أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن سلطات الاحتلال واصلت خلال الشهر الماضي عمليات الاعتقال بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة و القدس المحتلتين، تزامنًا مع استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة، حيث رصد المركز (440) حالة اعتقال خلال شهر تشرين ثان/ نوفمبر.
وأوضح مركز فلسطين أن إجمالي حالات الاعتقال التي نفذتها سلطات الاحتلال بعد السابع من أكتوبر وحتى نهاية نوفمبر في الضفة الغربية والقدس وصلت إلى أكثر من (11 ألف و900) حالة اعتقال، طالت (435) امرأة وفتاة، وحوالي (780) طفل و(132) صحفيًا، وآلاف من الأسرى المحررين، وعدد من نواب المجلس التشريعي، بينما اعتقلت قوات الاحتلال خلال نوفمبر الماضي (440) مواطنًا بينهم (11) سيدة و(26) قاصرًا، وارتقى 6 أسرى في سجون الاحتلال منهم خمسة من غزة.
اعتقال النساء والأطفال..
وبيَّن مركز فلسطين أن الاحتلال واصل الشهر الماضي من استهداف الأطفال والنساء بالاعتقال حيث وصلت حالات الاعتقال بين القاصرين (26) حالة، فيما حكم الاحتلال على الطفل جعفر مطور (16 عامًا) من مخيم شعفاط بالسجن الفعلي لمدة (12 عامًا) بتهمه طعن مستوطن، وحكم على الطفل أيهم السلايمة (14 عامًا) من سلوان بالقدس بالسجن لمدة عام بعد عام ونصف في الحبس المنزلي.
بينما وصلت حالات الاعتقال بين النساء خلال نوفمبر (11) حالة بينهم العاملة في الصليب الأحمر "مارغريت الراعي" من قلقيلية على حاجز عين سينيا شمال رام الله وتم تحويلها إلى الاعتقال الإداري لمدة 6 شهور، كذلك المعلمة "اسراء العبوشي" من جنين، واعتقلت خريجة جامعة بيرزيت الفتاة " لانا فوالحة " من بلدة سنجل بعد توقيفها على حاجز عين سينيا شمال رام الله، كما اعتقلت الطالبة في جامعة القدس المفتوحة "سندس نبيل" 20 عامًا من بلده المزرعة الغربية شمال رام الله ، واعتقلت الفتاة "آلاء صقر العاروري" ابنه الاسيرة "فاطمة الريماوي" على أبواب المسجد الأقصى ، كذلك اعتقلت والده منفذ عملية دوميم من قلقيلية.
استشهاد 6 أسرى..
وكشف مركز فلسطين أن عدد شهداء الحركة الأسيرة ارتفع خلال نوفمبر الماضي إلى (47) أسير شهيد منذ السابع من أكتوبر2023 منهم (29) من غزة معلومة أسمائهم بارتقاء 6 شهداء داخل سجون الاحتلال منهم خمسة من قطاع غزة مما يرفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 إلى (284) شهيد.
وبيَّن مركز فلسطين أن الشهداء هم أب ونجله من محافظة خان يونس جنوب القطاع حيث ارتقى "منير عبد الله الفقعاوي" 42 عامًا، ونجله "ياسين الفقعاوي" 18 عامًا بسبب التعذيب، كذلك ارتقى الأسير "أنور شعبان سليم" 44 عامًا من غزة بسبب التعذيب، حيث كان اعتقل في ديسمبر من العام الماضي، وتعرض لتعذيب شديد وارتقى خلال نقله من سجن النقب إلى مستشفى سوروكا بعد تدهور كبير طرأ على وضعه الصحي.
بينما ارتقى الأسيران "محمد عبد الرحمن ادريس" 35 عامًا، ولم يكن يعاني قبل الاعتقال من أي أمراض واعتقل فى أغسطس الماضي وتعرض لتعذيب شديد أدى إلى وفاته، والأسير "معاذ خالد ريان" 31 عامًا كان يعاني من شلل نصفي ورغم ذلك تم اعتقاله وتعريضه للتعذيب الأمر الذي أدى إلى وفاته.
كذلك استشهد الأسير "سميح سليمان عليوى" 61 عامًا من نابلس وهو معتقل إداري منذ أكتوبر العام الماضي وكان يعانى قبل اعتقاله من عدة مشاكل صحية، وخضع لعدة عمليات جراحية وتم استئصال جزء من أمعائه نتيجة معاناته من ورم حميد، وكان مقررًا له عملية في ديسمبر 2023 ولكن الاعتقال حال دون أجرائها وكان يقبع في سجن النقب ثم نقل إلى عيادة سجن الرملة، ثم إلى مستشفى اساف هاروفيه بعد تدهور على وضعه الصحي واستشهد هناك، هو أسير سابق كان أمضى أكثر من 10 سنوات في سجون الاحتلال وهو أب لتسعة أبناء، وحسب شهاده زملائه الأسرى تعرض لجريمة قتل ممنهجة بالإهمال الطبي، حيث كانوا يخرجونه إلى العيادة مقيد ويتم التنكيل به وفقد من وزنه 40 كيلو ولم يعد قادرًا على الأكل، ولم يتلقى أي علاج من الاحتلال منذ اعتقاله.
الأوامر الإدارية..
وأشار مركز فلسطين إلى أن سلطات الاحتلال واصلت خلال شهر نوفمبر من جريمة الاعتقال الإداري بحق الأسرى الفلسطينيين حيث أصدرت ما يقارب من (700) قرار إداري ما بين جديد وتجديد دون أي تهمه، أحدها قرار تجديد للأسير المريض بالسرطان "محمد زايد خضيرات" من الخليل لمدة 6 شهور إضافية.
وبلغت عدد الأوامر الإدارية التي استهدفت النساء (8) قرارات وأفرج الاحتلال خلال الأسابيع الماضية عن عدد من الأسيرات الإداريات بعد انتهاء محكومياتهم، حيث وصل عدد الإداريات إلى (27) أسيرة، بينما بلغ عدد القاصرين المعتقلين إدريًا حوالي (100 طفلًا) وتجاوز عدد الأسرى الإداريين في سجون الاحتلال (3500) معتقل.
إجراءات تنكيل..
وأكد مركز فلسطين أن إدارة سجون الاحتلال صعَّدت خلال الشهر الماضي من إجراءات التنكيل والتضييق على الأسرى والأسيرات حيث أقدمت على اقتحام غرف الأسيرات بشكل همجي ورش الغاز بداخلها وتحطيم محتوياتها وتخريب أغراضهن مما أدى لإصابة بعض الأسيرات بضيق التنفس، وصادرت العديد من ممتلكات الأسيرات الخاصة، كذلك أقدمت إدارة سجون الاحتلال على تنفيذ حملة نقل واسعة في أقسام الأشبال ونقلت العشرات منهم بشكل تعسفي من سجن مجدو إلى الدامون.
كما رفض الاحتلال إنهاء عزل الأسيرة النائبة خالدة جرار والمستمر منذ حوالي 5 شهور، حيث تقبع في العزل الانفرادي بسجن "نتفى ترتسيا" بالرملة في ظروف قاهرة وصعبة فى زنزانة صغيرة أصابتها بضيق فى التنفس ويقدم لها طعام رديء بكميات قليلة ويحرمها الاحتلال من كافة احتياجاتها الأساسية، وهي معتقلة إداريًا منذ عام.
كما واصل الاحتلال سياسة التنكيل بالأسرى في كافة السجون، وحرمانهم من الزيارات ورفض الملبس وأغطيه شتوية لهم مما ضاعف من معاناتهم، وتقنين كميات الأكل استمرارًا لسياسة التجويع التي أقرها المجرم "بن غفير" ضد الأسرى، كذلك استمر الاحتلال في سياسة الإهمال الطبي وخاصة للأسرى المصابين بمرض الجرب وعددهم بالمئات مما فاقم من معاناتهم.
معتقلي غزة..
وأكد مركز فلسطين أن الاحتلال واصل خلال الشهر الماضي حرب الإبادة على قطاع غزة بكافة أشكالها بما فيها جريمة الاعتقال حيث اعتقلت قوات الاحتلال ما يزيد عن (200) مواطن من شمال القطاع خلال العملية العسكرية المستمرة منذ أكثر من شهرين وتحديدًا في مدينة جباليا ومشروع بيت لاهيا بعد إجبار المدنيين على إخلاء مدارس الإيواء واخضعهم للتفتيش عبر حواجز عسكرية واعتقل العشرات منهم وتم نقلهم للتحقيق بينهم الصحفي توفيق السيد سليم.
فيما أفرج الاحتلال خلال نوفمبر عن (87) أسيرًا من قطاع غزة على عدة دفعات بعد شهور على اعتقالهم في ظروف قاسية، وتم نقلهم إلى المستشفيات نظرًا لمعاناتهم من تدهور كبير على أوضاعهم الصحية نتيجة التعذيب والتنكيل الذي تعرضوا له خلال فترة الاعتقال.
وأقدم الاحتلال على ارتكاب جريمة جديدة بإعدام ثلاثة أسرى من غزة تم اعتقالهم خلال العملية العسكرية في جباليا، وإطلاق سراحهم بعد أسابيع من الاعتقال والتحقيق في منطقة السودان ية شمال غرب غزة وحين سارو غربًا لعدة أمتار للبحث عن منطقة أمنة تم إطلاق النار عليهم في جريمة إعدام واضحة وهم حمزة محمد الحتو، والحاج على معروف، والحاج نادى معروف.
وحذر مركز فلسطين من إقدام الاحتلال على إعدام عدد أخر من أسرى غزة سواء من خلال التحقيق المميت باستخدام أساليب التعذيب المحرمة دوليًا لانتزاع المعلومات منهم بالقوة، أو إطلاق النار عليهم مباشرة بغرض القتل العمد كما جرى مع المئات من الشهداء، علمًا أن 29 أسيرًا من غزة ارتقوا داخل سجون الاحتلال وهم من عرفت أسمائهم جراء التعذيب والتجويع والتنكيل والإهمال الطبي، بينما هناك العشرات ممن لم يفصح الاحتلال عن هوياتهم حتى الأن.
وأشار مركز فلسطين إلى أن الاحتلال يحتجز أسرى غزة في عدة سجون أبرزها النقب وعوفر، إضافة الى معتقل سيديه تيمان، تحت مسمى "مقاتلين غير شرعيين".
بينما يواصل جريمة الإخفاء القسري بحقهم، حيث لا يعرف عددهم بالتحديد.
وطالب مركز فلسطين المؤسسات الدولية بضرورة التدخل العاجل وتحمل مسئولياتها تجاه ما يجرى من جرائم واضحة ومباشرة بحق المعتقلين من غزة، والأسرى بشكل عام، والتي تعرض حياة الأسرى للخطر، حيث تشهد السجون حرب حقيقية على الاسرى بالتعذيب والتجويع ومنع الزيارات والحرمان من كافة الحقوق والامتيازات.
جدير بالذكر أن أعداد الأسرى في سجون الاحتلال بلغت حتى نهاية نوفمبر 10 ألاف و300 أسير من بينهم 88 أسيرة معلومة هوياتهم في سجن الدامون منهم 4 أسيرات من غزة و280 قاصر و3450 أسير إدارى.