Menu

في الذكرى الـ35 لمجزرة صبرا وشاتيلا.. عبد العال: لا يُمكن للتاريخ أن يدفن رواية الضحية

مروان عبد العال - ارشيفية

بيروت _ بوابة الهدف

أكد مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان مروان عبد العال، بمناسبة ذكرى مرور (35) عاماً على مجزرة صبرا وشاتيلا، أنَّ "التاريخ لا يموت ولا يمكن دفنه أبدًا مهما حاول أعداء الحق والحقيقة والتاريخ".

وقال عبد العال في مقابلة أجرتها إذاعة (صوت الشعب اللبنانية)، لبرنامج رأي في السياسة، أنه لا يمكن طمس معالم الذكرى، مُتسائلاً حول ما بعد تلك السنوات التي مرت عن إن كانت ثقافة المجزرة قد انتهت، وحول التباهي بممارسة القتل بصور مختلفة ومتعددة، مُجيباً بوضوح: إن القاتل لا يزال طليقًا، وقد ارتكب  قبلها وبعدها عدة مجازر شبيهة بمجزرة صبرا وشاتيلا.

وتابع مسؤول الجبهة في لبنان خلال المقابلة، أنَّ الذي استهدف من المجزرة أولاً هو المخيم، لأنه شكل حينها رحم المقاومة، والكائن المعنوي الذي يحتضنها، وهذا لا يزال مستمراً بأشكال أخرى ووسائل أخرى، وثانياً لقد استهدفت الإرادة الشعبية لكسر إرادة المقاومة، وسلخها عن مجتمعها بطريقة وحشية ومرعبة، والتي ردت عليها القوى الثورية يومها بانطلاقة المقاومة الوطنية اللبنانية التي حررت بيروت والجبل، وأسقطت اتفاق الذل 17 أيار، واستمرت حتى التحرير والنصر الأخير.

وأضاف عبد العال: "تستمر ذهنية القتل عندما يسمح للقاتل الذي هو ليس مجرمًا فردًا بعينه، بل كيان مجرم بأدواته الفاشية المحلية أدمنت البشاعة إلى حد وصف شارون له بالعمل الجيد والرائع، وكذلك من يعزز بطريقة عنصرية مسألة الإفلات من العقاب، فمن يصمت أو يتغاضى عن موتنا يغتال بشكل مباشر فضيلة العدالة، ويعزز ثقافة الغاب، ويعيد العالم إلى ما قبل المدنية". 

وأردف بالقول: "صبرا وشاتيلا هي رواية الضحية، هي القضية رقم (3500) شهيد ذبحوا في ليلة ونصف، أو أكثر، وهناك من يقوم بالتطبيع الثقافي السافر، أو الفني من خلال إنتاج أفلام سينما إلى عزف موسيقى مع القاتل، من المغرب حتى لبنان. هذا الأمر نشاز يهدف إلى غسل دماغ، من أجل تبني رواية العدو الصهيوني، لذلك فإن وظيفة المثقف أن يدعم الرواية الحقيقية، ويبني مشروعًا ثقافيًّا تحرريًا مقاومًا، ولا يتساوق مع الإنهزامية السياسية، بل ينتقدها ويقاوم الجلاد بالعزل والمقاطعة والتعرية".

وحول الذكرى الـ24 لتوقيع اتفاق أوسلو، قال عبد العال: "إن أوسلو ليس تفاهمات ولا اتفاقًا، بل كارثة وطنية أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك، إنه مشروع نقيض للمشروع الوطني الفلسطيني، ولا يمكن السير بالمشروعين معاً، ونتائجه وتداعياته ملموسة ومُعاشة ومعروفه عند كل فلسطيني، وقد جرى تفكيك شامل لعملية الصراع، ما أدى إلى انسلاخ الوطنية عن مرجعياتها القومية، واستبدالها بمرجعيات أخرى دولية لديها مشاريعها الداعمة للكيان الصهيوني، وأنتج طبقة فلسطينية تحتكر التقرير السياسي بالباطن استناداً إلى مصالح سلطوية، ما أحدث انشقاقاً فظيعاً في بنية المجتمع الفلسطيني، وأدى إلى تجزئة القضية الفلسطينية إلى مجتمعات وملفات منفصلة، وتحت مظلة أوسلو جرى بناء الجدار العنصري، وزرع المستوطنات وانتشارها الأخطبوطي، وحصار غزة، وخنق القدس ، وسن العنصرية كقوانين دولة على شعبنا في مناطق 1948، وعموم الشعب الفلسطيني بما فيها تشتيت الشتات، ونفي اللاجئين من المعادلة". 

وعن جلسة الأمم المتحدة والخطاب المرتقب للرئيس محمود عباس ، قال إن الجبهة الشعبية ما زالت تتمسك بأولوية بناء المشروع الوطني الذي دمره مشروع أوسلو، وما نتج عنه من خراب وطني، والمدخل لذلك مراجعة جريئة وموضوعية للمسيرة السياسية، وما أفضت إليه من نتائج، واستعادة المعادلة الصحيحة النقيضة للمعادلة الأمنية والاقتصادية والسياسية في التعاطي مع الاحتلال، بل بمعادلة تحررية وطنية مقاومة، لأن الذي يُخطط هو تعميم أوسلو إلى صفقة تاريخية وإقليمية كبرى".

أما عن علاقات حماس ومصر، فقال: "إن أي تطور إيجابي للعلاقات مع الشقيقة مصر سيعكس نفسه على الكل الوطني، وخاصة إذا حقق تقدمًا عمليًّا ملموسًا لإنهاء الانقسام، فهو موضوع مرحب به، كما إنهاء للخطوات المنفردة، كاللجنة الإدارية أو الإجراءات العقابية للسلطة، كل خطوة نحو الكل الوطني هي بالاتجاه الصحيح، والأهم هو الشروع ببناء منظمة التحرير الفلسطينية من خلال عقد مجلس وطني فلسطيني توحيدي، كمرجع للمصالحة الوطنية الشاملة، وحتى يكون كذلك، يجب استيفاء الشروط السياسية والجيو- بولتيكية، لكن الاكتفاء بالاتهامات أو بالإشادة بالوحدة، وتكرار المكرر بممارسات عملية منفردة، سيجعل من المصالحة هدفًا مستحيلاً، وهذا بصراحة سيخدم المسار السياسي المميت الذي تحاول إدارة ترامب تصميمه للقضية الفلسطينية".