Menu

نابلس في نسختها الانتفاضية الشبابية الجديدة!

نواف الزرو

مرة أخرى نعود إلى نابلس، ففي أعقاب عملية الاغتيال الإجرامية التي نفذها الاحتلال ضد مقاومي عرين الأسود "فجر الثلاثاء 2022/10/ 25 والتي سقط فيها ثلة من أبطال العرين على رأسهم الشهيد البطل وديع الحوح، وقبلها عملية اغتيال القائد تامر الكيلاني-الأحد 23/10/2022، وقبله عملية اغتيال القائد إبراهيم النابلسي في قلب نابلس/القصبة -، نعود  مجددًا للمشهد النابلسي، في أحدث تطورات المشهد الفلسطيني والمواجهات والاشتباكات الكبيرة مع قوات ومستعربي الاحتلال فإن تنظيم "عرين الأسود" يثير قلقًا كبيرًا متزايدًا لدى قوات وقيادات الاحتلال، وأن هذه  القوات تواصل تشديد إجراءاتها وحصارها العسكري لنابلس بالضفة المحتلة منذ خمسة عشر يومًا - حتى تاريخ اليوم-، دون أن ينجح الاحتلال في كسر إرادة أهاليها، الأمر الذي عزّز لدى المواطنين روح مقاومة الاحتلال والخروج بمسيرات ليلية منددة بالحصار والإغلاق المتواصل". 
ويذكر هنا أن قوات الاحتلال تحاصر نابلس منذ الثاني عشر من الشهر الجاري، بعد يوم من تنفيذ مجموعة “عرين الأسود” عملية إطلاق نار قتل فيها جندي إسرائيلي قرب مستوطنة “شافي شمرون” المقامة على أراضي شمال غرب نابلس، ووفق الإعلام الفلسطيني بدأ الحصار بإغلاق قوات الاحتلال مدخل قرية دير شرف شمال غرب نابلس بالسواتر الترابية، وإغلاق حاجزي حوارة وعورتا جنوب نابلس، وحاجز بيت فوريك شرق نابلس، وحاجزي صرة والمربعة غرب نابلس، بالتوازي مع تشديد الإجراءات أو تخفيفها، بل وربما إغلاق كامل لبعض الحواجز، وهو ما يضطر الأهالي إلى سلوك طرق بديلة تكبدهم معاناة أخرى وتكاليف أكبر بأجرة المواصلات.
 وفي سياق هذا المشهد الكفاحي الفلسطيني نوثق: إن نابلس تتجدد وتعود للمشهد الكفاحي الفلسطيني... والمقاومة تتجدد فيها، والصمود الأصيل يتجدد، بل إن نابلس لم تغب عن المشهد النضالي - الكفاحي الفلسطيني أبدًا، ولم يغب أهل نابلس عن مسيرة الكفاح الفلسطيني أبدا، كما لم يغب أبطال نابلس عن الاشتباك مع قوات الاحتلال أبدًا... هكذا هي نابلس التاريخ والحضارة والكفاح... وهكذا هم أهل نابلس أهل الصمود والثبات والنضال. لذلك ليس مفاجئا أبدًا أن تُقدم وحدات الاختلال على اغتيال القائد تامر الكيلاني، ومن قبله أن تقتحم قوات كبيرة من جيش الاحتلال فجر الثلاثاء 9/8/2022، قلب البلدة القديمة لتحاصر منزل المناضل العنيد الشهيد إبراهيم النابلسي بل لتحاصر الحي بأكمله، ولكن أهل نابلس والحي والمقاتلون الأبطال كانوا بالمرصاد لها، ولتنشب اشتباكات مسلحة واسعة أحبطت مخطط الاحتلال باعتقال النابلسي الذي كان نجا قبل ذلك خمس مرات من كمائن احتلالية له، فلجأت قوات الاحتلال إلى استخدام الصواريخ في القصف والتهديم، ما أسفر عن استشهاد البطل إبراهيم وإصابة أكثر من ثلاثين مواطنًا بجراح منهم أربع إصابات خطيرة.
     وليس مفاجئًا أن تُعطي نابلس قوات الاحتلال درسًا قاسيًا متجددًا في المقاومة، والاحتلال يعترف يصعوبة مهماته العسكرية خلال اقتحاماته المتكررة لمدينة نابلس، وكان الاقتحام الذي نفذته قوات الاحتلال قبل ذلك فجر الاحد 24/7/20200، وأسفر عن استشهاد شابين وإصابة ثمانية مواطنين فلسطينيين قد فتح ملف القاومة في مدينة جبل النار، وكان اشتباكًا مُسلحًا كبيرًا سلط الضوء مجددًا على ما يجري هناك في الميدان، ومن جديد تتقدم المقاومة في نابلس لتعطي جيش الاحتلال ومنظومته الأمنية درسًا أمنيًا جديدًا، قد يتسبب بوضع سيناريوهات جديدة وساخنة على الأرض طالما كان الاحتلال يخشى حدوثها.
 وما جرى في مدنية نابلس قبل ذلك ليلة الاربعاء 30/6/2022، كان بالنسبة للاحتلال مفاجأة وفشلًا أمنيًا من العيار الثقيل، حيث تمكنت مجموعة من المقاومين الفلسطينيين من خوض اشتباك مسلح "غير مسبوق" مع قوات الاحتلال ومجموعة من المستوطنين خلال اقتحام ما يسمى بـ"قبر يوسف" شمال الضفة، وقد وصفت مصادر الاحتلال هذا الاشتباك بـ"الخطير والشجاع"، وقد أسفر عن إصابة قائد الجيش الإسرائيلي شمال الضفة الغربية "روعي تسويغ" ومستوطنين آخرين.
    وفي أعقاب كل هذه الاقتحامات والاشتباكات، فإن السؤال الكبير الذي يخالج الآن كل الفلسطينيين:
 هل سنشهد انتفاضة فلسطينية عارمة تفجرها مدينة جبل النار...؟! هل ستشعل نابلس الأرض تحت أقدام الاحتلال وستعتبر هذه نقطة تحول في المشهد الميداني الفلسطيني...؟! وهل يمكننا أن نوثق بأن نابلس المتجددة في ملحمة الصمود والكفاح الفلسطيني تقود المشهد الانتفاضي الفلسطيني في نسخته الجديدة الشبابية في العام 2022...؟!
إن غدًا لناظره قريب...