كشفت محادثةٌ مغلقةٌ تمَّ تسريبها، بين مفوّض الشرطة الصهيونيّة يعقوب شبتاي ووزير الأمن الوطني ايتمار بن غفير، عن الطبيعة العنصريّة للنظام الصهيونيّ، مهما بدا متعارضًا شكليًّا، وكيف أنّ الهدف هو الفلسطينيّون، بذرائع مختلفة.
قال شبتاي في المحادثة حول الجريمة في المجتمع العربي في الداخل إنه لا يوجد شيءٌ لفعله "العرب يقتلون بعضهم.. إنّها طبيعتهم - عقليّتهم". ويعدّ هذا التصنيف العرقي للجريمة جوهرًا أساسيًّا في العقل الصهيوني العنضري، الذي يرفض النظر إلى الوقائع على ما هي عليه، ليحيل المشاكل إلى الطرف الآخر الذي يبدو في العرف الصهيونيّ، إنّه يستحقُّ ما يحدث له "لأنّها طبيعتهم".
يخدع العنصريّ شبتاي نفسه، بادّعاءاته البغيضة، متجاهلًا سنوات التمييز الطويلة ضدّ فلسطينيي الداخل ودور أجهزة الأمن الصهيوني في تغذية الجريمة عبر عملائها، وفساد الشرطة الصهيونية وفشلها الذي يتحدّد أساسًا بسبب نظرتها للوقائع التي تعالجها.
من جانبه، وفي المحادثة ذاتها، استغلَّ بن غفير الأمر لحشد التأييد لمشروع الحرس الوطني الخاص به، مليشياته المسلّحة بالأحرى التي تستهدف الفلسطينيين بالذات، وتجعل مجتمعهم عرضةً للقمع البوليسي المتواصل، وما بين الإهمال، والتمييز العنصري وبين استغلال الحدث للترويج لأجندةٍ فاشيّةٍ لاتقلّ بشاعةً عن تفكير شبتاي، يجب القول إنّ الأمر ليس له علاقةٌ على الإطلاق بفشلٍ أخلاقيٍّ ومهنيٍّ للوزير والمفوّض، بقدر ما يعكس طبيعة المؤسّسة الأمنيّة الصهيونيّة وعنصريّتها واستهدافها للفلسطينيين. وتظهر أيضًا أن الخلاف الداخلي الصهيوني هو خلافٌ على كيفية أداء مهمّة الاحتلال والقمع، وهنا فإنّ بن غفير وشبتاي هما وجهان لمؤسّسةٍ صهيونيّةٍ أمنيّةٍ فاشيّةٍ واحدة، ليس لها علاقةٌ بالعدالة والنظام القانوني بقدر ما تقاتل على الجانبين لتحسين أدائها القمعي الفاشي.