Menu

عائلات أُبيدت بالكامل في الشمال

إبادة جماعية في جباليا: الاحتلال يسوي أحياءً كاملة بالأرض ويترك جثث الأطفال والنساء تحت الركام

جباليا اليوم، وكالات

الهدف الإخبارية - فلسطين المحتلة، شمال غزة

استفاق أهالي شمالي قطاع غزة على فجر جديد مملوء بالعنف والدمار، بعد ليلة قاسية شهدت توغلاً برياً للجيش الإسرائيلي في عدة مناطق سكنية شرقي وغربي مخيم جباليا. وقد رافقت هذا التوغل غارات جوية مكثفة استهدفت منازل المدنيين والمناطق المفتوحة، مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى.

القصف الجوي والمدفعي والتوغل البري ومجازر.

على مدار ساعات الليل، شن الطيران الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب الطائرات المسيرة (التي تُعرف محليًا بـ"كواد كابتر")، سلسلة من الضربات الجوية على مناطق متفرقة في شمالي القطاع. وتركز القصف على مخيم جباليا والمناطق الفاصلة بينه وبين جباليا البلد، ما أسفر عن تدمير واسع للبنية التحتية. واستهدفت الطائرات المسيرة الصحافيين وعناصر الطواقم الطبية والدفاع المدني الذين كانوا يسعون لإنقاذ المدنيين المحاصرين تحت الأنقاض.

وقد أكدت مصادر طبية استشهاد المصور الصحافي حسن حمد خلال تغطيته لحركة النزوح الخفيفة التي شهدها مخيم جباليا، حيث استهدفته الطائرات الإسرائيلية بشكل مباشر أثناء قيامه بواجبه المهني.

في ظل القصف الجوي العنيف، توغلت قوات الاحتلال بآلياتها العسكرية في مناطق السلاطين والعامودي والتوام شمالي قطاع غزة، مستهدفة الأطراف الغربية لمخيم جباليا وأطرافه الشرقية، بما في ذلك المناطق المحيطة بمدارس الإيواء. وخلافاً للعمليات السابقة، لم تعلن دولة الاحتلال  عن بدء هذه العملية مسبقاً، مما زاد من عنصر المفاجأة والهلع بين السكان.

وفي الوقت الذي كانت فيه الطائرات تلقي منشورات تدعو السكان إلى إخلاء مناطقهم والتوجه إلى منطقة المواصي جنوب القطاع، قامت قوات الاحتلال بمحاصرة عشرات المنازل ومنعت السكان من الخروج، مما أجبرهم على البقاء تحت وابل القصف دون أي وسيلة للنجاة.

الوضع الإنساني الكارثي في الشمال

مع استمرار الهجمات، استقبلت مستشفيات غزة طوال الليل عشرات الشهداء والجرحى، من بينهم العديد من الأطفال والنساء. وكانت الطواقم الطبية تعاني من نقص حاد في الوقود والمعدات الطبية، مما صعّب عليها التعامل مع الأعداد الكبيرة من المصابين. وقد أفاد الأطباء بأن العديد من الجرحى توفوا نتيجة عدم القدرة على الوصول إليهم في الوقت المناسب.

كما شهدت المنطقة تدميراً واسعاً للمنازل والمرافق الأساسية، ما جعل الحياة في شمالي القطاع شبه مستحيلة. وتعرضت سيارات الإسعاف والمركبات التي كانت تنقل المياه للإغارة المباشرة من الطائرات الإسرائيلية، مما زاد من تعقيد الوضع الإنساني.

أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن "الفرقة 162" باشرت عملياتها للقضاء على ما وصفه بـ"البنية التحتية المسلحة" في منطقة جباليا. وأضاف أن العملية جاءت بعد ورود معلومات استخباراتية تشير إلى وجود عناصر مسلحة تعمل على إعادة بناء شبكات عسكرية. وأشار إلى أن القوات المدعومة بسلاح الجو استهدفت مستودعات أسلحة وبنى تحتية أخرى تابعة ل حركة حماس .

وفي ذات السياق، تم نشر خريطة جديدة لمناطق الإخلاء في شمال غزة، حيث دعا جيش الاحتلال الإسرائيلي السكان إلى الانتقال إلى "المنطقة الإنسانية" في المواصي جنوب القطاع. إلا أن هذا الإعلان لم يلقَ صدى بين السكان الذين عانوا من التهجير القسري وسط استمرار القصف.

تسبب القصف قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمر في استشهاد عشرة فلسطينيين على الأقل في ضربة جوية استهدفت منزلاً في بلدة جباليا البلد، بالإضافة إلى استشهاد امرأة ورجل في هجوم على شقتين سكنيتين في وسط المخيم. وفي غرب جباليا، استهدف الطيران الحربي منزلاً آخر، مما أدى إلى استشهاد عشرة فلسطينيين وإصابة العديدين منهم.