يُبدعون باستعراضٍ و أداءٍ يكاد يُنسيك أنّهم عاجزون، يُراقصون بجسدهم الصغير أنغاماً لا يسمعونها، وسط هالة كبيرة من الأمل تحفُهم.
مجموعة من الأطفال من ذوي الإعاقة السمعيّة والحركيّة والشلل الدّماغي، يراقبون مُدرّبهم وهو يقوم بحركاتٍ استعراضيّة، ليُقلّدوه بإتقانٍ مُحكم، و أداءٍ احترافيّ، يتكامل مع إيقاع الموسيقى، لتجدَ نفسك تستمتع بدراما من نوعٍ آخر.
وعلى خلفية موسيقيّة يُحدثّنا، مُدرّب الأطفال، محمّد عبيد: "إن ما يُميّز هؤلاء الأطفال، هو قدرتهم على مخاطبة كافة شعوب العالم، من خلال اللّوحة الفنية التي يقدّمونها في 10 دقائق، دون الاصطدام بحاجز اللغة المنطوقة".
ويقول مُدرب الفنون الأدائية، وهو من يُشرف على تدريب الفنانين الصغار: "أستخدم خلال تدريب أطفالي، 3 أساليب في العمل الفنّي، وهي: الاستعراض الصامت، و الاستعراض التعبيري، بالإضافة إلى الدراما الحركية".
وعن الفكرة ككل، يقول عبيد أنّها تُنفّذ لأول مرة في قطاع غزّة، بتقنيّة العمل مع مجموعة أطفال لديهم أكثر من نوع إعاقة.
أمّا عن الصعوبات التي تُواجهه كمُدرّب لأطفال ذوي إعاقة، يقول عبيد: "من وحي تجربتي ، فإن مدّة التركيز والقدرة الاستيعابيّة لدى الأطفال، لا تتجاوز نصف ساعة، لذا فأنا أحرص على عدم الضغط عليهم وتدريبهم على الحركات، بوتيرة مناسبة كي يتمكّنوا من فهمها وإدراكها، ومن ثمّ تطبيقها".
ويُتابع عبيد: "أطفالي يعتمدون على الحركات فقط، وليس على ايقاع الموسيقى أو حديثي إليهم، وهذا الأمر بحد ذاته شكّل عائقاً في البداية، لكنّي حاولت التغلّب عليه بتعلّم بضع حركات من لغة الإشارة، لأجد نفسي مندمجاً مع الأطفال، دون أي مشكلة بتواصلي معهم، وخلال العرض أقوم بإعطائهم مفاتيح كل لوحة ليُكملوها وحدهم".
و استدرك مُدرب الأطفال بأنّ "هذه المجموعة لا خبرة لها في التصرّف على خشبة المسرح، فقد قامت بعرضين فقط حتى الآن".
إن حدث وحضرت أحد عروض هؤلاء الأطفال، راقِبْ ضحكاتهم الخجولة، وهم يقومون بأدائهم الاستعراضي، لترتسم أمامك أجمل مشاهد الطفولة، و معاني الحياة، بعيداً عن مساحيق التجميل والأقنعة ومحاولات تزييف الواقع.