Menu

"الصليب الأحمر": نقترب من أن تكون غزّة المأساة المنسيّة

مواطنون في الصالة الفلسطينية من معبر رفح - ارشيف 2017

غزة_ بوابة الهدف

ناشد مدير مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة، جيلان ديفورن، المجتمع الدولي بالعمل على تخفيف حدّة الأزمة الإنسانية التي يعاني منها قطاع غزة. ودعا "جميع الأطراف ذات العلاقة"، إلى "بذل قصارى جهدها لضمان تلبية الاحتياجات الأساسية لسكان غزة".

ووجّه ديفورن رسالة للمجتمع الدولي قائلاً "دعونا نعمل قبل فوات الأوان". مُضيفاً "ما يحتاجه الناس هو حياة كريمة، والقدرة على إعادة بناء سبل العيش والاقتصاد العادي، ولا يمكنهم الصمود لفترة طويلة، فأينما أشحتَ بنظرك ترى المعاناة. كل من ألتقيهم يقولون إن الأوضاع الحالية غير مسبوقة".

وتابع " غزة اليوم مثل سفينةٍ تغرق ببطء، والمياه وصلت بالفعل إلى عنق الرّكاب، ما زال بإمكانهم التنفس، في حين أن مزيدًا من المياه تدخل للسفينة من كل الجهات".

وأضاف ديفورن أنّ أزمة الكهرباء الراهنة تقوّض جميع جوانب حياة سكان غزة، فهم يعيشون فيه تحت ظروف تمس بكرامتهم الإنسانية".

ورجّح مدير الصليب الأحمر أن تزداد الأوضاع في غزة خلال الأشهر القادمة صعوبة. في ظل ارتفاع نسب البطالة وتلوث مياه الشرب وغياب الرعاية الطبية.

وقال "غياب الحل السياسي ساهم في صعوبة الحفاظ على الأمل حياً". وإنّ "الشيء الوحيد الذي يدركه أي أم أو أب في غزة أن ما يستطيعون توفيره لعائلتهم أصعب اليوم مما كان عليه قبل عام".

واستدرك بالقول إنّ "ما يؤسف له أن جميع الأطراف الفاعلة والتي يمكنها التأثير في المشهد الحالي وتحسينه، على دراية بالأوضاع الحالية". مُعربًا عن قلقه من الوصول إلى انحسار الاهتمام الدولي بغزة.

وقال "أخشى أننا نقترب بسرعة إلى النقطة التي ستكون فيها غزة مأساة منسية؛ وهذا السبب الذي جعلنا اليوم نناشد علنا، ونضم صوتنا للمنظمات الإنسانية الأخرى العاملة هنا، نيابة عن المدنيين في غزة، لا تنسوهم في محنتهم يجب التحرك الآن".

وأضاف إن استمرار القيود على حركة الأشخاص والبضائع في غزة له عواقب بعيدة المدى على حياة الناس وسبل عيشهم. وإنّ "هذه القيود تقوض أية إمكانية حقيقية للتنمية الاقتصادية، فالبنية التحتية التي تعرضت للضرب، والاقتصاد الهش، تركا أثرا فادحا على الناس هنا، غزة تعاني من البطالة والفقر، وقد وصلت نوعية الحياة هنا إلى أدنى مستوياتها".

ولفت ديفورن إلى أن القيود على الحركة من خلال المعابر الحدودية مع "إسرائيل" والفتح الاستثنائي وغير المنتظم لمعبر رفح، لهما عواقب إنسانية مباشرة على المدنيين، وفي بعض الأحيان عواقب وخيمة على المرضى.

وشدد على أنه في ظل الظروف الحالية، لا يزال تحقيق الاكتفاء الذاتي والتنمية المستدامة، بعيد المنال بالنسبة لسكان غزة.

وبشأن رؤيته للخروج من الوضع الراهن، رأى ديفورن أنه من الضرورة التوصل إلى حل سياسي مشددًا على أن هذا الأمر خارج صلاحيات وإطار عمل المنظمات الإنسانية.

وتابع "يجب على كل من يستطيع التأثير على الوضع، بما في ذلك السلطة الفلسطينية وحماس وإسرائيل، أن يبذلوا قصارى جهدهم لمساعدة المدنيين في غزة"، "كما يجب عليهم أن يتخطوا الاعتبارات السياسية لإيجاد حل مستدام لأزمة الكهرباء الحالية".

وفي شأن آخر، أكد المسؤول الدولي أنهم في اللجنة الدولية للصليب الأحمر على تواصل دائم ويومي مع أسر جميع المعتقلين الفلسطينيين. معربا عن قلقه إزاء تعليق الزيارات العائلية للمحتجزين المنتمين ل حركة حماس من غزة، مؤكدًا أن زيارات الأقارب للمحتجزين مسألة "إنسانية ذات أهمية قصوى، كما أنّها حق مكفول في اتفاقية جنيف الرابعة، وهي تخضع لقدرة سلطات الاحتجاز على الإيفاء بها، فلا يجوز تقييدها إلا لدواع أمنية وعلى أسس فردية ولفترة مؤقتة".

وأكد أن "اللجنة الدولية ليست في وضع يسمح لها بالحديث عن ظروف التعليق أو مبرراته أو مدته، لأن هذا قرار من السلطات الإسرائيلية، إلا أننا وبصفتنا وسيطا محايدا، نبقى على تواصل مستمر مع السلطات المعنية ونحيل أية معلومات متاحة الى العائلات".

وجدد ديفورن التزام الصليب الأحمر بمواصلة متابعة هذه المسألة مع سلطات الاحتلال وتذكيرها بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني.

المصدر "الأناضول"