Menu

حريّة الدقامسة تُثير الغضب في "إسرائيل".. فمن هو..؟!

17264869_10212324629930341_8959516751950177533_n

عمّان _ بوابة الهدف

قبل (20 عاماً)، استخدم الجندي الأردنيّ أحمد الدقامسة، سلاحه لقتل سبع فتيات، وأصاب ست فتيات أخريات، عندما كنّ في رحلة مدرسية في متنزه في الباقورة "نهرايم".

نجا أحمد من عقوبة الموت بسبب الإدعاء أنه كان يعاني من اضطرابات نفسية أثناء تنفيذ القتل، وحُكم عليه لمدة (20 عاماً).

إطلاق سراح أحمد اليوم، أثار الغضب في "إسرائيل" إزاء مشاهد الفرح والاحتفالات في الأردن. جاء الغضب بشكلٍ أساسيّ بسبب أقوال وزير العدل الأردنيّ السابق حسين المجالي قبل ست سنوات حينما أعرب أنه يدعم الدقاسمة ويعتبره بطلاً وطنياً، في حين أنه قبل (20 عاماً)، قال إن الجندي يعاني من أمراض نفسية عندما كان ممثله القانوني.

أخت إحدى الضحايا التي تسبب بها الدقامسة، صرّحت لوسائل إعلام عبرية، إنها تشعر بشعور صعب إثر إطلاق سراحه، "أشعر بألم إزاء فكرة أن القاتل سيطلق سراحه قريباً ولا يمكن استيعاب ذلك، وأشعر بألم صعب لست قادرة على وصفه".

من جهتها، أعربت والدة فتاة أخرى قُتلت أثناء الحادثة، قائلة "أشعر بحزن عميق، من جهتي يجب أن يقضي كل حياته في السجن بسب أعمال القتل الفظيعة التي ارتكبها".

كما هو معلوم، بعد مرور بضعة أيام من الحادثة الصعبة في عام 1997، التي كانت ستقوّض اتفاقية السلام التي كانت في بداية طريقها بين "إسرائيل" والأردن، غادر الملك الحسين إسبانيا التي كان في زيارتها مسافراً إلى "إسرائيل" لتعزية عائلات الضحايا في "إسرائيل".

وفي خطوة استثنائية، اعتذر الملك أمام العائلات باسم المملكة الأردنيّة الهاشمية آمراً بدفع تعويضات مالية لعائلات المتضررات.

ونجحت زيارة الملك الحسين بن طلال في تهدئة النفوس المستعرة إلى حد ما في الأردن والحفاظ على اتفاقية السلام.

حريّة أحمد من سجون السلطات الأردنية، انعكست فرحاً على مواقع التواصل الاجتماعي، فغرد المئات من مُحبيه عبر هاشتاق #الدقامسة_حراً مُعبرين عن فرحهم بانتصاره على السجّان.

وفي ذات الوقت، عبر عشرات الأردنيين عن غضبهم واستنكارهم بعد أن نشرت نائبة أردنية مقطع فيديو على مواقع التواصل، تقول فيه "أن الدقامسة كان مسجوناً في السجون الإسرائيلية، وأن المملكة الهاشمية بذلت جهوداً حتى تم الافراج عنه!". 

من هو أحمد الدقامسة..؟!

أطلق أحمد الدقامسة الرصاص من رشاشه أثناء خدمته العسكرية في حرس الحدود على مجموعة من الطالبات الصهيونيّات اللاتي كن يقمن برحلة مدرسية في منطقة الباقورة الحدودية -التي استعادها الأردن بموجب اتفاقية السلام التي وقعها مع الاحتلال "الإسرائيلي"، عام 1994- في يوليو/تموز 1997، فقتل سبع طالبات وأصاب عددا آخر.

وقضت محكمة عسكرية بعقوبة السجن المؤبد على الدقامسة، الذي قال أثناء محاكمته إنه أطلق الرصاص على الطالبات الصهيونيًات لأنهن سخرن منه أثناء تأديته الصلاة.

وشغلت قضيته الرأي العام الأردني طيلة السنوات الماضية، وينظر إليه أردنيون كثر باعتباره بطلاً. وفي عام 2009 رفعت (70) شخصية مذكرة لملك الأردن تطالبه بإصدار عفو خاص عن الدقامسة، كما نظمت قوى المعارضة الأردنية في السنوات الماضية عشرات الفعاليات التضامنية مع الدقامسة.

وتحول الدقامسة إلى أيقونه لدى العديد من الأردنيين وتم تأسيس "اللجنة الشعبية للإفراج عن الدقامسة" للمُطالبة بالإفراج عن أحمد الدقامسة، والضغط لاستصدار عفو ملكي عنه.

ويعتبر المؤيدون للدقامسة أنه تعرض لمُحاكمة غير عادلة، وأن القضاء الذي وقف أمامه كان يتعامل معه بطريقة مهينة بالإضافة إلى أنه تعرض للتنكيل بالسجن.

وقرر أحمد الدقامسة البدء بإضراب مفتوح عن الطعام حتى الإفراج عنه، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، إلى أن تم الإفراج عنه اليوم، وبحسب مصادر بالأردن فإن الدقامسة وصل إلى بيته بالفعل وهو الآن يحتفل بين أهله والمعجبين بقصته.