Menu

عملية مطار اللد: 44 عامًا على رحيل فدائيي الجيش الأحمر الياباني

كوزو بطل الجيش الأحمر الياباني مع مجموعة فدائيين

غزة - بوابة الهدف

في الثلاثين من أيار العام 1972 ترجل ثلاثة يابانيين من طائرة تعود لشركة الطيران الفرنسية (اير فرانس) في مطار اللد وانتظروا كما سائر المسافرين جلب حقائب سفرهم في الساعة 22.20 ليلاً،  وكان من بينهم الاسم الياباني الشهير كوزو أوكوموتو، القادم من باريس.

وعندما وصلت الحقائب لأيادي المسافرين اخرج الثلاثة اسلحتهم الأوتوماتيكية من حقائبهم وباشروا باطلاق النار في كل اتجاه وإلقاء القنابل اليدوية على أرض المطار، حيث قتل في هذه العملية ٢٦ مواطنًا مسافراً، معظمهم من الأجانب، وجرح نحو ثمانين.

أما المهاجمين الثلاثة، فقتل واحد منهم بعدما نفذت ذخيرته فيما انتحر الثاني بتفجيره قنبلة يدوية على ما يبدو، وألقي القبض على كوزو كوموتو بعد إصابته، والذي تحول في أوساط ما سمي بالثورة اليسارية العالمية إلى أكثر المناضلين و السجناء شهرة بعد أن أمضى 13عامًا في الأسر في سجون الاحتلال أمضاها بالعزل الإنفرادي بعدما حكمت عليه محكمة تابعة للاحتلال ٣ مؤبدات.

وعرف أن "كوزو" فقد خلالها ذاكرته وسلوكه السوي تحت التعذيب والعزل كما نقل عن الأسرى الذين عايشوا فترته في السجون قولهم إن صحته النفسية والعقلية تدهورت بشكل كبير، إلى درجة أنه كان يطلق أصواتًا غريبة تقليداً لطرزان.

وتم تحرير "كوزو" في صفقة تبادل"النورس" التي أبرمت في العام 1985 بين الاحتلال والجبهة الشعبية  -القيادة العامة بقيادة أحمد جبريل.

وكان "كوزو" قد قال في التحقيق معه إنه من الجيش الاحمر الياباني وأن العملية تمت في إطار ما عرف بالثورة العالمية ضد الصهيونية والإمبريالية العالمية، وتمت في إطار التعاون و تخطيط الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة الدكتور جورج حبش .

ولا تزال شخصيات اليابانيين الثلاثة مثيرة للفضول فيما المعلومات عنهم قليلة جداً، وكل ما عرف عنهم هو أنهم أعضاء في الجيش الأحمر الياباني، تدربوا في لبنان على تنفيذ العملية وأنهم كانوا طلاباً جامعيين، أحدهم درس التصميم المعماري والثاني هندسة الكهرباء ودرس "كوزو" علم النبات.

كوزو: لم يكن من مناص إلا فتح النار لكني أصلي للضحايا...

بعد تحرره من الأسر انتقل كوزو إلى ليبيا  وخضع للعلاجات، وأقر معالجوه إنه فقد ذاكرته وقدرته على التواصل مع محيطه ويردد فقط كلمات ذات صلة بالعملية، وبعد مكوثه فترة قصيرة في ليبيا انتقل إلى سوريا وبواسطة بطاقات مزيفة انتقل مع رفاق من منظمة الجيش الأحمر إلى لبنان، وفي 15 شباط عام 1997 اعتقل مع أربعة نشطاء من التنظيم في لبنان بتهمة استخدام بطاقات مزورة، وبعد فترة قصيرة صدر حكم عليهم بالسجن مدة ثلاث سنوات. بعد انتهاء محكومياتهم تم طرد رفاقه إلى اليابان حيث خضعوا للمحاكمة هناك بتهمة الإرهاب الدولي باستثناء "كوزو"، الذي حظي باللجوء السياسي في لبنان بسبب مشاركته بالمقاومة ضد الاحتلال "الإسرائيلي" وتعذيبه على أيادي الاحتلال.

وفي العام 2003 وفي مقابلة صحافية لوسيلة إعلام يابانية قال إنه توقع  بأن يقتل خلال العملية في مطار اللد أو أن يتم اعدامه في حال نجا من العملية. ورداً على سؤال إذا كان نادمًا على تنفيذ العملية، أجاب في حينه:"لم يكن أمامي في حينه من مناص إلا وأن افتح النار في سبيل الكفاح المسلح. الآن ليس أمامي إلا أن أصلي من أجل الضحايا". كما اكد انه يعيش في بيروت حياة هادئة مع أنصار يابانيين.