نظم المنتدى الديمقراطي للخريجين في قطاع غزة اليوم، اعتصاماً حاشداً للخريجين قبالة مقر مجلس الوزراء الفلسطيني بمدينة غزة، بالتزامن مع الاجتماع الأسبوعي المنعقد بمدينة رام الله، للمطالبة بتوفير فرص عمل للخريجين العاطلين.
وألقى مسؤول المكتب التنفيذي للمنتدى خالد الصعيدي، مذكرة وجهت لمجلس الوزراء عبر وزير العمل د. مأمون أبو شهلا، شدد فيها على ضرورة التحرك لتفعيل عمل قرارات مجلس الوزراء فيما يتعلق بتوفير فرص عمل للخريجين في قطاع غزة، مُعرباً عن أمله في أن تتحمل حكومة التوافق الوطني مسؤولياتها أمام عشرات الآلاف من الخريجين العاطلين عن العمل، في ظل الظروف المأساوية التي يمرون بها والتي تتفاقم يومياً، حتى بات من الصعب السيطرة عليها، لدرجة ان أصبح فكر الشباب من الخريجين ينحصر في الهجرة للخارج بحثاً عن فرصة عمل لبناء مستقبلهم.
وأضح الصعيدي أن الجميع أن يدرك حجم المشكلة والأرقام القياسية التي وصلت إليها البطالة، مُجدداً الـتأكيد على دور منتدى الخريجين وسعيه في العمل على الدفاع عن حقوق الخريجين ومطالبهم العادلة، والتي تتلخص بتوفير فرص عمل لهم وفق رؤية وطنية شاملة، داعياً الحكومة لفتح باب التوظيف أمامهم والمغلقة منذ العام 2007، بما يكفل الحياة الكريمة واللائقة ويحترم الكرامة الإنسانية للخريجين وعائلاتهم.
كما وأشار الصعيدي "لم تلاحظ فعلياً أية توجهات عملية على صعيد الدور الحكومي لمعالجة مشكلة البطالة"، مطالباً بضرورة العمل على وضع خطة فعالة لتشغيل الخريجين العاطلين عن العمل وتوفير برنامج طوارئ لاستيعاب آلاف الخريجين على بند العمل المؤقت ليكون برنامجاً مُستمراً ومتواصلاً، داعياً وزارة العمل للإسراع في تفعيل الصندوق الفلسطيني للتشغيل والحماية الاجتماعية في قطاع غزة، وفتح آفاق المشاريع الصغيرة والمتوسطة للخريجين، وتوفير المنح المالية والقروض الحسنة الميسرة التي تمكن الخريجين من عمل مشاريع مدرة للدخل خاصة بهم.
كما شدد على ضرورة الإسراع والعمل على توفير بيئة للعمل عن بعد بما يساهم في تشغيل آلاف الخريجين العاطلين عن العمل، وتشكيل لجنة وزارية بمشاركة الخريجين لمتابعة قضايا الخريجين والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لمشكلاتهم، وإشراك الخريجين في وضع الخطط والبرامج الخاصة بهم، متوجهاً للحكومة بأن تعمل علي التعاون مع الأونروا ومؤسسات المجتمع المدني للتنسيق، وتوفير الإمكانيات اللازمة لحل ومعالجة قضايا الخريجين في قطاع غزة.
بدوره تحدث عضو المكتب التنفيذي ومسؤول الخريجين في جنوب قطاع غزة تامر أبو دقة، عن عدد الخريجين في فلسطين والتي بلغت حسب تعريف منظمة العمل الدولية (357.300) شخص بواقع (201.900) في قطاع غزة و (155.400) في الضفة المحتلة، موضحاً أن بطالة الخريجين، باتت تشكل كابوساً في الاقتصاد الفلسطيني، حيث تشير التقارير الواردة من قطاع غزة، أن هناك ارتفاعاً كبيراً وحاداً لأعداد الخريجين العاطلين عن العمل في غزة، وبلوغهم لنسب كبيرة تعتبر الأعلى عالمياً وفقا لتقارير دولية.
كما وبين أبو دقة مدى خطورة أعداد الخريجين الفلسطينيين، والتي صدرت على لسان الناطق الرسمي بوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين عدنان ابو حسنة، خلال ندوة حوارية في غزة أكد فيها الوكالة استقبلت (231) ألف طلب عمل من لاجئين فلسطينيين في القطاع.
وقال أبو دقة، أن من بين هؤلاء المتقدمين لفرص عمل (56) ألفا يحملون شهادة البكالوريوس و(30) ألف يحملون شهادة الدبلوم و(256) يحملون شهادة الماجستير والعشرات من حملة شهادات الدكتوراه، موضحاً أن القطاع بات يقترب من كارثة حقيقية بحلول عام (2020) بعد تأكيد العديد من الخبراء لدى الوكالة جراء الارتفاع القياسي في معدلات البطالة والفقر لدى سكان القطاع وخاصة الخريجين.
يشار أن إجمالي عدد الخريجين في كافة الجامعات الفلسطينية بقطاع غزة سنوياً يبلغ (20) ألف يعمل منهم 12% في حين يتعطل منهم 88%.
جدير بالذكر أن الاعتصام يأتي ضمن سلسلة من النشاطات والدورات التي نظمها المنتدى الديمقراطي للخريجين خلال الشهور الماضية لإبراز قضايا الخريجين في قطاع غزة، وشارك في الاعتصام المئات من الخريجين والخريجات ومؤسسات مختصة بالدفاع عن حقوق الخريجين الذين تجاوزت أعدادهم عشرات الآلاف في مختلف أنحاء القطاع.
