Menu

أخطر جبهة تقلق "إسرائيل"

نواف الزرو.jpg

خاص - بوابة الهدف

 

 

كتب نواف الزرو*

 

هي جبهة حربية أخرى تعتبرها المؤسسة الإسرائيلية  بكل عناوينها الأمنية، العسكرية، السياسية، الإعلامية، الأكاديمية وغيرها أخطر جبهة تفتح ضد "إسرائيل" بعد العسكرية، بل إنها جبهة تشكل تحدياً وخطراً استراتيجياً على مستقبل تلك الدولة، هي جبهة "نزع الشرعية الأممية عن إسرائيل"، وهناك قلق وهلع وهواجس وجودية أخذت تتفاقم وتتسيد الجدل السياسي الإسرائيلي في ظل هذا المناخ الدولي الأممي الناهض المناهض لـ"إسرائيل المجرمة"، ولـ"إسرائيل العنصرية - دولة الأبتهايد - في العالم"، وأخذت هذه الهواجس تنعكس تباعاً في أدبياتهم السياسية على نحو متصل، فالمظاهرات والمسيرات والاعتصامات وقوافل التضامن المليونية مع غزة التي تتواصلت على مدى ثلاثة شهور وأكثر، تحولت إلى جبهة إعلامية أخلاقية قانونية تثير القلق والرعب لدى المؤسسة  الصهيونية، وخاصة في بعدها الأخلاقي والقانوني، وكذلك الحملات الشعبية المدنية التضامنية مع فلسطين، التي انتشرت على امتداد المساحة الأوروبية، ترعب من جهة ثانية الدولة الصهيونية.

فالإجماع السياسي الأمني الأكاديمي الإسرائيلي، أن الفلسطينيين ومعهم حلفاؤهم في العالم، نجحوا في فتح جبهة جديدة، جبهة شرعية وجود إسرائيل، لم تعهدها "إسرائيل" على مدى عقود عمرها الماضية، ولم تكن واردة في حساباتهم بأنها ستشكل تهديداً استراتيجياً لمستقبل دولتهم، إلى جانب التهديدات الاستراتيجية، وهي كثيرة ومتشعبة.

 

فهاهو رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو يعلن في أقرب تصريح له”إن إسرائيل تتعرض لهجمات تهدف إلى نزع الشرعية عن مجرد وجود الدولة والسيادة اليهودية والحدود"، متطرقاً إلى تصريحات أيقونة الإعلام الأميركي على مدى ستين عاماً هيلين طوماس، التي دعت اليهود للعودة إلى بولندا أو المغرب، وقال”إن هذه هي دولة اليهود، وأن هذه التصريحات تعني تفكيك المشروع الصهيوني“، والكاتب أري شافيت يقول في”هآرتس” أن نزع الشرعية هو التحدي الوجودي الأكبر لإسرائيل”، مضيفاً: ”إنها حرب قانونية لم نشهدها مع الفلسطينيين من قبل”، ويقول الجنرال احتياط عاموس جلبوع في معاريف: “إن هناك أربع جبهات ضد إسرائيل يوجد بينها اتصالات متبادلة: المعركة الإعلامية، المعركة القانونية، المعركة السياسية - التي وصلت ذروتها بالاعتراف الأممي بالدولة الفلسطينية-، وأخيراً، المعركة الاقتصادية، بالمقاطعة الفلسطينية للبضائع الإسرائيلية، وكذلك بالحملة الشعبية والرسمية الأوروبية لمقاطعة بضائع المستعمرات اليهودية“، ونضيف من جهتنا جبهة خامسة وهي العسكرية التي يسجل فيها الفلسطينيون انتصاراً ردعياً وسياسياً وقانونياً  كبيراً، ثم يعود جلبوع بعد نحو ستة شهور ليكتب في معاريف، الغاية البعيدة لهذه الحرب هي إسقاط إسرائيل عن خريطة دول العالم، أو على الأقل جعل دولة إسرائيل تكف عن كونها دولة يهودية ذات سيادة، والغايات المتوسطة لها اثنتان: الأولى شيطنة الدولة بواسطة العيب الذي لا ينقطع عليها، بحيث تفقد الدولة شرعيتها الدولية؛ والثانية الإفضاء إلى أن تفقد إسرائيل بالتدريج قدرتها على الدفاع عن نفسها وأن تُفرع يديها تسليماً سلفاً في مواجهة كل عدوان عنيف وتقبل إملاءات استسلام مختلفة"، ويؤكد المحلل ألوف بن في هآرتس إن الانتفاضة البيضاء الفلسطينية  تسعى إلى عزل إسرائيل دولياً، ويلحق بهم دوري غولد في إسرائيل اليوم، قائلاً: "إن المعركة في مواجهة سلب الشرعية الإسرائيلية"، ويوثق معهد رئوت في دراسة له أن الاحتجاجات ضد إسرائيل في العالم تزعج الإسرائيليين ويعتبرونها تهديداً استراتيجياً.

وبناءً على كل ذلك نعتقد أن على كافة القوى الحية في العالم أن تحشد طاقاتها باتجاه واحد: نزع الشرعية الدولية الأممية عن إسرائيل.

 

*كاتب فلسطيني