Menu

حرفيا

ماذا كتبت يافا وسهى جرار في رسالتهما لأمهما خالدة؟!

خالدة جرار

الهدف_الضفة المحتلة_خاص:

أمي خالدة، رصيدك هم جماهيرك فقط

أمي خالدة؛

ودعناك قبل بضعة شهور، تغربنا عنك، آملين العودة إليك بعلم يسندنا لنكمل مسيرتك النضالية الوطنية والنسوية. تألمنا للفراق، وببحة حزن قلنا لك "ديري بالك على حالك وعلى صحتك، كلي منيح وتنسيش تاخدي الدوا".

وردنا خبر اعتقالك، فعادت إلينا ذاكرة دفناها منذ سنوات، ذاكرة اقتحام منزلنا ونحن أطفال، اعتقال أبي غسان، أمر إبعاده، أمر إبعادك وتفتيش جنود الاحتلال المنزل بعنف وبربرية. عادت إلينا كل هذه الصور التي حفرت في ذاكرتنا لسنوات.

أمي الغالية، رغم مشاعر الألم والقلق والغضب والحزن، فخرنا بك وزادت قوتنا التي طالما استمديناها منك ومن أبي. إن صورتك فينا ولو في الأسر تزيدنا قوة، فقد كنت أنت وأبي دائماً عنواناً للصمود, وإننا نخشى أن نضعف الآن وإنت في أمس الحاجة لقوتنا. لقد بدأنا بحملة عالمية لدعمك، حشدنا آلاف البرلمانين والناشطين من مختلف أنحاء العالم للضغط لإطلاق سراحك، وتواصلنا مع كافة الجهات التي استنكرت اعتقالك واعتقال باقي الأسرى السياسيين الفلسطينين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

يوجه لنا الناس والإعلام أسئلة كثيرة.  إلا أن السؤال الأكثر ألما وحرقه والذي جعلنا نشعر بالاستياء والخجل والخيبة كان عن غياب موقف مؤسستي الرئاسة الفلسطينية ومجلس الوزراء من هذا الانتهاك. فبماذا نجيب؟ إننا لا نسألهم أين موقفهم من اعتقال والدتنا، ولكننا نسألهم كمواطنات فلسطينيات عن موقفكم الغائب من انتهاك حق برلمانية منتخبة من شعبهم  ومناضلة قدمت كل ما تملك للقضية التي من المفترض أنها أيضاً قضيتهم. وهنا لا نقصد تصريحاً شخصياً هنا ورداً على سؤال صحفي هناك. وإنما المقصود هو موقف رسمي لهذه المؤستات بصفتها تعتلي قمة الهرم السياسي الفلسطيني.

هذه الرسالة ليست بهدف الاستغاثة أو المناشدة لنصرة هذه القضية وإنصاف أولئك الذين كرسوا حياتهم لها. إلا أننا نسألكم عن موقفكم وواجبكم الوطني والشعبي. أليس هذا جزءاً من واجبكم الوطني تجاه شعبكم الذي يقدم يومياً من أبناءه فداءً للقضية. أين أنتم؟ ولماذا نراكم حاضرين لإدانة اختطاف جنود صهاينة مستوطنين؟ وغائبين عند اختطاف ممثلين شرعيين  ومنتخبين للشعب الفلسطيني؟

إننا نتساءل بحرقه, هل يعقل أن يهب الرسميون والسياسيون والناشطون في العالم لنصرة نائب مجلس تشريعي فلسطيني منتخب, في الوقت الذي يستنكف فيه أصحاب البيت عن رفع صوتهم حتى ولو في بيان؟ وهل يعقل أن تصبح مهمة التصدي لانتهاكات الاحتلال بحق شعبنا وممثلينا مهمة عائلية والسلطة الرسمية في سبات؟

 

الحرية لأمنا ولكافة أسرانا البواسل في سجون الاحتلال

وحتماً سننتصر

يافا وسهى جرار