Menu

مزهر: المبادرات الخارجية "التفافٌ على حقوق شعبنا".. ودماء عمر النايف دينٌ في رقابنا

كلمة الرفيق جميل مزهر خلال مهرجان الانطلاقة بالوسطى

غزة_ بوابة الهدف

دعا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤول فرعها في قطاع غزة، جميل مزهر، إلى "تشكيل جبهة مقاومة فلسطينية مُوحّدة، وصياغة إستراتيجية واضحة وتكتيكات فعالة في مواجهة العدو الصهيوني، بما يرفع تكلفة بقائه وإيقاع أفدح الخسائر في صفوفه".

وفي كلمته خلال مهرجان إحياء ذكرى الانطلاقة الـ49، في المحافظة الوسطى بالقطاع، جدّد مزهر موقف الجبهة الداعي إلى إنهاء الانقسام الداخلي، وإجراء حوار وطني شامل، ومن بعده مؤتمر دولي كامل الصلاحيات لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة، الخاصة بالقضية الفلسطينية.

وأكّد موقف الجبهة الرافض للمبادرتين الفرنسية والعربية، على اعتبار أنهما "محاولة مشبوهة للالتفاف على حقوق شعبنا وفي مقدمتها حق العودة"، داعياً القيادة الفلسطينية إلى رفضهما، وتنفيذ قرار المجلس المركزي للفلسطيني الأخيرة، وأهمها إعادة النظر في اتفاق أوسلو.

كما دعا إلى وقف المراهنة على الأجندات الخارجية، التي لم تجلب للشعب الفلسطيني سوى الويلات، مشدداً على أنّه "لا تركيا ولا قطر ولا الرباعية العربية ولا الدولية تمتلك مفتاح الوحدة الوطنية، فوحدها الجماهير هي صاحبة القرار والقدرة".

وحول ملف اغتيال الرفيق عمر النايف ، بالسفارة الفلسطينية ببلغاريا، قال مزهر "إن الجبهة تنظر إلى بقاء السفير المدبوح ووزير خارجية السلطة الفلسطينية على رأس عملهما، على أنه تواطؤ ومحاولة لإخفاء الجريمة،..، وإن دم النايف هو دين في رقابنا، و ولندع الأفعال تأخذ مجراها بعيداً عن تكرار الأقوال".

النص الكامل لكلمة الرفيق جميل مزهر، تنشرها "بوابة الهدف":

أهلي وأحبتي في المحافظة الوسطى

عائلة الشهيد القائد سامي ماضي

الأخوة ممثلو القوى الوطنية والإسلامية والشخصيات الاعتبارية والوجهاء والمخاتير

الأخوات والأخوة... الرفيقات والرفاق

الحضور الكرام كلٌ باسمه ولقبه

اسمحوا لي في البداية أن أنقل لكم تحيات أميننا العام الرفيق أحمد سعدات، والمكتب السياسي، واللجنة المركزية، وكادرات وأعضاء وأنصار الجبهة في الوطن والشتات.

نحتفل واياكم اليوم ومن على أرض مدينة دير البلح بالمحافظة الوسطى في الذكرى التاسعة والأربعين لانطلاقة جبهة الفقراء والكادحين صاحبة التاريخ العريق والمجيد والحافل بالإنجازات والانتصارات التي تعمّدت بقائمة طويلة من الشهداء الذين قضوا على طريق العودة والحرية والاستقلال.

وفي هذا المقام نستذكر قادتنا العظام جورج حبش وأبوعلي مصطفى والأسد الرابض في سجون الاحتلال أحمد سعدات ووديع وغسان وجيفارا غزة وأبوماهر اليماني وباسل الكبيسي وأبوأمل وشادية أبو غزالة... كما نستذكر شهداء المحافظة الوسطى القادة محمود الغرباوي، منصور ثابت، سمير دخان، محمد العايدي، والقائد محمد أبو النصر ورفاقه الثلاثة حسن الزريعي، وعبدالله السميري وعامر زيدان والذين استشهدوا عام 1970 في المغازي بعد معركة بطولية خاضوها ضد جنود الاحتلال. كما نستذكر الرفيق الشهيد سامي ماضي في ذكرى مرور عام على استشهاده. ونستحضر الشهداء إبراهيم الشطلي، فتحي الغرباوي، احمد عمران، الرفاق الاستشهاديين سعيد المجدلاوي، إسماعيل السعيدني، نائل أبو لبدة، خليل شحادة، إبراهيم الصعيدي، والشهداء حسام أبو شاويش، حلمي البلتاجي، داوود خلف، وقائمة طويلة من الشهداء الذين قدمتهم المحافظة الوسطى.

وفي هذه المناسبة، نستحضر أيضاً أرواح القادة العظام أبو عمار، أحمد ياسين، فتحي الشقاقي ، والنجاب، والقاسم.

ونستذكر شهداء انتفاضة القدس أبطال الرد الشعبي رفاقنا الشهداء غسان وعدي وعلاء أبو جمل، وبهاء عليان، ومعتز زواهرة، وطارق النتشة، وايهاب حنني، وحمزة العملة، ومعتز قاسم، وخالد جوابرة، ومالك أكرم شاهين وقافلة طويلة من الشهداء والجرحى والمعتقلين.

ونستغل هذه المناسبة لتوجيه التحية إلى أسرانا البواسل في سجون الاحتلال، وإلى جماهير شعبنا في الوطن والشتات، وفي مخيمات الصمود، والذين يواجهون بكل صلابة المخططات الهادفة للانقضاض على هويتهم الوطنية وعلى حق العودة.

الحضور الكرام،،،

نصف قرن من النضال والتضحيات الجسام والتحديات الصعبة، والمطاردة والملاحقة واغتيال القادة وما زالت الجبهة ماضية على ذات الدرب حاملة ارث حركة القوميين العرب، وتضحيات شعبنا عبر مسيرة مائة عام... وبرنامج وطني نضالي تاريخي طليعي متقدم، تخطى المستوى الوطني نحو المستوى القومي وحتى الأممي؛ فالجبهة تجد نفسها حزباً طليعياً وجماهيرياً تؤمن بضرورة العمل الجبهوي الوحدوي الديمقراطي والجماهيري والترابط العضوي بين النضال الوطني والقومي، والنضال جنباً إلى جنب مع سائر القوى والأحزاب الوطنية والديمقراطية العربية، وتعتبر نضال شعبنا جزء لا يتجزأ من نضال قوى التحرر والتقدم. وهي تناضل بكافة الوسائل والسبل الكفاحية وفي مقدمتها الكفاح المسلح، وحرصها الدؤوب على مواصلة مسيرة الانتفاضة والمقاومة، والتصدي لكل المشاريع الانهزامية، وصون وحدتنا الوطنية. وهي في نضالها هذا لم تتخلَ ولم تحيد ولا يمكن أن تساوم عن هدفها الاستراتيجي وهو تحرير كل فلسطين من نهرها إلى بحرها وإقامة دولة فلسطين الديمقراطية العلمانية.

الحضور الكريم،،

تعيش قضيتنا الوطنية الفلسطينية مرحلة هي الأكثر صعوبة وقساوة من كل ما سبقها من مراحل، تحمل في طياتها مخاطر جدية تستهدف قضيتنا وشعبنا وأرضنا، في ظل استمرار الاحتلال وعدوانه الشامل على شعبنا الفلسطيني، وفي ظل استمرار الانقسام وتداعياته وآثاره على مجمل الحياة الفلسطينية، واستمرار حالة الهيمنة والتفرد في القرار الوطني الفلسطيني، وانهيار المؤسسات الفلسطينية وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطيني، وفي ظل واقع عربي أخرج القضية الفلسطينية من أجندته كقضية مركزية، وواقع دولي منحاز للاحتلال. وصعود لليمين الفاشي العنصري المنحاز للكيان الصهيوني.

إننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وفي سياق هذه التحديات، نؤكد على التالي:

أولاً: نرى بتفعيل الانتفاضة والمقاومة وتوفير ركائز ومقومات استمراريتها وتعزيز صمود شعبنا، وتفعيل المقاومة الشاملة ضد الاحتلال وفي مقدمتها المقاومة المسلحة وما يعززها من وسائل مثل سلاح الأنفاق الذي أربك العدو اثناء الحروب المتواصلة على قطاع غزة لتصبح هذه الوسائل خيار وطني جامع، وهو ما يتطلب تشكيل جبهة مقاومة موحدة، وصياغة استراتيجيتنا الواضحة وتكتيكاتنا الفعالة والمطلوبة في مواجهة الاحتلال، بما يرفع تكلفة بقاء الاحتلال وايقاع أفدح الخسائر في صفوفه.

ثانياً: ان استمرار المراهنة على الأجندات الخارجية، لم يجلب لشعبنا سوى الويلات والمزيد من الدمار والخراب، فإنهاء الانقسام مرهون بتوفر الإرادة السياسية لدى طرفي الانقسام بعيداً عن التدخلات الفجة في الشأن الفلسطيني، فلا تركيا ولا قطر ولا الرباعية العربية ولا الدولية تمتلك مفتاح الوحدة الوطنية، وحدها الجماهير هي صاحبة القرار والقدرة، وهذا يتطلب تحرك شعبي وجماهيري ضاغط للتصدي لكل جماعات المصالح، ووقف التغول على جماهير شعبنا، وبما يمهد الظروف على الأرض لطي صفحة الانقسام اللعين الذي نذبح بسكينه كل الوقت، إلى متى سيستمر الصمت وقضيتنا ومستقبل أبناؤنا تدمر.

ثالثاً: فلنفرع الصوت عالياً من أجل كرامة الانسان الفلسطيني، التي تنتهك يومياً جراء سياسة الإهمال، والفساد، والهدر المالي، واستغلال الانقسام في الاغتناء والاحتكار على حساب شعبنا الذي يئن من وطأة الفقر والبطالة، التي وصلت لنسب قياسية غير مسبوقة، ومشكلة الخريجين والأهالي المنكوبين المدمرة منازلهم، واستمرار اذلال شعبنا في مخصصات الشئون التي تتأخر شهور طويلة ولا تسد حاجاتهم؟ وتهديد مستقبل آلاف الطلبة في الجامعات نتيجة صراعات فئوية وحزبية، واستمرار الفساد في موضوع العلاج بالخارج، وحوادث الثأر التي ترسخ قيم القبيلة والعشيرة بعيداً عن سيادة القانون، ومشاكل عديدة وكثيرة لا حصر لها.

رابعاً: ندعو لحوار وطني شامل، لصوغ استراتيجية وطنية موحدة، تعيد بناء النظام السياسي الفلسطيني وفي مقدمته منظمة التحرير على أسس وطنية مقاومة وموحدة لشعبنا. وفي هذا السياق، فإننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نؤكد على ضرورة عقد اجتماع اللجنة التحضيرية في الخارج بمشاركة الجميع للإعداد والتحضير لعقد جلسة مجلس وطني توحيدي ومنتخب في الخارج، فالجبهة ترفض تكرار سيناريو الدعوة السابقة، وستبذل كل الجهد من أجل منع عقد جلسة المجلس الوطني تحت حراب الاحتلال في رام الله. كما أنها ترفض أن يتم التعامل مع مؤسساتنا الفلسطينية كأنها ملك لحزب أو أفراد أو قيادات، فهي ملك للشعب الفلسطيني ولا يحق لأي أحد التعامل معها كأنها مزرعة خاصة. فنحن بحاجة لجيلٍ جديدٍ في قيادة المنظمة يبادر إلى القيام بالإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، انطلاقاً من واقع تجربة الثورة الفلسطينية المعاصرة، بما يحافظ على مكتسبات المشروع الوطني الفلسطيني، ويكرسها بصورة ديمقراطية تلتزم برؤية المقاومة وتطويرها والارتقاء بها عبر الالتحام بالجماهير ذات المصلحة بالتحرير والديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية.

خامساً: القرارات الدولية ليست بحاجة للتفاوض، وإنما بحاجة لمؤتمر دولي كامل الصلاحيات للتنفيذ العملي لقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، ولهذا نرى بأن اللقاءات والمبادرات ونخص بالذكر منها المبادرتين الفرنسية والعربية محاولة مشبوهة للالتفاف على حقوق شعبنا وفي مقدمتها حق العودة، وندعو القيادة الفلسطينية إلى رفض أي دعوات هنا وهناك، والتوقف عن الترويج للمبادرتين وأي لقاءات مع الاحتلال، التزاماً بقرارات المجلس المركزي الفلسطيني الأخيرة والتي في مقدمتها إعادة النظر باتفاقية أوسلو والتزاماتها الأمنية والسياسية وعلى رأسها التنسيق الأمني.

سادساً: إننا ننظر في بقاء السفير المدبوح ووزير خارجية السلطة على رأس عملهما تواطؤ ومحاولة لاخفاء الجريمة وحرف مسار التحقيق، وتهرب من المسئولية، ونحن نجدد تأكيدنا لرفاق الشهيد عمر النايف وعائلته العزيزة ولكل أبناء شعبنا بأن دم الرفيق الشهيد القائد عمر النايف هو دين في رقابنا، ولندع الأفعال تأخذ مجراها بعيداً عن تكرار الأقوال.

الرفيقات والرفاق،،،

عليكم أن تفتخروا جميعاً بجبهتكم، فهي رغم كل التحديات والأزمات عصية على الانكسار، وهو ما يستدعي منكم جميعاً تغليب القيم الجبهاوية الأصيلة والسير إلى الأمام بهامات مرفوعة، نحن على ثقة بأنكم ستكونوا على قدر الأمانة والوصية وعهد الشهداء، وبدون أي مكابرة أو مبالغة فإننا نقول أن حزباً يمتلك هذا التاريخ المجيد والحاضر المفعم بالتضحيات، فالجبهة هي خاطفة الطائرات، ومرعبة الاحتلال بظاهرة جيفارا غزة في السبعينات، وهي التي نفذت أول عملية من نوعها في تاريخ الصراع العربي الصهيوني بقتل المجرم الصهيوني المجرم وزير السياحة رحبعام زئيفي، وهي التي دخلت الكنيس الصهيوني وقتلت الحاخامات الصهاينة، وهو ما يحتاج منا لتعزيز الطاقات والابداعات وروح الانتماء الحقيقي داخل كل رفيق، وامتلاك الوعي والممارسة بالدفاع عن هذا الإرث بالماضي والحاضر، ونعدكم بأننا سنحمي هذه التضحيات، فبإرادتكم ووحدتكم نضرب كل المحاولات التي تسعى للنيل من تاريخ وحاضر الجبهة.

لقد علمتنا مدرسة الجبهة أن التضحية من أجل الوطن هي أعلى وسام وهي الهدف الأسمى الذي نستخلصه من تجربة غنية لجبهتنا على مدار نصف قرن، وهو ما يحتاج منكم العمل والنضال رغم كل الظروف، فالوطن هو شجرة طيبة لا تنمو إلا في تربة التضحيات وتسقى بالعرق وبالدم، ولكنها تنفض الطحالب والأشواك من داخلها، حتى تظل مثمرة ومنتجة ودائمة العطاء. عليكم جميعاً استخلاص العبر من تجربة الشهداء وتضحياتهم... من تجربة الرفيق سامي ماضي الذي تقدم الصفوف في مثل هذا اليوم قبل عام وضحى بروحه من أجل هذه الفكرة؛ فتضحيات الشهداء هي التي تنير لنا الطريق دائماً، وهم زهرة الوطن اليانعة، وهي التي ترسم حدود الوطن... كل الوطن.

الحضور الكرام،،،

نؤكد بأن الجبهة ستبقى وفية لمبادئها وقيمها وأهدافها الوطنية والقومية التي جسدها قادتها العظام، واستمرار كفاحنا من أجل الحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي بكافة الوسائل والسبل الكفاحية وضمان مواصلة مسيرة الانتفاضة والمقاومة وهزيمة المشاريع الصهيونية على كامل التراب الوطني الفلسطيني.

تحية إلى معلمنا وملهمنا أحمد سعدات... تحية فخر واعتزاز بنسر الحرية القائد الصلب بلال كايد على كسره القيد وهو يدق بيديه أبواب الحرية... تحية إلى المرأة الفلسطينية الصابرة والمقاتلة... تحية إلى الرفيقة القديسة العظيمة الشهيدة جاكلين اسبر التي ناضلت بصمت ورحلت بصمت لها كل المجد.. تحية إلى القائد البطل الأسير في السجون الفرنسية جورج عبدالله.

المجد للشهداء الحرية للأسرى... وإننا حتماً لمنتصرون