الجزيرة تطلق اسم جديد على الجيش المصري وهو عساكر النظام أو السيسي، هذا الاسم كان يطلقه المصريون على جنود الاحتلال البريطاني لمصر. من الواضح أن الجزيرة تلعب دور خبيث في التحريض على الجيش المصري الوطني العروبي الذي خاض حروب الأمة العربية وقدّم التضحيات الجسام في الدفاع عن قضايانا هذا الجيش ورغم كل الاتفاقيات التي أثقلته لم تتغير عقيدته الوطنية العسكرية، الاستهداف الممنهج للجزيرة والتي تبعها استهداف سياسي من قبل وزير خارجية شبه الجزيرة، يعطي الغطاء السياسي للمجموعات الإرهابية التي تستهدف الجيش المصري والدولة المصرية. إن الدور الذي تقوم به شبه الجزيرة يؤكد كل يوم أن مخططاً خبيثاً تقوده بالنيابة لتقويض أسس الدولة الوطنية في كل من سوريا و مصر والجزائر والعراق وإفراغ المحتوى الوطني التحرري للقضية الفلسطينية.
السؤال المطروح ما الذي تريده شبه الجزيرة؟ هل تملك برنامج أو رؤيا نقيضة للدول المحورية القائمة؟ هل تريد من تقويض الدولة الوطنية واستبدالها بدويلات دينية للمساهمة في شرعنة يهودية الدولة؟ إذا كانت شبه الجزيرة تريد أن تطلق حملة لنشر الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية, أليس من الأولى أن تبدأ بنفسها. الديمقراطية ليست سلعة نفطية، الديمقراطية مفهوم فكري بتعبيرات سياسية واقتصادية واجتماعية، ولا يمكن لنظام يقوم على أساس العائلة والقبيلة وتوريث ملكية شبه الجزيرة لأبنائه وأحفاده, على أساس أن مداخيل شبه الجزيرة هي ملكية عائلية. ان هكذا مؤسسة لا يمكن أن تعطي دروساً في الوطنية والديمقراطية. ان المال الذي يستعمل لقتل وتدمير إمكانيات الشعوب العربية التي بنته عبر مئات السنين لا يمكن أن يكون له جوهر تقدمي أو إنساني، إن الدور الذي تقوم به شبه الجزيرة هو دور مشبوه حتى لو تغلف بعبارات جميلة لتدغدغ مشاعر بعض الليبراليين ولتستخدم المجموعات الإسلامية كأداة لتدمير المجتمعات العربية التي لها جذور في صياغة التاريخ الإنساني. شبه الجزيرة تتعامل مع المفاهيم الديمقراطية كما يتعامل رجل المال حين يقوم بشراء لوحة لأحد الفنانين العظام ليس حباً أو فهماً للفن وإنما ليتفاخر باقتنائها. الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية هي لوحات فنية ترسمها الشعوب عبر تاريخها من عرقها ودمها وأفراحها وأحزانها ونجاحاتها وإخفاقاتها. مصر وسوريا والعراق والجزائر و ليبيا وفلسطين هذه دول لها دور في تكوين وتتطور الفكر الإنساني ودفعت أثماناً باهظة عبر تاريخها للحفاظ على الإنسانية.
إن التدقيق في دور شبه الجزيرة لا يدع مجالاً للشك أنها تساهم وبشكل فاعل وبإصرار لتدمير وتفتيت المجتمعات العربية وتفكيك الدول الوطنية التي تتطلع إلى الاستقلال عن منظومة رأس المال العالمي، فمهما حصل لمصر من انتكاسات فإن موقعها الموضوعي هو في موقع التناقض مع سياسات مراكز رأس المال لكون مصر لها إرث حضاري وإنساني ومحاربتها يهدف لتدمير إرثها الوطني التحرري, وضمانة استعادة مصر لدورها هو جيشها الوطني الذي خاض الحروب من أجل الحفاظ على هويتها الوطنية التحررية. إن كل القيود التي كبلت بها مصر سيفككها الشعب المصري وجيشه الوطني لكونها تتناقض مع إرثه وتاريخه، فلا الجزيرة أو مالكيها تستطيع أن تغير حقيقة أن جمهورية مصر العربية سوف تعود لتأخذ دورها ومكانها الطبيعي في حماية وصياغة مستقبلها والمنطقة. ان الهجمة التي تقودها شبه الجزيرة على الجيش المصري تكرر ذات السيناريو الذي مارسته ضد الجيش العربي السوري، لكن بفارق واحد لم تدركه حتى الآن, ان المواطن العربي البسيط بكل بساطة كشف كذبها وتزويرها للحقائق والأحداث، ان امتلاكها للمال ليس سبباً يؤهلها لإعطاء دروساً في الحرية والعدالة والتحرر، حتى لو أقام في شبه جزيرتك أشباه القادة والكتاب والصحفيين والإعلاميين.