من يسمع سمير جعجع أو "جاجا" كما يلفظها شعبنا المصري، أو كما يلفظها شعبنا في الكويت "يع يع"، أو كما يقولها أطفالنا "كع كع"، أو حسب لهجة أشقائنا الأكراد "كاكا"، وهو يحاضر ويعظ حول الشرعية و"الديموئراطية وحئوء الإنسان" يعتقد أنه أمام فولتير أو جان جاك روسو أو الماما تيريز.
هذا الجعجع، أو "جاجا"، يشطب بجرة قلم واحدة سورية عن الخريطة، يقول ذلك دون أن يرف له جفن.
مستر "جاجا" هذا يسرح ويمرح وهو يتحدث عن الشرعية، فيرى مثلا بأن الدولة السورية ليست سوى مجرد "مجموعة فاقدة للشرعية "هههههه!" يخرب بيتك شو مخك معجزة... بصراحة لقد أضحكتني حتى وقعت على ظهري من فرط الدهشة والإنفعال أمام فكرة عبقرية تصدر عن "جاجة" عبقرية.
يقول الخبر: في تعليقه على زيارة وزيري الصناعة والزراعة اللبنانيين حسين الحاج وغازي زعيتر بدعوة من من وزير الصناعة السوري أحمد حمو للمشاركة في افتتاح معرض دمشق الدولي 59 في 17 آب 2017 الذي يشارك فيه وفد من الصناعيين اللبنانيين بينهم مدير جمعية الصناعيين و14 شركة لبنانية من مختلف القطاعات الاقتصادية، أعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أنه «ليست هناك مشكلة بين الشعب اللبناني والشعب السوري، والحياة يجب أن تستمر، والسيارات والشاحنات لا تزال تذهب إلى سوريا وتأتي إلى لبنان، إنما الذهاب إلى هناك من أجل الاجتماع بمجموعة (يقصد الدولة السورية) لم يعد لديها أي شرعية أمر مختلف»، ننتظر من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن يقول لا» (المصدر صحيفة الشرق الأوسط – 12 آب 2017).
***
سبحان الله... صدقوا أو لا تصدقوا....جعجع يعني "جاجا" أو "يع يع" أو "كاكا" أو "كع كع" يتحدث عن الشرعية والأخلاق...
نعم هو "جاجا" القاتل المتسلسل الشهير.. ومن لا يتذكر أو ينسى أو يتناسى... سأعيد تذكيره ببعض أشهر إبداعاته في علم الجريمة:
- تفجير كنيسة سيدة النجاة في كسروان.
- اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رشيد كرامي.
- اغتيال رئيس حزب الوطنيين الأحرار داني شمعون.
- اغتيال النائب طوني فرنجية ابن الرئيس سليمان فرنجية وعائلته في إهدن وهي ما باتت تعرف لاحقا بمجزرة إهدن.
نعم هو "سمير جاجا" ذاته القاتل المتسلسل الأشهر في لبنان، الذي حكمت عليه المحكمة في عام 1994 بالإعدام، ثم جرى تخفيض الحكم إلى السجن مدى الحياة بقرار من الرئيس الياس الهراوي.
نعم هو "سمير جاجا" الذي أُطلق سراحه عام 2005 بعفو نيابي.... ليعود إلى لبنان وإلينا فيلسوفا وحكيما وواعظا في الأخلاق، ثم قديسا يعطي الشرعية ويمنحها كالبركة.
هذا الأبله لا يعي ما يجري حوله... فكل ما في رأسه على ما يبدو هي عنتريات جبير الجبار صاحب العبارة المضحكة "بشار الأسد سيرحل سلما أو حربا"، والسلجوقي أردوغان وهو يحمل سجادة الصلاة استعدادا للصلاة في المسجد الأموي، وسعدو الحريري وهو يتجه باسما إلى طائرته الخاصة في مطار شارل ديغول في باريس والتي ستهبط به في مطار دمشق ليشتري لصديقه "جاجا" 3 كيلو "برازق" كهدية وهو في طريقه إلى بيروت... وكل ذلك بانتظار الانتهاء من عبور أل 300 متر الأخيرة التي بقيت أمام "ثوار حمد بن جاسم" للوصول إلى القصر الرئاسي في المهاجرين، وفق تقديرات الإستراتيجي المدهش صفوت الزيات، الذي استوردته قناة الجزيرة على عجل ليرافق دخول "الناتو" إلى العرين الرئاسي السوري الرابض عند سفوح قاسيون وعينه لا تحيد عن سيف دمشق الناهض في ساحة الأمويين.
"يا ولا إنت يا جاجا .. يا ابن الأيه... شو ذكي...!".
بس... خلص... ولا كلمة... لا أريد أن أتحدث أكثر... ولن أضيف أي شئ آخر... سأتوقف هنا من باب الإثارة ... والاستفزاز.
أما دمشق... فستبقى موقد نارنا العربي الذي لا ينطفئ...
