Menu

القدس فلسطينيّة عربيّة

القيادي ناصر أبو خضير: الاحتلال يلعب بالنار بعد السماح بتنظيم "مسيرة الأعلام"

القيادي ناصر أبو خضير

القدس المحتلة _ خاص بوابة الهدف

قرّرت سلطات الاحتلال الصهيوني وبشكلٍ رسمي، أمس الأربعاء، السماح لما تُسمى بـ"مسيرة الأعلام" التي ينظمها المستوطنون بالمرور في منطقة باب العامود والحي الإسلامي في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة.

وذكرت وسائل إعلامٍ عبريّة، أنّ ما يُسمى وزير "الأمن الداخلي" عومير بارليف، قرّر السماح لمرور المسيرة الاستفزازية من البلدة القديمة يوم 29 من شهر مايو/ أيّار الجاري، علمًا أنّ هذه المسيرة تأتي بالتزامن مع دعوات أطلقها رئيس منظمة "لاهافا" الإرهابيّة بنتسي غوبشتاين، وأحد تلاميذ الحاخام المتطرف "مائير كهانا"، حيث دعا إلى تفكيك قبة الصخرة من أجل تدشين "الهيكل" المزعوم.

بدوره، رأى القيادي في الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين والأسيـر المُحرّر ناصر أبو خضير، أنّ "قرار تنظيم هذه المسيرة الاستفزازيّة هو لعب بالنار، ويندرج في سياق المحاولات الصهيونيّة المتصاعدة في الآونة الأخيرة لإثبات سيادة الاحتلال على القدس، وهذا في ظل تصاعد كل مظاهر السيادة الوطنيّة الفلسطينيّة في هذه المدينة المقدّسة".

وأشار أبو خضير خلال حديثه لـ"بوابة الهدف الإخباريّة"، إلى أنّ "الاحتلال وصل إلى درجةٍ ينكبُ فيها بكل قوّته على إثبات وجوده في القدس، وهذا أمر يعكس فشلاً ذريعًا لكل سياسات التهويد والأسرلة والسيطرة والقمع والتنكيل والطرد والتهجير والتدمير الممنهج الذي مورس ضد أبناء شعبنا في القدس بعد أكثر من 55 عامًا من احتلال المدينة وضمّها للكيان، ليكتشف هذا الكيان أنّه ليس صاحب السيادة المطلقة رغم كل الميزانيات التي صرفها لتغيير الطابع الديموغرافي، إلّا أنّ القدس لا زالت تصرخ بفلسطينيتها وتُعبّر عن هويّتها".

وأكَّد أبو خضير، أنّ "المسيرة عبارة عن محاولة يائسة ردًا على الهزائم المُتلاحقة التي مُني بها الاحتلال وتحديدًا منذ معركة سيف القدس في العام الماضي، ومرورًا بالعام الحالي وما حقّقته جماهير القدس من إثباتٍ وتعزيزٍ للهوية الفلسطينيّة في القدس، وما حدث في جنازة الشهيدة الصحفيّة شيرين أبو عاقلة وما تبعه في جنازة الشهيد وليد الشريف يُثبت تمامًا أنّ الكلمة العليا في شوارع القدس وأزقّتها لا زالت فلسطينيّة وستبقى، وأنّ هذه الجماهير غير خاضعة مطلقًا للكسر أو التراجع".

كما بيّن القيادي أبو خضير خلال حديثه لموقعنا، أنّها "محاولات الغريق الذي يتعلّق بقشّة، حيث أنّ السيادة الحقيقيّة هي للأقدام والسواعد الفلسطينيّة التي تصرخ في كل الشوارع والأزقّة بفلسطينيّة هذه المدينة وعروبتها"، فيما أكَّد أنّ "الأمور تتصاعد بين مشروع الحياة الفلسطيني ومشروع القتل الصهيوني، وشعبنا أثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأنّه مصمم على إثبات وجوده واستمراريّة هذا الوجود، ولا أحد يستطيع أن يتنبّأ بموعد اللحظة الحقيقيّة للانفجار القادم، ولكنّ العنوان الواضح هو أنّ التصعيد قادم في كل الاتجاهات، ومعركة سيف القدس فتحت الباب مشرعًا أمام وحدة الجغرافيا والديموغرافيا والمصير والآمال، وما حدث في أيّار الماضي مؤشّر واضح بأنّ شعبنا لن يرضى الهوان وسيتمسك بوجوده وعزيمته ومقاومته حتى تحقيق كامل أهدافه".

هذه المسيرة التي يُنظّمها الكيان الصهيوني فيما يُسمى "يوم القدس"، أي ذكرى احتلال القدس في العام 1967، يرى مراقبون أنّها قد تُؤدّي إلى انفجار الأوضاع من جديد وتمتد المواجهة على كامل الجغرافيا الفلسطينيّة كما حدث في مايو/ أيّار الماضي.

وانتشرت دعوات شبابيّة ووطنيّة جماعية، للتواجد في البلدة القديمة والأحياء المجاورة للمسجد الأقصى للتصدي لاقتحام المستوطنين بعد الانتهاء من رقصهم بالأعلام في باب العامود، فيما انتشرت بالتزامن دعوات لأهالي الضفة بضرورة الزحف إلى مدينة القدس والمسجد الأقصى للتصدّي لهذه المسيرة الاستفزازيّة.