يُوافق اليوم (28 شباط/ فبراير) ذكرى استشهاد الرفيق الفدائي معتز وشحة (25 عامًا)، أحد مقاتلي كتائب الشهيد أبو علي مصطفى ، من بلدة بيرزيت في رام الله وسط الضفة الغربيّة المحتلّة، وذلك في العام 2014.
واستُشهد وشحة بعد خوضه معركةٍ بطوليّةٍ ضدّ القوّات الخاصّة الصهيونيّة، التي حاصرت منزله في ساعاتٍ مبكرةٍ من صباح يوم الخميس، عام 2014، وأصيب بعدها بالرصاص، ثم طالبته قوات الاحتلال بتسليم نفسه، إلّا أنّه رفض، إلى أن تم تدمير المنزل فوقه واستُشهد.
وقال الشهيد معتز وشحة بعد إصابته ومطالبته بتسلم نفسه آنذاك: "لن أسلّم نفسي لهؤلاء الأنذال".
واستمر الشهيد وشحة في الاشتباك لنحو 10 ساعات، وبعد أن يئست قوات الاحتلال من عزيمته وإمكانية تسليم نفسه، قصفت المنزل بالقذائف واستهدفته بالرشاشات الثقيلة بشكلٍ عنيف، ما أدى إلى استشهاده، وتدمير المنزل كاملًا فوقه.
وفي التفاصيل كما ترويها والدة معتز، التي كانت أقوى ممن حضر لمواساتها وقت استشهاده: "كان قراره بأن لا يسلّم نفسه لهم... قال لن أسلّم نفسي للأنذال... قرر أن يستشهد فهنيئًا له بها".
وقالت الوالدة: "اقتحموا المنزل الساعة السادسة فجرًا، وعبر مكبرات الصوت طلبوا منّا جميعًا أن نخرج من المنزل، وحينما خرجنا اكتشفنا أنهم كانوا قد هدموا الطابق الأوّل من المنزل وحرقوا الشقة القريبة علينا، وما أن خرجنا حتى قيدوا أبنائي جميعًا وطلبوا منّا أن نسلّم معتز".
وتابعت: "قلنا لهم إننا لا نعرف أن معتز في البيت أم أنه خرج حينما خرجنا جميعًا، الضابط أصرّ أنّ لديه معلومات بأنّه لا يزال في البيت. طلب مني أن أطلب منه الخروج، بالفعل صرخت بأعلى صوته "هي يا معتز أطلع يما" إلّا أنّه لم يخرج".
واتهمت قوات الاحتلال الشهيد معتز، في ذلك الوقت، بأنّه يقف وراء سلسلة من عمليات إطلاق النار على قوات الاحتلال على الحواجز وعلى الطريق الواصل ما بين نابلس ورام الله.
وكان معتز قد اعتقل أكثر من مرة، بتهم مختلفة كان عنوانها "مقاومة الاحتلال". وأكثر من ذلك كان معتز من الشباب الناشط في المقاومة الشعبيّة، فكان يتواجد كل أسبوع في المسيرات المناهضة للجدار ومصادرة الأراضي لصالح الاستيطان في مناطق التماس.
ومعتز هو الابن الخامس للعائلة، التي عدّت أنّ الاحتلال ومنذ البداية كان يقصد قتل معتز، كما يقول شقيقه رامز: "طلبنا منهم أن ندخل ونخرجه معنا ولم يوافق الجنود، ولما كنّا نقول لهم كل هذه القوات لاعتقال معتز؟ كانوا يضحكون".
وخلّف الاحتلال ورائه بيت مهدّم من ثلاث طبقات ومحروق بالكامل، إلّا أن الوالدة لم تكترث بتعب سنوات عمرها في بناء المنزل لأبنائها، ومن ضمنه شقة معتز الذي كان ينهي بنائها استعدادًا للزواج من فتاه أحبها من مدينة القدس .
تقول الوالدة: "حرقوا البيت وهدموه... لا يهمنا سنبني غيره... البنا بتعوض ولكن مات اللي ما بتعوض ... الله يرحمه هو أختار أن يُزف شهيدًا وأنا أحترم قراره ولن أحزن عليه، وسأنظر كل يوم إلى صورته وأقول الله يرضى عليك يمّا".