يكشف أرشيف المفاوضات مع روسيا الذي تم رفع طابع السرية عنه في الولايات المتحدة مؤخرًا، أن واشنطن لم ترغب بعد انهيار الاتحاد السوفيتي برؤية موسكو كحليف لها، وفي عام 1992 قال الرئيس الروسي في تلك الفترة بوريس يلتسين، متحدثًا عن مسودة بيان مشترك عقب قمة مع نظيره الأمريكي جورج بوش: "هنا لا يوجد أي ذكر في أي مكان، أننا لم نعد أعداء ونتحرك نحو أن نصبح حلفاء".
وبحسب مواقع إخباريّة نقلت من الأرشيف المنشور: "على الفور رد عليه جيمس بيكر وزير خارجية الولايات المتحدة آنذاك: "هنا تم القول: صداقة"، ولكن يلتسين تابع بإصرار: "لا لا . يجب أن تقولوا لنا إننا نتحرك من مرحلة المواجهة إلى مرحلة التحالف. هذا يعني ظهور صفة نوعية جديدة".
ورغم ذلك، تمسّك الجانب الأمريكي بموقفه، حيث قال بوش: "نحن نستخدم عبارات انتقالية، لأننا لا نريد التظاهر بأن جميع مشاكلنا قد تم حلها"، فيما اقترح يلتسين إقامة "علاقات ثقة متبادلة عميقة وتحالف" بين روسيا والولايات المتحدة.
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ركزت الحكومة الأمريكية جهودها للسيطرة على الأسلحة النووية في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة والضغط من أجل تنفيذ إصلاحات اقتصادية جذرية هناك.
من جهته، أكَّد جيفري ساكس الخبير الأمريكي المعروف الذي عمل كمستشار اقتصادي لدى ميخائيل غورباتشوف وبوريس يلتسين، أنّه حاول إقناع السلطات الأمريكية بمساعدة روسيا اقتصاديًا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، إلّا أن الرد كان "لا".
وكان هذا الجواب لأن الولايات المتحدة كانت تريد أن تظل القوة العظمى الوحيدة على هذا الكوكب، بحسب صحيفة نوفوستي.
