Menu

في اليوم الـ73 للعدوان..

مركز عروبة ينشر تقريرًا بعنوان: نقاط مكثفة حول مجريات المواجهة البرية والحرب على غزة

غزة_بوابة الهدف

نشر مركز عروبة للأبحاث والتفكير الااستراتيجي تقريرا بعنوان: "نقاط مكثفة حول مجريات المواجهة البرية والحـ.رب على قطاع غزة".

ويتناول التقرير المشاهد الميدانية في المحاور التي تتوغل فيها قوات الاحتلال الصهيوني في مناطق متفرقة من قطاع غزة، وكذلك ردود فعل المقاومة وطرق تصديها للقوات المتوغلة.

وفيما يلي التقرير كاملاً:

نقاط مكثفة حول مجريات المواجهة البرية والحـ.رب على قطاع غزة

المشهد الميداني لجيش الاحتلال:

لازالت محاور الجهد الرئيسي لجيش الاحتلال تتركز في ثلاث مناطق أساسية هي مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وحي الشجاعية في شرق مدينة غزة، ومدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، حيث تتركز محاور العمليات الأساسية ضمن المرحلة الثانية من الغزو البري لجيش الاحتلال في حربه على قطاع غزة.

في منطقة الجهد الرئيسي شمال قطاع غزة وبالتحديد مخيم جباليا لازال جيش الاحتلال يطبق الحصار على مخيم جباليا من كل الاتجاهات، ويعمل على تعزيز سيطرته العملياتية وتحييد العقد الدفاعية للمقاومة في منطقة الاستحكام المرتفعة بحي تل الزعتر شمال مخيم جباليا، فيما أعاد انتشار آلياته في الجهة الغربية من المخيم بالانسحاب من محيط منطقة القصصايب والفالوجا وصولًا لمنطقة دوار أبو شرخ، أما في الشمال الغربي للمخيم فقد أعلن جيش الاحتلال إنهاء عملياته في مستشفى كمال عدوان بعد تدمير أجزاء كبيرة منها وتنفيذ مجازر بحق المصابين والنازحين بالمستشفى، وأعادت الآليات انتشارها بمحيط المستشفى.

في ذات الإطار عززت مدفعية الاحتلال وطائراته الحربية من الاستهدافات في عمق منطقة جباليا البلد والنزلة ونفذت عدد من المجازر في مربعات سكنية في المناطق المذكورة، إضافة لاستهداف مدفعي مكثف للطرق الرئيسية خصوصًا غرب بلدة جباليا ومشارف منطقة أبو إسكندر في حي الشيخ رضوان.

أعادت الآليات المنتشرة بمحيط مفترق الصفطاوي والشارع الثالث بالشيخ رضوان انتشارها وتقدمت باتجاه شارعي أحمد ياسين والصفطاوي معززة تمركزها في الشارعين الواصلين بين مدينة غزة وشمالها، ومحاصرة المدارس التي تأوي النازحين وتنفيذ حملة من الاعتقالات واجبار الباقين على النزوح باتجاه مناطق غرب غزة والرمال.

في محور الجهد الرئيسي الثاني بمنطقة شرق غزة وتحديدًا في حيي الشجاعية والزيتون، لازالت الآليات تحافظ على تموضعها بمحيط شارع المنصورة والتحرك البطيء والقضم التدريجي في الحيين، لتجنب الوقوع في كمائن المقاومة، واستكمال فرض حصار على حي الشجاعية من كافة أطرافه بالتمركز في منطقة غزة القديمة وشارع بغداد، فيما كثفت المدفعية من استهدافها لحي المغراقة وجحر الديك لعزل حي الزيتون عن المنطقة الوسطى المحاذية له.

أعادت آليات جيش الاحتلال الانتشار في عدد من مناطق غرب غزة بعد الانسحاب منها منذ فترة الهدنة المؤقتة، حيث تقدمت الآليات في شارع الوحدة ومنطقة اليرموك وأعادت فرض حصار جزئي على منطقة مجمع الشفاء الطبي بعد تجمع آلاف النازحين فيه، فيما كثفت المدفعية استهدافها لعدد من المناطق السكنية بأحياء غرب غزة.

في منطقة الجهد الرئيسي الثالثة محافظة خانيونس، ارتكز تقدم آليات الاحتلال على الدخول رأسيًا وصولًا لمنطقة القرارة والسطر الشرقي ومن ثم التعمق تدريجيًا في أحياء مدينة خانيونس، بمحيط شارع 5 وشارع جلال ومنطقة البلد، ويعمل على التعمق التدريجي في أحياء المنطقة الشرقية ومنطقة بني سهيلا انطلاقًا من الجهة الشمالية للمحافظة، إلى جانب تكثيف القصف المدفعي والصاروخي من الطيران الحربي لمنطقة المخيم وغرب المدينة.

يكثف الاحتلال من استهدافه الجوي والمدفعي للجهة الجنوبية لمحافظة خانيونس الفاصلة بينها وبين رفح خصوصًا مناطق البطن السمين وقيزان النجار وجورة اللوت ومحيط المستشفى الأوروبي، وذلك بهدف تثبيت الحصار على منطقة خانيونس، وتعزيز فصلها عن محافظة رفح بعد إطباق فصلها عن المحافظة الوسطى عبر الحدود الشمالية لخانيونس وتمركز الآليات في مفترق أبو هولي.

بعد التحرك السريع للآليات في بداية التحرك البري باتجاه محافظة خانيونس، أبطأت الآليات والقوات البرية لجيش الاحتلال من وتيرة التحرك وانتقلت للقضم التدريجي والتقدم بحذر بعد الخسائر الكبيرة التي تلقاها جيش الاحتلال بفعل كمائن المقاومة الدفاعية.

نفذ الاحتلال قبل أيام عملية إنزال جوي لإمدادات لوجستية تموينية وتسليحية لقواته المتقدمة في محاور القتال بمحافظة خانيونس، وذلك لأول مرة منذ بدء العدوان البري على القطاع.

كثفت مدفعية الاحتلال من قصفها لمنطقة الجهد الثانوي شرقي ووسط محافظة رفح.

في مناطق الجهد الثانوية بالمحافظة الوسطى، لازال جيش الاحتلال ينفذ مجموعة من المناورات التثبيتية غرب وشرق المناطق الوسطى، حيث شهدت المناطق الشرقية لكلًا من دير البلح والمغازي والبريج وجحر الديك اشتباكات ما بين المقاومة والآليات التي حاولت التقدم، فيما شهدت المناطق الغربية للنصيرات ودير البلح اشتباكات مع بحرية الاحتلال التي حاولت الابرار على الشواطئ الغربية للمحافظة الوسطى.

المشهد الميداني للمقـ.اومة:

تتعامل المقـ.اومة في محاور الاشتباك المختلفة مع محاولات التقدم بالأسلحة المناسبة واستخدام تكتيكات حرب الغوار واستنزاف قوات العدو البرية، وتحافظ على استراتيجية عدم إنشاء خطوط دفاعية والتركيز على استدراج القوات المعادية لكمائن النار وضربها في أكثر من موضع خلال عملية التقدم.

على مشارف مخيم جباليا، نجحت المقـ.اومة في توجيه ضربات متعددة لقوات الاحتلال البرية، حيث استهدفت عدد كبير من الآليات بالقذائف الترادفية المضادة للدروع محلية الصنع، إضافة لعبوات العمل الفدائي، مما دفع القوات للانسحاب من مناطق الالتحام لمواقع تمركز على مشارف المخيم، كما نجحت المقاومة في تفجير فتحات أنفاق بجنود الاحتلال وايقاعها بين قتيل وجريح.

في حي الشيخ رضوان نفذت المقـ.اومة على مدار الأيام السابقة ضربات متعددة نجحت خلالها من استهداف آليات وجرافات الاحتلال واستهدافها بالقذائف المضادة للدروع والأفراد وعبوات العمل الفدائي والعبوات التلفزيونية والرعدية كما استدرجت قوات خاصة إلى كمائن واستهدفتها بالعبوات والاشتباك من نقطة صفر.

في منطقة جحر الديك وبالرغم من كونها منطقة عمليات منذ اللحظات الأولى للغزو البري لقطاع غزة، لازالت المقـ.اومة تنفذ عمليات إغارة ناجحة على أماكن تمركز جيش الاحتلال واستهدافها بالقدرات الهندسية والقذائف المضادة للدروع والأفراد إضافة لسلاح القنص والاشتباك المباشر والاجهاز على جنود الاحتلال.

في محور الجهد الرئيسي لمنطقة الشجاعية نجحت المقاومة في استهداف القوات المتقدمة بالقذائف المضادة للدروع والعبوات بمختلف أنواعها وأصنافها، واستهداف القوات بجهود هندسية مختلفة أعطبت خلالها العديد من الآليات.

في محور الجهد الرئيسي بمنطقة خانيونس وفي مختلف مواضع التقدم، سجلت المقـ.اومة عمليات استنزاف كبيرة للآليات والجنود في مناطق القرارة وبني سهيلا وشارع صلاح الدين، استخدمت خلالها القذائف الترادفية المضادة للدروع وعبوات العمل الفدائي والعبوات التلفزيونية والرعدية والشواظ، إضافة لاستخدام متميز لسلاح القنص ضد جنود الاحتلال.

تستهدف المقـ.اومة تحشيدات الاحتلال ومواقع القيادة وخطوط الإمداد لجيش الاحتلال بقذائف الهاون من العيار الثقيل 120ملم، واستهداف المشاة ضمن عمليات الاشتباك بقذائف الهاون النظامي عيار 60 ملم.

نجحت المقـ.اومة في تنفيذ عدة عمليات استهداف لمباني تتمركز فيها قوات الاحتلال في مناطق الجهد الرئيسي والثانوي على امتداد أراضي القطاع وأعلنت المقـ.اومة عنها تباعاً.

أفشلت المقـ.اومة محاولة جيش الاحتلال تنفيذ عملية إبرار بحري للقوات الخاصة البحرية على شاطئ النصيرات بالمحافظة الوسطى في منطقة جهد ثانوي، ونجحت في إجبارها على التراجع بعد إيقاعها ما بين قتيل وجريح.

نفذت المقاومة عدة استهدافات للآليات التي أعادت الانتشار في شوارع غرب غزة، مما أدى إلى اشتعالها في شارع الوحدة ومحيط ملعب اليرموك، رغم تشخيص الاحتلال تمكنه من تحييد عُقد المقاومة الدفاعية في مناطق غرب غزة وإحباط قدرتها على المقاومة والضرب.

التقدير:

بالرغم من كون منطقة شمال غزة منطقة جهد رئيسي لجيش الاحتلال منذ اليوم الأول للغزو البري على القطاع، فشل الاحتلال في تحييد قدرات المقـ.اومة وقدرتها على الهجوم والدفاع، حيث لازالت المقـ.اومة تستمر في تشغيل قدراتها الصاروخية وقصف مناطق غلاف غزة والمدن المحيطة، إضافة للعمليات الدفاعية والاستهدافات المستمرة لآليات وجنود الاحتلال في محاور التقدم، حيث لازالت مناطق بيت حانون وبيت لاهيا وتل الزعتر وجباليا تشهد اشتباكات يومية.

يعكس القصف المكثف لمناطق جباليا البلد والنزلة والتقدم باتجاه منطقة الصفطاوي تمهيد ناري بالمدفعية والطيران الحربي لتقدم بري باتجاه هذه المناطق في سعي لفتح ثغرة جديدة للتقدم باتجاه مخيم جباليا عبر الجهة الجنوبية، بعد فشل التقدم عبر الجهتين الشمالية والغربية للمخيم.

خفف الاحتلال من وتيرة المتسارعة في عملياته الميدانية بمناطق الجهد الرئيسي ضمن إعادة تقييم لحجم الخسائر التي تعرضت لها القوات، مع حفاظه على استمرار القضم التدريجي وتحقيق ضغط أقصى على المقاومة في أماكن التمركز الأبرز والأكثر صلابة للمقـ.اومة المتمثلة في كلًا من مخيم جباليا وحي الشجاعية ومحافظة خانيونس.

لا يزال تمسك السكان ببقائهم في منازلهم في مخيم جباليا وأحياء الشجاعية والزيتون وشرق خانيونس يشكل معضلة عملياتية تُعطل إمكانية تنفيذ جيش الاحتلال لخططه العدوانية في مواضع الجهد الرئيسي.

مع تقدم الاحتلال أكثر في مرحلة التعمق والدخول للمناطق الحضرية والسكانية، ارتفعت وتيرة استنزاف المقاومة لآليات وجنود الاحتلال، حيث يصل متوسط الاستهداف اليومي للآليات إلى ما يراوح الـ20 آلية يوميًا، إضافة لعدد كبير من الجنود القتلى والجرحى في كمائن المقـ.اومة.

يعكس تقدم الآليات من جديد في مناطق غرب غزة، إلى تنفيذ الاحتلال لمناورة تثبيتية لعُقد المقاومة الدفاعية في المحور الغربي والمتوسط في محافظة غزة وتحييد عمليات الاسناد للمقـ.اومة في حي الشجاعية، وبشكل خاص من حيي الدرج والتفاح المحاذيات لحي الشجاعية والفاصلات ما بين الحي ومناطق غرب غزة.

يتحرك الاحتلال ضمن مناورات في مناطق جهد ثانوي بهدف تثبيت الجهود الدفاعية للمناطق في المحاور المختلفة في كلًا من بيت حانون وشرق جباليا وشرق التفاح وجحر الديك وشرق البريج والمغازي، وذلك منعًا لإسناد دفاعي من هذه المناطق لمناطق الجهد الرئيسي لجيش الاحتلال، إضافة لكشف العقد الدفاعية في أماكن الجهد الثانوي واستهدافها من الجو وتحييدها.

لاتزال المقـ.اومة تحافظ على قدرتها في إدارة النيران وإطلاق الصواريخ بمديات متعددة وصولاً لاستهداف مدن المركز و القدس في الأراضي المحتلة والمستوطنات على اختلاف مواقعها، وهذا يعكس متانة القدرة على إدارة العمليات والنيران وعدم تضرر القدرات الصاروخية للمقاومة بشكل مؤثر بفعل الاستهداف المكثف من الجو.

شكلت عملية قتل الاحتلال للأسرى الثالثة ضربة جديدة لمنظومات التقدير والذكاء الاصطناعي في تحديد بنوك الأهداف لجيش الاحتلال والجهود الاستخباراتية في تشخيص المقاومين والبحث عن الجنود المأسورين، وعكست عجز وارتباك قوات الاحتلال في الميدان ولجؤهم لاستهداف كل هدف متحرك خوفًا من كمائن المقـ.اومة.

يُشكل استمرار تدفق الصور والاعلانات التفصيلية للمقاومة من الميدان من شمال القطاع إلى جنوبه وبتزامن مع وقوع الأحداث وعمليات المقـ.اومة، تماسك منظومات الاتصال والتواصل والقيادة والسيطرة، كما قدمت المقـ.اومة إشارات متعددة في عدد من المواد الإعلامية حول تماسك منظومات الاتصال وقيادة العمليات، فيما عكست المواد المُصورة التي تشهد استهداف مباشرة لجنود الاحتلال عدم دقة إعلانات جيش الاحتلال عن أعداد القتلى والإصابات.

لجوء الاحتلال لتنفيذ عمليات إنزال جوي للإمدادات اللوجستية لجيش الاحتلال في محاور التقدم في محافظة خانيونس، يعكس نجاح المقـ.اومة في إحداث ضرر حقيقي لخطوط الإمداد البري للقوات البرية لجيش الاحتلال عبر الاستهداف المتكرر والمُركز لها بقذائف المدفعية من العيار الثقيل، ومنظومات الصـ.واريخ قصيرة المدى (رجوم، و107).

خلاصة: بالرغم من لجوء الاحتلال لمبدأ الدخول الرأسي لمناطق الجهد الرئيسي ومواقع الارتكاز الكبرى للمقـ.اومة بعد غطاء ناري ومدفعي كثيف سعيًا لإحداث حالة من الصدمة والتشتت في العُقد الدفاعية للمقـ.اومة، لم تنجح مناورة التقدم في تحقيق هذا الأثر، وحافظت العُقد الدفاعية للمقـ.اومة على تماسكها ونجحت في خلق معادلة استنزاف مستمرة لجيش الاحتلال ووجهت مجموعة من الضربات النوعية كان أبرزها تفجير مقر قيادة في منطقة الشجاعية وقتل من فيه، والمقاومة الشرسة في كل مواضع التقدم، الحديثة والقديمة ضمن عمر الغزو البري للقطاع، وفشل الاحتلال في تحييد الفعل المـ.قاوم في أي منطقة فيها أو ضرب منظومات القيادة والاتصال فيها، وهو ما سيدفع الاحتلال لإعادة تقييم لشكل وطبيعة التحرك البري ووتيرته، وهذا ما أنعكس فعليًا على التروي في التقدم بعد المسارعة فيه بالأيام الأولى لانتهاء الهدنة المؤقتة.

راهن الاحتلال على عامل الزمن في استنزاف مُقدرات المقـ.اومة الميدانية (حيث لا يوجد جسور جوي ولا خطوط إمداد مفتوحة للمقاومة) وهذا يشمل استنزاف المناطق المُحاصرة خصوصًا في شمال قطاع غزة، حيث سيؤدي هذا الاستنزاف إلى الانخفاض التدريجي في وتيرة الفعل المقاوم وحدوث أخطاء أمنية تسمح للاحتلال بتحييد منظومات القيادة، إلا أن مجريات الميدان تعكس عدم دقة هذا التقدير واستعداد المقاومة لإدارة نيرانها بشكل يسمح بأطول مدة ممكنة من المقـ.اومة والصمود لكل مواضع الجهد الرئيسي والثانوي بالقطاع، على اختلاف مواقعها، حيث لازالت قادرة على تحويل كل عمليات التقدم إلى مواضع استنزاف لآليات جيش الاحتلال وجنوده.

يُشكل حجم الاستنزاف للآليات والجنود المتوغلين في قطاع غزة، عاملًا مهمًا في تحديد عمق ومدة العمليات العدوانية البرية داخل القطاع، إذ لا يمكن لجيش الاحتلال تحمل تكلفة استمرار هذا النزيف وزيادته لفترات زمنية طويلة كما يحاول قادة الحرب في كيان الاحتلال الترويج، وهو ما سيجعل من التعمق أكثر في مناطق الالتحام والجهد الرئيسي عاملًا يتناسب طرديًا مع عداد خسائر الاحتلال، وهو ما يجعله عاملًا مساعدًا في تقصير عمر العدوان وإندحار جيش الاحتلال من أراضي القطاع.