يتوقد حدس حنظلة كوهج النار... تشتعل الأرض... فتستعيد المواسم توازنها العالي...
يقطع الأفق ظل جندي محتل... تنكسر اللحظة... تفقد شغف البدايات فتغادر الكلمات دفئها، تنشغل بذاتها... تسقط في الفراغ...
فلسطين لا يليق بها إلا الكبرياء... لا القيد يكسر روحها ولا الموت ولا الكلمات... لا تغريها ولا تناسبها لغة السوق والمساومات على هوامش الوقت والفراغ واللقاءات والمؤتمرات...
فحين يفقد القول، أي قول، روحه، حيويته، حرارته وتدفقه... حين يفقد ركيزته المطلقة: فكرة الحياة... حينها يصبح باهتا كوجبة طعام في السجن... وجبة طعام في القيد... يصبح مجرد كلام... حينها تعلن فلسطين بيانها: كفى! لم يعد هناك ما يقال... هناك فقط ما يجب فعله.
هي فلسطين ليست وطنا موسميا أو افتراضيا أو موازيا... فلسطين لا يشعل أعماقها سوى انهمار الياسمين ووضوح الرصاص... فإما تكون أو لا تكون...
نعم... نحن محاصرون بالقيد والرصاص والدمار ولقمة الخبز.. محاصرون بالعجز والانتحار العربي الذاتي والتواطئ الدولي.. ومع ذلك تعلِّمنا فلسطين حكمة الزيتون... عناد الصّوان... وضوح الجبال... غضب الصحراء... وعزم القدر الذي لا يُردُّ...
نعم هي فلسطين هكذا... تعلِّمنا كيف نكون أوضح وكيف نكون أجمل!.