Menu

الشعبيّة برفح تحيي ذكرى انطلاقتها الـ49

unnamed (1)

غزة _ بوابة الهدف

أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في محافظة رفح، اليوم الثلاثاء، الذكرى التاسعة والأربعين لانطلاقتها بمهرجان جماهيري حاشد بمشاركة أعضاء من المكتب السياسي وكوادر وأعضاء وأنصار الجبهة، وممثلي القوى الوطنية والإسلامية والشخصيات الاعتبارية والوجهاء والمخاتير.

ورفعت في المهرجان أعلام فلسطين ورايات الجبهة، وصور قادة الجبهة المؤسسين، والأسير المحرر القائد بلال كايد، والشهيد القائد عمر النايف ، والمناضل الأممي جورج عبدالله.

وألقى عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة ومسئول المحافظة، محمد مكاوي كلمة الجبهة، استهلها بنقل تحيات الأمين العام أحمد سعدات، مستذكراً القادة العظام وشهداء انتفاضة القدس وأبطال الردّ الشعبي، وشهداء محافظة رفح القادة حسن البلعاوي، وعلم الدين شاهين ، وباسل اليازوري، وأشرف أبو لبدة، وعادل موسى، وسمير شعت، ومحمد معمر هجرس، وفارس أبو زكار، وإيهاب بركات، وفوزي عيسى، وهشام أبو حرب، وعلي أبوطه، ومعاوية النحال، وأنور نصر، وطلعت وأيمن زقوت، وقائمة طويلة من الشهداء.

وأكد مكاوي بأن الجبهة تدخل نصف قرن من النضال وهي على ذات الدرب، "تجد نفسها حزباً طليعياً وجماهيرياً تؤمن بضرورة العمل الجبهوي الوحدوي الديمقراطي والجماهيري والترابط العضوي بين النضال الوطني والقومي، والنضال بكافة الوسائل والسبل الكفاحية وفي مقدمتها الكفاح المسلح، وحرصها الدؤوب على مواصلة مسيرة الانتفاضة والمقاومة، والتصدي لكل المشاريع الانهزامية، وصون وحدتنا الوطنية".

 

وطالب بـ"ضرورة تصعيد الانتفاضة والمقاومة وتوفير ركائز ومقومات استمراريتها وتعزيز صمود شعبنا، وتفعيل المقاومة الشاملة ضد الاحتلال وفي مقدمتها المقاومة المسلحة وما يعززها من وسائل مثل سلاح الأنفاق الذي أربك العدو أثناء الحروب المتواصلة على قطاع غزة لتصبح هذه الوسائل خيار وطني جامع".

واعتبر مكاوي ان استمرار المراهنة على الأجندات الخارجية، لم يجلب للشعب الفلسطيني سوى الويلات والمزيد من الدمار والخراب، مشيراً أن "إنهاء الانقسام مرهون بتوفر الإرادة السياسية لدى طرفي الانقسام بعيداً عن التدخلات الفجّة في الشأن الفلسطيني، فلا تركيا ولا قطر ولا الرباعية العربية ولا الدولية تمتلك مفتاح الوحدة الوطنية".

وأشار مكاوي الى أن الجماهير وحدها هي صاحبة القرار والقدرة، مطالباً بتحرك شعبي وجماهيري ضاغط للتصدي لكل جماعات المصالح، ووقف التغول على الجماهير.

ودعا مكاوي لضرورة رفع الصوت عالياً من أجل كرامة الإنسان الفلسطيني، التي تنتهك يومياً قائلاً: "إلى متى تستمر سياسة الإهمال، والفساد، والهدر المالي، واستغلال الانقسام في الاغتناء والاحتكار على حساب شعبنا الذي يئن من وطأة الفقر والبطالة، التي وصلت لنسب قياسية غير مسبوقة، إلى متى تستمر مشكلة الخريجين والأهالي المنكوبين المدمرة منازلهم. من غير المعقول أن تبقى محافظة رفح بدون مستشفى. إلى متى يستمر إذلال شعبنا في مخصصات الشئون التي تتأخر شهور طويلة ولا تسد حاجاتهم؟ إلى متى يتم تهديد مستقبل آلاف الطلبة في الجامعات نتيجة صراعات فئوية وحزبية. إلى متى يستمر الفساد في موضوع العلاج بالخارج، إلى متى تستمر حوادث الثأر التي ترسخ قيم القبيلة والعشيرة بعيداً عن سيادة القانون، ومشاكل عديدة وكثيرة لا حصر لها".

ودعا مكاوي لحوارٍ وطنيٍ شامل، لصوغ إستراتيجية وطنية موحدة، تعيد بناء النظام السياسي الفلسطيني وفي مقدمته منظمة التحرير على أسس وطنية مقاومة وموحدة للشعب الفلسطيني.

وأكد مكاوي على موقف الجبهة بضرورة عقد اجتماع اللجنة التحضيرية في الخارج بمشاركة الجميع للإعداد والتحضير لعقد جلسة مجلس وطني توحيدي ومنتخب في الخارج، رافضاً تكرار سيناريو الدعوة السابقة، مشيراً الى أن الجبهة ستبذل كل الجهد من أجل منع عقد جلسة المجلس الوطني تحت حراب الاحتلال في رام الله، رافضاً أن يتم التعامل مع "مؤسساتنا الفلسطينية كأنها ملك لحزب أو أفراد أو قيادات، فهي ملك للشعب الفلسطيني ولا يحق لأي أحد التعامل معها كأنها مزرعة خاصة".

وأضاف مكاوي: "نحن بحاجة لجيلٍ جديدٍ في قيادة المنظمة يبادر إلى القيام بالإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، انطلاقاً من واقع تجربة الثورة الفلسطينية المعاصرة، بما يحافظ على مكتسبات المشروع الوطني الفلسطيني، ويكرسها بصورة ديمقراطية تلتزم برؤية المقاومة وتطويرها والارتقاء بها عبر الالتحام بالجماهير ذات المصلحة بالتحرير والديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية".

ورأى مكاوي باللقاءات والمبادرات خاصة المبادرتين الفرنسية والعربية بأنها محاولة مشبوهة للالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة، داعياً القيادة الفلسطينية إلى "رفض أي دعوات هنا وهناك، والتوقف عن الترويج للمبادرتين وأي لقاءات مع الاحتلال، التزاماً بقرارات المجلس المركزي الفلسطيني الأخيرة والتي في مقدمتها إعادة النظر باتفاقية أوسلو والتزاماتها الأمنية والسياسية وعلى رأسها التنسيق الأمني".

وشدد بأن الجبهة الشعبية لم ولن تبرئ يوماً الاحتلال من الجرائم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني يومياً، ولكنها أيضاً لم ولن تبرئ من سهل لهذا المحتل ارتكاب جرائمه عبر التنسيق أو غض البصر عن أدواته؛ لافتاً أنه "ما كان لأيدي القتلة أن تصل لرفيقنا عمر النايف لولا التواطؤ والتقصير والإهمال من أطراف أصبحت معروفة للجميع".

وفي الختام أكد مكاوي بأن الجبهة "ستبقى وفية لمبادئها وقيمها وأهدافها الوطنية والقومية التي جسدها قادتها العظام، واستمرار كفاحنا من أجل الحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي بكافة الوسائل والسبل الكفاحية وضمان مواصلة مسيرة الانتفاضة والمقاومة وهزيمة المشاريع الصهيونية على كامل التراب الوطني الفلسطيني".

من جهته، ألقى القيادي في حركة حماس ، عز الدين كساب، كلمة القوى الوطنية والإسلامية مهنئاً فيها الجبهة الشعبية بذكرى انطلاقتها، داعياً إياها بضرورة الثبات والمحافظة على المبادئ التي انطلقت من أجلها وهي تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها، والحفاظ على البندقية والمقاومة بكافة أشكالها ضد العدو وعلى رأسها الكفاح المسلح.

وقال القيادي كساب: "لا يمكن لنا أن ننسى وأن نمر دون الرجوع للتاريخ والحاضر المشرق للجبهة الشعبية مع انطلاق الثورة الفلسطينية، وخاصة في الرجوع للتاريخ والحاضر المشرق للجبهة الشعبية مع انطلاق الثورة الفلسطينية وخاصة سبعينيات القرن الماضي وعملياتهم الفدائية والنوعية، وهل ننسى ليلى خالد أول مناضلة في العالم خطفت الطائرات، وهل ننسى بطولات تفجير المطارات. كيف لنا أن ننسى في انتفاضة الأقصى الرد المزلزل والعمل النوعي البطولي الذي نفذه أبطال وثوار كتائب الشهيد أبو علي مصطفى في اغتيال الوزير الصهيوني زئيفي رداً على اغتيال الأمين العام للجبهة الشعبية أبوعلي مصطفى".

ولفت كساب، بأن الجبهة الشعبية لا زالت محافظة على ثوابتها، تواصل مشوارها نحو فلسطين والقدس، مشيراً أن المشاركة في هذا الحدث الكبير تأتي وفاءً لذكرى انطلاقة جبهة مقاومة لا زالت تتحمل البندقية وتسير وكل اخواتها في فصائل العمل الوطني والإسلامي المقاوم إلى تحرير فلسطين، داعياً لضرورة تحقيق الوحدة الوطنية ولم الشمل الفلسطيني على قاعدة فلسطين تتسع للجميع وعلى قاعدة الشراكة الوطنية.

وقال: "مدينة رفح بفصائلها وقواها الحية تسير بخطى واثقة نحو توديع الانقسام والعمل الوطني المشترك عل قاعدة فلنعمل معاً وسوياً فيما اتفقنا فيه وليعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا عليه، ونؤكد أننا سنبقى نموذجاً وطنياً فصائلياً يحتذى به في كل فلسطين، وأقول لكم أن لجنة القوى الوطنية والإسلامية انطلقت من محافظة رفح في منتصف التسعينات لتعم أرجاء الوطن".

وأضاف: "رفح لا زالت تواصل عطائها فتوحد الدم فيها فقدمت قادة عظماء شهداء على طريق تحرير فلسطين، رفح أول من فجرت الدبابة الصهيونية، ونسفت بأنفاق الجحيم أبراج حردون وبوابة صلاح الدين وكرم أبو سالم، وهي التي بددت الوهم وخطفت جلعاد شاليط، ورفح التي كانت بوابة فك الحصار الظالم عن شعبنا فأبدعت لتصنع بين ثنايا الركام والهدم الأمل لإعادة الحياة من أجل الثبات والمحافظة على الثوابت الفلسطينية".

كما دعا لضرورة الالتزام بالقرار الوطني ووقف التنسيق الأمني بكافة أشكاله، وإعادة الاعتبار لنهج القادة المؤسسين، مطالباً أبناء الشعب الفلسطيني بمواصلة الانتفاضة وردع العدو في كل ميدان وحماية المقدسات.

وأشاد كساب بالأسرى، مؤكداً أن "رفح التي انطلقت منها بشرى تحرير الأسرى في صفقة الأحرار بخطف جلعاد فإن المقاومة فيها وفي القطاع ستبقى وفية بعهدها صادقة  في وعدها، فما دامت رفح تحمل صندوقاً أسوداً، فهي قادرة بهذا الصندوق أن تجعل هذا العدو طال الزمن أو قصر أن يدفع ثمنه ولا ثمن أغلى من حرية الأسرى".