Menu

هيلدا حبش تنعى المناضلة الكبيرة الراحلة وداد قُمّري

الرفيقة الراحلة وداد قمري

عمَّان _ بوابة الهدف

نعت رفيقة درب حكيم الثورة الفلسطينيّة جورج حبش ، الرفيقة هيلدا حبش، مساء اليوم الجمعة، الرفيقة المناضلة وداد قُمّري التي رحلت يوم أمس بعد صراعٍ مع المرض في العاصمة الأردنيّة عمّان.

وقالت حبش: "بكل الحزن والألم نودع اليوم الأخت الغالية والصديقة الوفية ورفيقة الدرب النضالي الطويل والشاق المناضلة العريقة وداد قمري ابنة القدس وسنديانة تمتد جذورها في باطن الارض المقدسة. مناضلة من الرعيل الأول لحركة القوميين العرب، اسمها يعلو فوق أسوار القدس وهضابها وفي حي المصرارة وباب العامود والشيخ جراح وفي كل مدينة وقرية ومخيم في فلسطين. تعرضت الرفيقة وداد للملاحقات الأمنية والاعتقال بسبب نشاطها السياسي في حركة القوميين العرب منذ ستينات القرن الماضي وصدر بحقها قرارا تعسفيا من قبل الاحتلال الصهيوني بالإبعاد القسري وهي في ريعان شبابها وعاشت في المنافي والشتات ولم تسلم من السجون العربية أيضًا".

وتابعت: "كانت شاهدة على مرحلة من النقاء الثوري والعمل السري والإعداد للكفاح المسلح داخل الأرض المحتلة منذ بداية العمل الفدائي. إن الكلمات لا تفي هذه المناضلة الصلبة حقها لما كانت تتمتع به من أخلاق وقيم ثورية وتواضع وعزيمة لا تلين وإيمان عميق بعدالة القضية الفلسطينية وحقنا التاريخي في استعادة أرضنا ومقدساتنا وإقامة دولتنا الحرة المستقلة وعاصمتها القدس. كان الحكيم جورج حبش يكن لها كل الاحترام والمحبة والتقدير وكانت موضع ثقة القيادة وجميع الرفاق والرفيقات".

وأردفت بالقول: "ناضلت بصمت وبكل تفان وإنكار للذات بعيدًا عن وسائل الإعلام، لم تسع إلى المناصب والامتيازات يومًا بل عاشت حياة متقشفة أكثر من بسيطة وبعيدًا عن الأضواء. اعتمدت عليها قيادة الحركة بالكثير من المهمات السرية والصعبة وتبادل الرسائل بين التنظيم في داخل الأرض المحتلة والخارج، وكنا الحكيم وأنا نستقبلها بالترحاب في بيتنا ويأتمنها على نقل الرسائل الشخصية عندما يكون بعيدًا عنا. من أصعب المهمات التي شاركت بها الرفيقة وداد وبتكليف من الدكتور وديع حداد وإشرافه هي عندما تم خطف الحكيم من سجن الشيخ حسن في دمشق عام ١٩٦٩، فتم تحريره في وضح النهار على يد مجموعة من أصلب وأشد الرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وهذه شهادة للتاريخ تسجل لها في مسيرتها النضالية المشرفة".

وأكملت قائلةً: "الغالية وداد أول رفيقة في حركة القوميين العرب، كنت ألتقي بها في القدس في كل مرة أزور بها الأهل بعد زواجي من الحكيم قادمة من بيروت. أذكر وداعنا في القدس كم كان مؤلمًا عندما تم إبعادي قسريًا عن المدينة التي غادرتها في عام ١٩٦٦ ولم أعد إليها حتى يومنا هذا. تحية إكبار وإجلال إلى الروح المناضلة الصلبة الفقيدة وداد قمري وإلى روح الحكيم وجميع شهداء الثورة الفلسطينية الأنقياء. أتقدم بأحر مشاعر العزاء والمواساة إلى الأخت العزيزة عائدة وجميع أفراد العائلة وعموم آل قمري الكرام. رحم الله الفقيدة الغالية وداد، ستبقى في ذاكرة التاريخ وفي وجدان الشعب الفلسطيني".