله الاحتلال بالإهمال الطبي خلال 2019، إذ سبقه الأسير بسام السايح الذي ارتقى في تاريخ الثامن من سبتمبر 2019، وبهذا يرتفع عدد شهداء الحركة الوطنية الأسيرة منذ عام 1967م، إلى 222 شهيداً، من بينهم (67) أسيراً قتلوا عبر سياسة الإهمال الطبي المتعمد.
وبذلك يكون عدد الشهداء الذين قتلهم الاحتلال منذ مطلع العام الجاري 2019، خمسة شهداء، وهم: فارس بارود، وعمر عوني يونس، ونصار طقاطقة، وبسام السايح بالإضافة إلى سامي أبو دياك.
وحمّل نادي الأسير سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن قتل الأسير أبو دياك عبر سياسات التعذيب الممنهجة ومنها سياسة الإهمال الطبي التي تستخدم فيها الحق في العلاج كأداة للتنكيل بالأسير، حيث تنفذ ذلك عبر العديد من الإجراءات منها: حرمان الأسير من العلاج أو المماطلة في تقديمه، والكشف المتأخر عن المرض، بسبب المماطلة في إجراء الفحوص الطبية والنقل إلى المستشفيات، فهناك العشرات من الأسرى ينتظرون منذ سنوات إجراء عمليات جراحية لهم، وبعضهم وصل إلى مرحلة يصعب فيها تقديم العلاج له، عدا عن ظروف الأسر التي لا تتوفر فيها أدنى الشروط الصحية للأسرى، والتي تسببت بإصابة المئات من الأسرى بأمراض مختلفة.