أفاد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، اليوم الأربعاء، بأنّ جيش الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه، نفذوا خلال العام الماضي، 8724 اعتداء بحق المواطنين وممتلكاتهم بمختلف المحافظات.
وقال شعبان خلال مؤتمر صحفي عقده بمدينة رام الله، إنّ "هذه الاعتداءات تمت بعهد حكومة قدمت نفسها كنقيض موضوعي لحكومة نتنياهو التي سبقتها، لكنها على أرض الواقع لم تختلف من حيث الجوهر في السياسة والإجراءات، تحديدا تلك التي تتعلق بالفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم وحيواتهم"، لافتًا إلى أنّ "الاعتداءات تركزت في محافظة رام الله والبيرة بواقع 1,646 اعتداء، تلتها محافظة بيت لحم بـ1,267، ثم محافظة الخليل بـ1,241 اعتداء".
وحول اعتداءات التي نفذها المستوطنين، أوضح أنها 1,187 اعتداء، تراوحت بين مشاركة جيش الاحتلال اقتحاماته للمدن والتجمعات الفلسطينية والاعتداء المباشر على المواطنين وممتلكاتهم، حيث نفذ المستوطنون 417 اعتداء في محافظة نابلس، تلتها محافظة رام الله والبيرة بـ203 اعتداءات، ثم محافظة الخليل بـ172 اعتداءً، واسفرت هذه الاعتداءات عن استشهاد ستة مواطنين".
وأضاف: "في السادس من كانون الثاني/ يناير 2022، دهس مستوطن المواطن مصطفى ياسين فلنة (25 عاما) من قرية صفا غرب مدينة رام الله، وفي الثامن والعشرين من تموز/ يوليو الماضي أطلق مستوطن النار مباشرة نحو المتظاهرين في قرية المغير ما أدى إلى إصابة واستشهاد الطفل أمجد نشأت ابو عليا (16 عاما)، وفي الواحد والعشرين من حزيران/ يونيو 2022، طعن مستوطن الشاب علي حرب في قرية اسكاكا بمحافظة سلفيت، ما أدى لاستشهاده، وفي التاسع من أيار/ مايو استشهد الطفل معتصم محمد طالب عطا الله (17 عاما) من قرية حرملة في بيت لحم بعد أن أطلق مستوطن النار عليه بشكل مباشر، وفي السابع عشر من الشهر الماضي دعس مستوطن الشقيقين مهند ومحمد امطير من مخيم قلنديا قرب حاجز زعترة جنوب نابلس، ما ادى لاستشهادهما، ولاذ المستوطن بالفرار".
وحول اقتلاع وتخريب الأشجار، بينّ شعبان أنّها بلغت 354 عملية اعتداء تسببت باقتلاع وتضرر وتخريب وتسميم ما مجموعه 10,291 شجرة، منها 2,426 شجرة في محافظة نابلس، و1105 أشجار في محافظة بيت لحم، و1678 في محافظة الخليل.
كما أوضح شعبان أنّ سلطات الاحتلال أصدرت 1220 اخطارًا بهدم منشآت فلسطينية بحجة عدم الترخيص، في ارتفاع قياسي مقارنة بالأعوام الماضية، وتركز توزيع هذه الإخطارات في محافظتي الخليل (400 إخطار)، ومحافظة بيت لحم بـ(225 إخطاراً)، ونفذت سلطات الاحتلال خلال عام 2022 ما مجموعه 378 عملية هدم، فيما هدمت خلالها 715 منشأة في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس وتضرر جراء ذلك 1235 شخصًا.
وأشار إلى تنفيذ 223 عملية استيلاء على ممتلكات، أدت إلى الاستيلاء على ما مجموعه 294 ممتلكا فلسطينيا، منها 48 جرارا زراعيا، و53 مركبة تعود لمواطنين، و26 شاحنة و35 كاميرا مراقبة، و18 كرفانا، وتركزت هذه العمليات في محافظة طوباس بـواقع 91 عملية استيلاء، تليها محافظة الخليل بـ44 عملية.
أما على صعيد إقامة البؤر الاستيطانية والاستيلاء على الأراضي، فقد أوضح شعبان، أنّ سلطات الاحتلال أصدرت قرارات بالاستيلاء على 26424 دونما تحت مسميات مختلفة (إعلان محميات طبيعية، أوامر استملاك، أوامر وضع يد، إعلانات أراضي الدولة)، ففي منطقة النبي موسى بوادي المكلّك بمحافظ أريحا والأغوار استولى الاحتلال على 21,959 دونما تم اعلانها كمحمية طبيعة، و60 دونما في نابلس والقدس، و488 دونما في بيت لحم وطوباس والخليل، و3918 دونما في ديراستيا وجينصافوط وعقربا.
وأشار إلى أنّ المستوطنين أقاموا اثنتي عشرة بؤرة استيطانية على أراضي المواطنين، في محافظات رام الله والبيرة ونابلس وسلفيت وقلقيلية والخليل وبيت لحم وطوباس، فيما تمت شرعنة بؤرتين استيطانيتين (متسبيه داني) من خلال مخطط هيكلي على أراضي دير دبوان، و(متسبيه كراميم) على أراضي دير جرير من خلال قرار محكمة احتلالية.
وحول المصادقة على المخططات الهيكلية، بينّ أنّ سلطات الاحتلال صادقت على ما مجموعه 83 مخططا هيكليا وتفصيليا في الضفة الغربية والقدس، تقضي ببناء أكثر من 8288 وحدة سكنية جديدة. استهدفت هذه المخططات ما مجموعه 8,482 دونما من أراضي المواطنين"، لافتًا إلى أنّ عدد المستوطنين في مستوطنات الضفة بما فيها القدس، بلغ ما مجموعه 726,427 مستوطنا، موزعين على 176 مستوطنة، و186 بؤرة استيطانية، منها 86 بؤرة رعوية زراعية.
وشدد شعبان على أن أخطر ما يحدث وما يستمر حدوثه هذه الأيام، هو ما يجري من ضم صامت وتحديدا في منطقة الأغوار، من خلال إنشاء بيئة قسرية طاردة للسكان الفلسطينيين الأصليين، إضافة إلى إجراءات الضم الحقيقي التي تحدث وتحديدا في المناطق المصنفة (ج).
وبينّ أنّ سلطات الاحتلال عمدت خلال العام الماضي إلى التوسع على الأرض الفلسطينية ضمن مجموعة من التوجهات الإستراتيجية، أولها، الإجراءات التي تستهدف السفوح الشرقية من الضفة الغربية، وعلى رأسها تسليط عتاة المستوطنين المسلحين وبحماية الجيش، للسيطرة على الأرض وإنشاء بؤر رعوية هدفها الأساس طرد الفلسطينيين، والسيطرة على أرضهم وعلى موارد المياه وتفريغ المراعي الفلسطينية من الرعاة الفلسطينيين، كوسيلة لضرب جوهر الاقتصاد الزراعي والرعوي الفلسطيني، وكذلك المحاولات المستمرة لتفريغ تلال جنوب شرق الخليل من خلال البيئة القسرية التي يفرضها الاحتلال، وثانيها: الإجراءات التي تستهدف غرب الضفة، وعلى رأسها إنشاء التكتلات الاستيطانية الضخمة التي تقسم الضفة الغربية، وتحاصر الفلسطينيين في معازل صغيرة محاطة ومحاصرة بالمستعمرات والشوارع الاستيطانية وشبكة الأنفاق والجسور لخدمة المشروع الاستيطاني لإعدام إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية تماما، وثالثها: تهويد القدس من خلال تنفيذ مجموعة من المخططات التي تحاصر المدينة المقدسة وتفريغها من بعدها التاريخي والحضاري والإنساني لصالح رواية الاحتلال ووجوده المزعوم.
وقال شعبان إنّ هذه الإجراءات، التي لم تعد خافية على أحد، تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي والمواثيق الدولية التي تجرم الاستيطان، لكن هذه الجريمة تقابل بصمت دولي مطبق، ومزدوج المعايير، بل ويشجع الاحتلال على الاستمرار في جريمته.