أقامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مخيم البداوي بلبنان مهرجاناً تأبينياً مهيباً تكريماً للشهيد سليمان عماد سليمان الذي استشهد خلال معركة "طوفان الأقصى" ضد الاحتلال الصهيوني.
شهد المهرجان حضوراً واسعاً من أهالي المخيمات الفلسطينية وشخصيات سياسية واجتماعية إلى جانب قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية والقوى الوطنية اللبنانية، حيث توافد الجميع للتأكيد على وحدة الصف والنضال المستمر ضد الاحتلال.
افتُتح المهرجان بتلاوة آيات من القرآن الكريم، والتي تعكس قدسية اللحظة وروح الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل تحرير الأرض.
تلا ذلك كلمة ترحيبية ألقاها نائب مسؤول المكتب الإعلامي للجبهة في لبنان، فتحي أبو علي، أكد فيها على أهمية هذا التجمع في ظل التصعيد الحالي والمواجهة المفتوحة التي تشهدها فلسطين، مشيراً إلى أن دماء الشهداء ستظل وقوداً للمقاومة حتى النصر.
كلمة الجبهة الشعبية، كانت لعضو قيادة فرع لبنان، أحمد غنومي، شدد فيها على وفاء الجبهة بالعهد للشهداء واستمرارها في الكفاح المسلح والنضال الشعبي، متوعداً بمواصلة الطريق حتى التحرير والعودة. وأشار إلى أن معركة "طوفان الأقصى" لم تكن مجرد معركة عابرة، بل تمثل نقطة تحول تاريخية في مسار الصراع، حيث أظهرت استعداد الشعب الفلسطيني للبذل والتضحية وتحدي الاحتلال بمختلف الوسائل. وأكد أن المقاومة الفلسطينية بكل أطيافها ستظل متحدة في مواجهة العدو، مشدداً على أن الجبهة ستستمر في تبني خط المقاومة الشاملة.
كما ألقى عم الشهيد سليمان كلمة مؤثرة باسم عائلة الشهيد، عبّر فيها عن فخر العائلة واعتزازها بتضحية ابنهم، مؤكداً أن دماء سليمان ستظل شعلة نور توجه الأجيال القادمة نحو النضال والتحرر. وأضاف أن العائلة تعتبر أن استشهاد سليمان هو تضحية غالية لكنها تستحق إذا كانت في سبيل القضية الفلسطينية، موجهاً شكراً لكل من وقف إلى جانبهم في هذا الوقت الصعب.
بدوره، تحدث الشيخ خالد خليلي عن الشهداء ومكانتهم في الإسلام، حيث استعرض الآيات والأحاديث التي تكرّم الشهداء وتبشرهم بالجنة، مشيراً إلى أن الشهداء هم شرف الأمة وحماتها، وأن واجب الجميع هو دعم المقاومة حتى تتحقق أهدافها في تحرير الأرض والإنسان. وأكد أن الجهاد والمقاومة هما السبيل الوحيد لتحقيق النصر، وأن تضحية الشهيد سليمان تذكر الجميع بواجباتهم تجاه القضية الفلسطينية.
ثم ألقى مدير نادي النضال الفلسطيني الحاج ناصر رميح، كلمة عبر فيها عن تقديره لدور الشهيد في النضال من أجل فلسطين، مشيراً إلى أن الشهداء هم الذين يرسمون طريق الحرية ويعززون التضامن بين أبناء الشعب الفلسطيني ولبنان في مواجهة الاحتلال. وأكد أن دماء الشهداء الفلسطينيين ستظل عزيزة في ذاكرة كل لبناني يدعم القضية.
في ختام المهرجان، دعا الحضور للشهداء وأكدوا على عهدهم بمواصلة الكفاح حتى تحقيق التحرير الكامل، ثم استقبلت قيادة الجبهة وأهل الشهيد المعزين، حيث توافد الجميع لتقديم واجب العزاء والتأكيد على وحدة الصف والمصير المشترك.
