الأسرى هم جزء حيوي من الجسم الفلسطيني، يتعرضون للقمع والتنكيل من قبل السجان الصهيوني، وكل السنوات التي يمضونها هي حبل معاناة لا ينقطع، قد يشتد أو يرتخي لكن الألم ممزوج بساعات الليل والنهار. في نفحه ضرب وعزل وانتهاك للحقوق البسيطة، وفي النقب كذلك، فلم يعد هناك أجهزة كهربائية، وفي ظروف القمع هذه لا كهرباء ولا حتى ماء وإجراءات من التفتيش ليلاً ونهاراً، وعزل بالعشرات، والتنكيل بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فما هي مشاعر الأم حيال ابنها الأسير الذي يعاني البرد والقمع ومحاولات الإذلال؟ كيف ينبغي أن تكون مشاعرنا إزاء من يدافعون عن كرامتهم وهم الذين هبوا للدفاع عن وطنهم وقضيتهم؟ هل يكفي التعاطف بكلمة أو كلمات عبر صفحة الفيس بوك أو مع صديق؟ أم مطلوب من الجهات المسؤولة وطنياً بوضع برنامج عام لمتابعة قضايا الأسرى بإسنادهم عبر كل المحافل الداخلية والخارجية والأهم الدولية، ومن خلال الإنسان وأعني حقاً الإنسان الفلسطيني والعربي والأممي بأن يتحرك بخطوات عملية مهما كانت بسيطة، لترجمة مشاعرة التضامنية لتتحول إلى عمل مكثف باحتجاجات متعددة الأوجه، للوقوف إلى جانب من يدافعون عن كرامتهم وحقهم بالحياة الحرة، لا تكفي المشاعر حبيسة الصدر اتجاه من يتألم وينزف وله أسرة تعاني معه على مدى سنوات طوال.. ليتخيل كل منا أنه واحد من هؤلاء الأسرى المعذبون !
