Menu

الأردن: دائرة الثقافة والإعلام في حزب الوحدة الشعبية، تعقد ندوة ثقافية بعنوان "النكبة الفلسطينية مقدمات، عواقب ومآلات" 

بوابة الهدف - الأردن

 

عقدت دائرة الثقافة والإعلام في حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني ندوة ثقافية بعنوان "النكبة الفلسطينية مقدمات، عواقب ومآلات"،  بحضور شبابي وجماهيري لافت، وافتتح الندوة عضو دائرة الثقافة والإعلام الحزبي الشاعر الرفيق رامي ياسين بالوقوف دقيقة صمت حداداً على شهداء فلسطين والأمة العربية ومحور المقاومة. 
بدوره تحدث المؤرخ والباحث السياسي نواف الزور عن طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني، مؤكداً أننا في اشتباك جذري، استراتيجي و وجودي دائم معه منذ العام 1840 حيث عقد المؤتمر الأوروبي الأول الذي تبنى شعار أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض، ومعنى هذا الشعار الاقتلاع والإحلال، حيث بدأت المؤامرات الاستعمارية الصهيونية بتطبيق هذه الاستراتيجية لتحويل أرض فلسطين العربية إلى دولة صهيونية، لتحقيق وثيقة الحلم الصهيوني في هذا الصراع الوجودي التي يُجمع عليها كافة زعماء الحركة الصهيونية منذ بداياتها وحتى اليوم، وجوهرها اختفاء الشعب الفلسطيني عن أرض فلسطين وكل الأحزاب الصهيونية متفقه على سياسات التهجر والإبادة الجماعية.
وأضاف الزور أن الخريطة الإبادية الصهيونية لم تبدأ في قطاع غزة، ولا منذ الانتفاضة الفلسطينية الأولى بل منذ الشعار الأول أرض بلا شعب، والذي يتطلب تنفيذه الإبادة التي تعني التدمير الشامل للمشهد العربي الفلسطيني، وبناء مشهد صهيوني بنصوص توراتية مكانه، وهذا ما يجري إلى يومنا هذا. 
وأشار الزور إلى أن كل من مرّ منذ العام 1840 إلى اليوم من رؤساء وأنظمة عربية تبنوا الفكر الصهيوني في جوهرة وتعاونوا مع الحركة الصهيونية لإخراج هذا المشروع إلى حيز التنفيذ على الأرض.

من جانبه قدم الأمين العام الدكتور سعيد ذياب ورقة فكرية هامة تطرقت إلى العديد من المفاصل الهامة، حيث طرح تساولات هل كانت النكبة حدث لا مفر من حدوثة أو كان بامكان الشعب الفلسطيني أن يتجاوزه؟ والسؤال الثاني إلى أي مدى يتوافق المشهد في ذكرى النكبة واللحظة السياسية التي نعيشها الآن؟ ما المتغير والجديد بالموضوع؟ 
وأضاف ذياب أن النكبة التي بدأت في الخامس عشر من أيار، وشكل المواجهة العسكرية وقتها لا يدل على أن الأنظمة العربية حينها كانت تريد أن تواجه هذا المشروع المهيأ المجهز بقدر ما كانت عملية "رفع العتب"، فمجموع الجيوش العربية التي انخرطت بالمواجهة لم تكن تشكل ثلث الجيش الصهيوني وعصاباته، وهذا يدين الأنظمة العربية والشعوب العربية أيضاً، والمسألة الثانية الشعب الفلسطيني الذي ضُربت ثورته عام 36 وصل إلى النكبة بعد ضرب نضاله ومحاربته.
وأوضح ذياب أن العنف الصهيوني طُرح مبكرا بشكل واضح قائم على انكار وجود الشعب الفلسطيني ليعطي مبرراً لجماعات متناثرة متخلفة أن تعيش على هذه الأرض، فالجيش الذي يدعي أنه الأكثر أخلاقية في العالم يقوم اليوم بأبشع صور الإبادة وجرائم ضد الانسانية الذي سبق ومورست في الجزائر أو ضد السود وغيرها الكثير. 

وأشار ذياب إلى الانعكاس الكبير لصمود الشعب الفلسطيني، على مستوى العالم وفي أميركا تحديداً، خاصة مع الحراك الطلابي الذي يؤسس لحالة تغيير اتجاه الوعي لفهم الحركة الصهيونية، وقبول السردية الفلسطينية مقابل السردية الصهيونية التي تم تسويقها إلى العالم سابقاً، مؤكداً أننا اليوم أمام ثورة ضمير ستغير العالم ونظرته وتعيد صياغة النظام العالمي، ولن يكون للقضية الفلسطينية عودة إلى ما قبل السابع من أكتوبر.