Menu

ممثلها السابق في تونس..

الجبهة الشعبية تنعى رفيقها القائد والمناضل العروبي إسماعيل عبد السميع الجنيدي "أبو أمل"

الهدف الإخبارية

أصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، صباح اليوم الخميس، بياناً صحافياً، وصل بوابة الهدف الإخبارية نسخة عنه، وجاء فيه ما يلي:

تنعى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين باسم أمينها العام ونائبه وأعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية وكافة أعضائها وأنصارها في الوطن والشتات إلى جماهير شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية رفيقها القائد والمناضل العروبي إسماعيل عبد السميع إسماعيل الجنيدي "أبو أمل" (72 عاماً) ممثلها السابق في تونس، الذي تَرجّل أمس بعد صراعٍ مع المرض، وبعد أن أفنى عمره مدافعاً عن القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا وأمتنا العربية، مؤمناً بالمقاومة طريقاً وحيدًا للتحرير، ومتشبثاً بالمبادئ التي عاش وناضل من أجلها حتى آخر لحظاته.

السيرة النضالية للرفيق الراحل

- مواليد مدينة الخليل بتاريخ 26 أبريل 1952، في بيئة وطنية مقاومة أنجبت العديد من المناضلين الذين كان لهم دور بارز في النضال الفلسطيني ضد الاحتلال.

- تَشبَع منذ صباه بقيم النضال، فانخرط في العمل الوطني، متأثراً بمناخ المقاومة في مدينته، حيث التحق بصفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1970، ليبدأ مسيرة كفاح طويلة لم يحد عنها يوماً.

- سافر إلى تونس لمواصلة دراسته في كلية الحقوق، حيث لم يكن طلبه للعلم منفصلاً عن النضال السياسي، فكان من النشطاء البارزين في صفوف الاتحاد العام لطلبة فلسطين - فرع تونس، حيث أسهم في تنظيم الطلبة الفلسطينيين هناك وتعزيز دورهم في خدمة القضية الفلسطينية، وجعل من الساحة الطلابية منبراً للوعي والمقاومة.

- في عام 1978، أوكلت إليه مهام قيادية في فرع الجبهة بسوريا، حيث نشط بين صفوف اللاجئين في مخيم جرمانا، وعمل على تعزيز دور الجبهة في أوساطهم، قبل أن يعود مجدداً إلى تونس عام 1980 ليواصل نضاله السياسي والتنظيمي، متحملاً مسؤولية تمثيل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في تونس لعقودٍ طويلة، حتى عام 2022، حيث كان منبراً حراً وجريئاً للصوت الفلسطيني الثائر والمقاوم.

- كان الرفيق "أبو أمل" نموذجاً للمناضل الملتزم بقضايا شعبه وأمته، صلباً في مواقفه، لا يساوم ولا يتنازل.

- آمن إيماناً عميقاً بالكفاح المسلح والمقاومة الشعبية كخيارٍ استراتيجي للتحرير، وكان يؤكد دوماً "علاقتنا الحقيقية والعميقة هي مع الشعوب العربية، لا مع الأنظمة.".

- شدد في أكثر من مناسبة على ضرورة وحدة الصف الوطني الفلسطيني، معتبراً أن الفصائل الفلسطينية يجب أن تخضع لإرادة الشعب الفلسطيني، الذي أثبت تفوقه ووحدته رغم كل محاولات التقسيم والتفتيت، داعياً إلى ضرورة توحيد المقاومة وتشكيل قيادة وطنية موحدة للانتفاضة.

- كان من أبرز المدافعين عن قضايا الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، حيث خاض في أغسطس 2016 إضراباً رمزياً تضامنياً مع الأسرى، إلى جانب رفاقه في الجبهة الشعبية التونسية، مؤكداً أن "الإضراب التضامني يعزز معنويات الرفاق داخل السجون في معركة كسر القيد، ويؤكد أن الأسرى ليسوا وحدهم في هذه المواجهة".

- كان من أشد مناهضي التطبيع، حيث اعتبر أن القوى الرجعية العربية تآمرت على القضية الفلسطينية منذ الحرب العالمية الأولى، وليس فقط منذ نكبة عام 1948، وكان يرى أن معركة التحرير يجب أن تشمل مواجهة الصهيونية والإمبريالية في المنطقة العربية كلها، لا في فلسطين وحدها.

- عاش الرفيق "أبو أمل" في تونس عقوداً طويلة، حيث أقام فيها علاقات وتحالفات كثيرة، وتشرّب ثقافتها ولهجتها وعاداتها، وعاش تفاصيلها كما لو كانت مسقط رأسه، ولم تكن فقط تونس محطة نضالية بالنسبة له، بل كانت وطناً ثانياً، أحبها واحتضنته.

- كان يمارس مهنة المحاماة إلى جانب عمله السياسي، وخاض فيها معارك قانونية شرسة، وحمل ملفات وقضايا شائكة، مؤكداً أن العدالة ليست مجرد شعارات، بل معركة يومية يجب خوضها بشجاعة وثبات".

- صاحب موقف لا يلين، ومناضلًا حتى النفس الأخير. يروي رفاقه عنه أنه حين زار قصر قرطاج الرئاسي ضمن وفد الجبهة الشعبية بعد انتصار الثورة التونسية، تأخر عن الموعد المحدد، وكادت الزيارة تُلغى، والسبب؟ دخل من الباب المخصص للعاملين في القصر، وحين سُئل عن السبب في عدم دخوله من باب كبار الزوار، أجاب بكل عنفوان: "لن أدخل من نفس الباب الذي دخل منه قادة الإمبريالية وزعماء الرجعية والملوك الخونة"

- بهذه الروح الحرة، عاش رفيقنا الكبير، وبها رحل. كان مناضلاً لا يعرف المساومات، صلباً في الحق، عاشقاً للخليل ولوطنه، يحمل في قلبه قصص البطولة والمقاومة، وظل صامداً في وجه الغربة، يحمل هموم شعبه في قلبه حتى اللحظة الأخيرة.

رحل "أبو أمل" في لحظاتٍ مفصلية وخطيرة، لكنه ترك إرثاً نضالياً سيبقى منارة للأجيال القادمة، مؤمناً حتى آخر أنفاسه بأن الشعب الفلسطيني، الذي قاد النضالات تلو النضالات منذ وعد بلفور، سينتصر على الكيان الصهيوني.

تتقدم الجبهة الشعبية بأحر التعازي إلى عائلته الكريمة ورفاقه وأصدقائه، وكل من عرفه وعاشره وناضل إلى جانبه، وتؤكد أن ذكراه ستبقى حيّة في قلوبنا، وسيبقى نضاله نبراساً يهتدي به كل من سار على درب التحرير والعودة.

المجد والخلود لروح الرفيق المناضل أبو أمل والنصر لشعبنا ولأمتنا العربية

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

27-فبراير/شباط-2025