Menu

في ذكرى إنطلاقتها التاسعة والأربعين..

الجبهة تجدد رفضها للمبادرة الفرنسية.. مزهر: سنعمل على إفشال أي عقد للمجلس الوطني في رام الله

الجبهة تجدد رفضها للمبادرة الفرنسية.. مزهر: سنعمل على إفشال أي جلسة للمؤتمر الوطني في رام الله

غزة - بوابة الهدف

أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، رفضها عقد جلسةٍ للمجلس الوطني الفلسطيني في مدينة رام الله، تحت حصار وتحكم الاحتلال "الإسرائيلي"، فيما دعت إلى عقد جلسةٍ خارج الوطن، مؤكدةً على عملها على إفشال أي محاولة لذلك.

ودعا عضو المكتب السياسي للجبهة، ومسؤول فرعها في غزة، جميل مزهر، إلى ضرورة عقد حوار وطني شامل، يقوم تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطيني كممثلة عن الشعب الفلسطيني، وبيّن رفض الجبهة أن تكون المنظمة أداة أو مجرد "مزرعة" يتم التعامل بها حسب أهواء حزب أو شخص معيّن.

ورحب مزهر خلال مهرجان إنطلاقة الجبهة الشعبية الـ 49، شمال قطاع غزّة، بدعوة مصر الفصائل الفلسطينية للحضور للعاصمة المصرية القاهرة، من أجل عقد حوارٍ وطنيّ شامل.

وأشار مزهر إلى أن الجبهة رغم كل المشاق والتحديات الصعبة من المطاردة والملاحقة واغتيال القادة إلا أنها لازالت تربط بإحكام بين النظرية الثورية والممارسة العملية، وستبقى صمام أمان للثورة بوفائها للمبادئ وتمسكها بالثوابت الوطنية والوحدة.

ولفت مزهر إلى أن ذكرى انطلاقة الجبهة هي مناسبة وطنية يستلهم منها المعاني والقيم ويستخلص منها الدلالات والاستنتاجات لحزب انطلق من قلب معاناة شعبنا وكرد على هزيمة الخامس من حزيران، ممتشقاً بندقيته، متقدماً صفوف النضال الفلسطيني.

وفي سياق كلمته تطرق مزهر إلى أهم الثوابت التي شكّلت أساس برنامج نضال الجبهة الشعبية، وما زالت متسلحة بها والثابت الأول هو أن الجبهة منذ تأسيسها حددت رؤيتها لطبيعة الكيان الصهيوني بوصفه كياناً استيطانياً عنصرياً عدوانياً توسعياً يقوم بوظيفة الامبريالية، ولذلك يبقى شعبنا في حالة صراع مفتوح ونضال مستمر وصيرورة تاريخية في مواجهة هذا الكيان، وأن الهدف الاستراتيجي تحرير فلسطين من الاحتلال الاستعماري الكولنيالي، واقامة دولة فلسطين الديمقراطية على كامل التراب الوطني وعاصمتها القدس .

وثاني الثوابت الأساسية هو أن الجبهة شرعت في نضالها كل أشكال وأساليب النضال الأساسية الأيديولوجية والسياسية والاقتصادية، واعتبرت الكفاح المسلح هو الأسلوب الأنجع والرئيسي للنضال الفلسطيني.

كما اعتبرت الجبهة الوحدة الوطنية هي المدخل الحقيقي لاستقلال القرار الوطني على أساس ثابت وهو البرنامج السياسي السليم، بعيداً عن استخدام مفهوم الوحدة الوطنية من أجل شرعنة الاستمرار بالمشاريع الانهزامية، والهيمنة والتفرد واستخدامها في الصراع على السلطة وتعزيز جماعات المصالح.

ولفت إلى أن الجبهة وجدت في الجماهير الفلسطينية مادة المقاومة وقيادتها القادرة من خلالها على تحقيق النصر، وتجنيد إمكانيات الجماهير الشعبية وتعبئة قواها العاملة، والتفافها حول المقاومة ،مؤكداً على ايمان الجبهة بالبعد القومي للقضية الفلسطينية، فهي أكدت أن حركة التحرر الوطني الفلسطيني جزء لا يتجزأ من حركة التحرر الوطني العربي وقوى التقدم الديمقراطية والاشتراكية، واعتبرت عملية تحرير فلسطين ودحر الصهيونية مهمة قومية.

وأوضح بأن الجبهة ترى في حق العودة جوهر الصراع مع الكيان الصهيوني، وهو خط أحمر لا يحق لأي أحد التفريط به أو التنازل عنه تحت أي ظرفٍ كان.

وتابع القول "إن هذه المبادئ السابقة شكّلت ولا زالت قاعدة انطلاق مستمرة ومرتكزات بنت الجبهة من خلالها مواقفها من مختلف القضايا السياسية والجماهيرية والعربية والدولية الراهنة، والتي ندعو ونطالب ونناضل من أجلها.

وأكد مزهر على ضرورة تفعيل الانتفاضة والمقاومة وتوفير ركائز ومقومات استمراريتها، وتعزيز صمود شعبنا، وتكثيف كل طاقاتنا في مواجهة هذا الكيان الصهيوني العنصري، ممتثلين للمقولة التاريخية لرفيقنا المؤسس " بأن نضالنا سوف يستمر مائة عام أو أكثر، وعلى قصيري النفس التنحي جانباً".

وأشار إلى أن انجاز المصالحة الوطنية مرهونة بتوفر الإرادة السياسية لبناء استراتيجية وطنية موحدة لشعبنا في الوطن والشتات تفرض على طرفي الانقسام كبح جماح ومطامع جماعات المصالح، ووقف التغول على جماهير شعبنا، وبما يمهد الظروف على الأرض لطي صفحة الانقسام اللعين الذي نذبح بسكينه كل الوقت.

ودعا مزهر لحوار وطني شامل، يترتب عنه صوغ استراتيجية وطنية موحدة، تتمكن من الاتفاق على رؤية لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني وفي مقدمته منظمة التحرير على أسس وطنية مقاومة وموحدة لشعبنا، وفي ذات السياق رحب مزهر بدعوة الأشقاء في مصر للفصائل من أجل البدء في حوار وطني شامل تحتضنه القاهرة.

 وأكد على ضرورة عقد اجتماع اللجنة التحضيرية في الخارج بمشاركة الجميع للإعداد والتحضير  لعقد جلسة مجلس وطني توحيدي ومنتخب في الخارج، مضيفاً" الجبهة لن تقبل على الاطلاق بعقد جلسة المجلس الوطني تحت حراب الاحتلال في رام الله وستعمل على إفشال أي محاولة لعقدها في رام الله ،كما أنها ترفض أن يتم التعامل مع مؤسساتنا الفلسطينية كأنها ملك لحزب أو أفراد أو قيادات، فهي ملك للشعب الفلسطيني ولا يحق لأي أحد التعامل معها كأنها مزرعة خاصة".

 ودعا مزهر القيادة الفلسطينية لعدم  المراهنة على الأجندات الخارجية وعدم الاستقواء بقوى الإقليم على بعضنا البعض أو الاستقواء بالمحاور على حساب المصالح الوطنية.

وأعرب عن آماله بأن يشكّل انعقاد مؤتمر فتح السابع خطوة إيجابية على طريق بناء شراكة حقيقية بين الكل الفلسطيني، تعيد للمشروع الوطني التحرري الفلسطيني وهجه وعنفوانه.

كما جدد التأكيد على رفض الجبهة للمبادرة الفرنسية والعربية، على اعتبارهما محاولات مشبوهة وخبيثة لتصفية حقوق شعبنا وفي مقدمتها حق العودة، ودعا القيادة الفلسطينية للتوقف عن الترويج للمبادرتين، خاصة وأن القرارات الدولية ليست بحاجة للتفاوض وإنما بحاجة لمؤتمر دولي كامل الصلاحيات تحت رعاية الأمم المتحدة لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية.

وحول الأوضاع الفلسطينية الراهنة، وخصوصاً في قطاع غزة قال مزهر بأن الأوضاع تتطلب من الجميع رفع الصوت عالياً ضد سياسة الإهمال، والفساد والهدر المالي الذي يجري دون حسيب أو رقيب، في وقت تأن فيه الطبقات الشعبية من وطأة الفقر والبطالة.

وأضاف مزهر متسائلاً "من غير المعقول أن توجه غالبية موازنة السلطة للأمن الذي لا يراه شعبنا، فيما يتم اهمال قطاعات شعبنا. وإلى متى ستبقى جماهير شعبنا تدفع فاتورة هذا الانقسام والإهمال؟ إلى متى تستمر حالة الاستهتار في حياة البشر من خلال فقداننا خيرة شبابنا في أنفاق الموت؟  إلى متى تظل مشكلة الأهالي المدمرة بيوتهم يفترشون الشارع بلا ملاذ يأويهم من حر الصيف أو برد الشتاء؟ إلى متى تظل مشكلة البطالة التي وصلت لنسب قياسية غير مسبوقة، ومشكلة الخريجين وفقدان الشباب الأمل، ورغبة الكثيرين منهم في الهجرة مشكلة كبيرة تؤرق هاجسنا؟ إلى متى يتم اذلال شعبنا في مخصصات الشئون التي تتأخر شهور طويلة ولا تسد حاجاتهم؟ إلى متى يتم تهديد مستقبل آلاف الطلبة في الجامعات نتيجة صراعات فئوية وحزبية، هددت استقرار هذه الجامعات؟ إلى متى تستمر حالة الفساد في موضوع العلاج بالخارج، والتي أدت إلى وفاة عدد كبير من أهالي القطاع المرضى، الذين كانوا ينتظرون فرصة للعلاج في الخارج دون فائدة؟ ".

وبخصوص قضية الشهيد عمر النايف أكد مزهر على تصميم الجبهة للوصول لكل من تورط في هذه الجريمة لافتاً إلى أن يد الجبهة طويلة، وستصل إلى قتلته عاجلاً أم آجلاً  وسنواصل فضح وكشف كل أشكال الفساد في السفارات الفلسطينية.

كما أوضح بأن الجبهة منتمية إلى عروبتنا، مؤكداً على وقوفها إلى جانب الاشقاء في سوريا، واليمن، و العراق في مواجهة كل المخططات الخبيثة التي تستهدفهم وتستهدف مقدرات أمتنا العربية، ومحاولة اشغالنا في حروب طائفية ومذهبية ودينية.

وخاطب مزهر الجماهير المحتشدة قائلاً" أقول لكم أن جبهتكم  بخير، وهو ما يدعونا جميعاً للانطلاق نحو ميادين العمل، فأنتم أعضاء في حزب يمتلك الماضي المجيد، والرؤية العلمية والوطنية والديمقراطية التي هي أمل المستقبل، ليس لحزبنا وشعبنا الفلسطيني فقط، ولكن بالتأكيد لجمهور الفقراء والكادحين من أبناء أمتنا العربية، ولكل الأحرار ومناهضي العولمة الامبريالية والظلم والعدوان".

كما دعا إلى استنهاض كل القيم الجبهاوية الأصيلة، وإلى السير إلى الأمام بهامات مرفوعة معرباً عن أمله برفاقه بأن يكونوا على قدر الأمانة والوصية التي تركها رفاقنا إلينا.

وفي ختام كلمته أكد مزهر على أن الجبهة ستبقى وفية لمبادئها وقيمها وأهدافها الوطنية والقومية التي جسدها قادتها العظام، وستستمر بكفاحها من أجل الحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي بكافة الوسائل والسبل الكفاحية وضمان مواصلة مسيرة الانتفاضة والمقاومة وهزيمة المشاريع الصهيونية على كامل التراب الوطني الفلسطيني.