Menu

تحذيرات من "انتفاضة شعبية" على الاتحاد الأوروبي والمزيد من عدم الاستقرار بسبب أزمة اللاجئين

أزمة اللاجئين

قال الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البريطاني "أم. أي 6" ريتشارد ديرلوف "إنه إذا عجزت أوروبا عن إظهار قدرتها في السيطرة على أزمة اللاجئين، فإن الاتحاد الأوروبي سيجد نفسه تحت رحمة انتفاضة شعبوية، هي في الأساس بدأت تتصاعد."

جاءت تصريحات المسؤول البريطاني السابق اثناء حديثه لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي. وأضاف ريتشارد أن عدد المهاجرين القادمين حاليا إلى أوروبا يمكن أن يصل إلى الملايين في السنوات القادمة، محذرا من أن هذه الأزمة يمكنها أن تنعكس ايضا على جغرافية القارة الأوروبية وتعيد تشكيلها.

كما حذر في تصريحاته من قرار منح الأتراك حق الدخول إلى أوروبا دون تأشيرة، واصفا هذه الخطوة بأنها كوضع الزيت على النار.

وقد وصل الاتفاق التركي الأوروبي لتسوية قضية اللاجئين إلى طريق مسدود، بعد أن رفضت أنقرة طلبا أوروبيا بتغيير قانون مكافحة الإرهاب بما يتماشى مع اتفاقية حقوق الإنسان الأوروبية، قبل رفع التأشيرة على دخول الأتراك إلى أوروبا

ووصف الاستفتاء على بقاء أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على أنه من أولى مظاهر اللعبة الجيوسياسية الكبيرة.

وطالبت مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة أنجلينا جولي، قادة العالم بأن يتحدوا لعلاج أزمة اللاجئين "ولو لمرة واحدة في الجيل" محذرة بأنهم سيخاطرون بمزيد من عدم الاستقرار الذي قد يؤدي إلى لجوء المزيد من اللاجئين إلى أوروبا.

وأضافت جولي أن منظمة الأمم المتحدة نفسها، وإعلان حقوق الإنسان، كانا من بين نتائج التغير العالمي بسبب أزمة لاجئين عالمية بعد الحرب العالمية الثانية، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي يواجه حاليا لحظة مماثلة.

وقالت نجمة هوليوود في مقابلة مع بي بي سي "أعتقد أن هذه هي اللحظة التي تحدث مرة كل جيل، عندما ينبغي أن تتكاتف الأمم معا".

وأضافت أن "طريقة استجابتنا ستحدد إن كنا سنخلق عالما أكثر استقرارا، أو نواجه عقودا من عدم الاستقرار الأكثر".

وقالت جولي إن "عدم اتخاذ موقف، وعدم التنسيق الجهود، التي تعالج الأسباب الحقيقية للأزمة، سوف يؤدي إلى مزيد من النزوح، ومزيد من الأشخاص على حدود أوروبا، وفي مناطق أخرى."

وتعاني أوروبا حاليا من أكبر موجة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، فعلاوة على أفواج المهاجرين الأفارقة التقليدية، تعقد الوضع بمزيد من اللاجئين الفارين من الحروب والفقر في منطقة الشرق الأوسط، وجنوب آسيا.

وقالت الوكالة الدولية للاجئين التابعة للأمم المتحدة إن عدد الأشخاص الذين أجبروا على النزوح في أرجاء العالم من المحتمل أن "يتجاوز بمراحل" الرقم الذي سجل في عام 2015، وهو 60 مليون شخص، ومن بين هؤلاء 20 مليون لاجئ، تسببت في خروجهم الحرب في سوريا، وصراعات الأخرى.

وعبرت الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار عن معارضتها لإغلاق الحدود في وجه اللاجئين، قائلة "لو اشتعلت النيران في بيت جارك، فلن تكون آمنا إذا أغلقت أبوابك عليك، فالعزلة ليست قوة".

وكان قادة الاتحاد الأوروبي، الذين هالهم وفود مليون لاجئ ومهاجر إلى دول الاتحاد التي يبلغ سكانها 500 مليون نسمة، قد وقعوا اتفاقا مع تركيا في مارس/آذار يمنح أنقرة مزيدا من المال لإبقاء اللاجئين السوريين في أراضيها.

وأغلق الاتفاق الطريق الرئيسي الذي سلكه مليون لاجئ من بحر إيجة إلى اليونان، العام الماضي، ولكن البعض يعتقد أن ممرات جديدة سوف تتطور عبر بلغاريا، أو ألبانيا، مع استئناف نقاط العبور من ليبيا إلى إيطاليا.

وعبرت أنجلينا جولي، مبعوثة الوكالة الدولية للاجئين، عن شعورها بخيبة الأمل في بعض السياسيين، بسبب نهجهم في إشاعة الخوف، و"تقاعسهم" في أزمة اللاجئين.

وأدى هذا - بحسب ما قالت - إلى "تنافس الدول على تبني إجراءات أقسى، على أمل حماية أنفسهم، مهما كانت التكلفة، بالرغم من مسؤوليتها الدولية."